عالم على فوهة بركان

فنجان قهوة
02:15 صباحا
قراءة دقيقتين

غلاف مجلة التايم الأمريكية الأخير يحمل صورة كارل ماركس، وفي داخل العدد دعوة لإعادة قراءته. فالأزمة التي تعيشها المجتمعات الغربية حالياً قريبة من الأزمة التي عاشتها الدول الشيوعية عشية انهيار الاتحاد السوفييتي: شعوب تشعر بالغضب والإحباط والخوف من المستقبل، وحكومات غير قادرة على معالجة الأزمات وتلبية مطالب شعوبها.

والعالم كله على فوهة بركان. وفي باريس، يتحدث الفرنسيون عن الثلاثاء الأسود ويقولون إنه مجرد عينة لما سيحدث في الغد. وفي الثلاثاء الأسود، توقفت حركة الحياة في العديد من المدن الفرنسية ونزل ما يزيد على 2،5 مليون شخص إلى الشوارع في أضخم مظاهرات شهدتها فرنسا منذ ثورة الطلاب عام ،1986 وتجمع الكثيرون منهم في ساحة الأوبرا وغنوا نشيد الانترناشيونال، نشيد الثورة.

وفي بريطانيا التي تهبط نسبة التأييد لرئيس وزرائها جوردون براون بمعدل هبوط الاسترليني، شملت المظاهرات التي جرت خلال الأسابيع الماضية 19 مدينة، ووصفتها الصحف البريطانية بأنها رمز للمخاوف التي تساور الطبقة الدنيا من المستقبل.

وفي روسيا، لجأ الشيوعيون واليساريون وأنصارهم إلى الشارع يطالبون بالإصلاح، ومزقوا صور رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ودخلوا في اشتباكات مع الشرطة.

وفي كل مكان في الدول الصناعية لا تسمع إلا عن إفلاس شركات، وفقدان عمال لوظائفهم، وغلاء في الأسعار، وانخفاض في القوة الشرائية للمال. وتشير الإحصائيات إلى أن ما يزيد على 50 مليون موظف في العالم سيفقدون وظائفهم قبل نهاية هذا العام، و200 مليون شخص سينضمون إلى قائمة الذين يعيشون تحت خط الفقر الأحمر، وفي بكين أعلنت الحكومة أنها قد تستغني عن خدمات ما يزيد على 20 مليون عامل وافد (أي ما يزيد على إجمالي عدد سكان الدنمارك والسويد والنرويج معاً) وكل واحد من هؤلاء سيكون مشكلة بالنسبة لدولته التي يعود إليها، ومعدل النمو في الصين هبط إلى أدنى مستوياته ولم يعد يكفي حتى لتأمين وظائف للخريجين الجدد.

ما الحل؟

حتى الآن، تبدو كل الحلول التي طرحتها الدول الصناعية أشبه بكمادات من الثلج توضع على رأس مريض درجة حرارته 41 مئوية، والكمادات قد تريح المريض مؤقتاً، وتخفف حرارته، ولكنها لا تشفيه، والمطلوب هو الشفاء، وليس تخفيض درجة الحرارة.

وأخشى ما نخشاه هو أن يخرج الحل من إعادة قراءة كارل ماركس، كما تدعو التايم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"