لقد نحرت الهمّ والذلّ يا خليفة

محليات
04:18 صباحا
قراءة 3 دقائق

الدين همّ بالليل وذلّ بالنهار . حين وعيت على هذا الكون، وبدأت أتأمل الأشياء وأفهمها وأعيها، كانت والدتي تردد من ضمن مقولاتها الحكيمة إياكم والدين . . الدين هم بالليل وذل بالنهار، وبقيت أضع هذه الحكمة أمامي وأقي نفسي طوال سنوات عمري هم الليل وذل النهار، قد يكون هم الليل مستوراً لكن ذل النهار معلن مفضوح، ولا يعرف هذا الشعور إلا أولئك الذين كسرت الديون ظهورهم، وانكسرت نفوسهم وكبرياؤهم .

الدين همّ الليل يتناثر معك على الفراش، يتوسد معك وسادتك، أشواك تملأ روحك ورأسك وقلبك، كلما تقلبت انغرست فيها، وتغص بألمك وتكتم صراخك حتى عن رفيقة عمرك التي تشاركك الحياة والبيت والغرفة والفراش والوسادة، ولا تدري أنك تقصيها روحاً وجسداً، جسداً حين يأخذ مكانها في كل زاوية هم الدين يتسلل إليك ويلتصق بك ويلقيها خارج دائرة حياتك من دون أن تعلم، رغم أنها أول من يشعر بغيابك روحاً وجسداً، حين يحكمها صمتك القاتل، الذي يخرسها، وتأبى كرامتها الاقتراب ممن أقصاها من دون سبب أو معرفة .

الدين ذلّ بالنهار وأنت تطاردك المحاكم والنيابة والشرطة، وتتساوى أنت والسارق في نظر القانون، الدين ذل بالنهار حين تسرع لرهن أملاكك وأولها بيتك الذي يؤوي، أطفالك أحباب الله، الذين لا ذنب لهم في تهورك في مديونيات أنت أعلم الناس بعدم قدرتك على سدادها، ويعيشون مهددين بالطرد من بيتهم وسكنهم في أي لحظة حتى من دون علمهم أو علم أمهم، ترى إلى أين ستفر؟

الدين ذل بالنهار حين تصل إلى المطار في رحلة مع زوجتك وأبنائك لقضاء إجازة، ولو كنت متوجهاً إلى بيت الله لعمرة أو حج ليقف موظف المطار ويبلغك أنك ممنوع من السفر، بأمر من المحكمة والنيابة، لتنخدش صورتك أمام من لا يعرفك في صفوف المسافرين، وتتحطم أمام زوجتك وأبنائك ممن لا يعرفون أن هذا السفر يقع ضمن قائمة مديونياتك وديونك .

الدين ذلّ بالنهار حين تطاردك الشرطة وتقبض عليك وتلقي بك وراء القضبان، أمر القبض هذا ليس قرارهم، وليس قرار المحكمة الذي أصدرته، وليس أمر النيابة التي أحالته للمحكمة، وليس ذنب البنك الذي قدم الشكوى للشرطة لتحال إلى النيابة فالمحكمة فالشرطة مرة أخرى لتنفيذ الحكم، هذا الذنب ذنبك أنت حين أغرقت نفسك في ديون لا طائل لك بها وأنت أعلم الناس بقدراتك .

الدين ذل بالنهار حين يتلفت أبناؤك حولهم فلا يجدون العائل والحافظ والأمين على حياتهم التي لم يختاروا القدوم إليها، فأنت من قرر الزواج وأنت من قرر بناء أسرة لست أهلاً لها، وأنت من قرر إنجاب الأبناء لتتفاخر بهم، وبعد ذلك يهان أبناؤك من تهورك حين يعلم أترابهم من الأسرة والمدرسة أنهم أبناء سجين .

نعم، لقد نحرت الهمّ والذلّ يا سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يا خليفة زايد في حنوه وكرمه وعطائه، لقد نحرت الهمّ والذلّ يا خليفة يا خير خلف لخير سلف، فقرارك يوم الأربعاء السادس والعشرين من يناير وأمرك السامي بتسوية قروض 6830 مواطناً بإجمالي مديونيات تصل إلى ملياري درهم أدهشا الناس ليس أصحاب المديونيات فقط لكن العالم كله .

ما زلت أردد وأقول نحن شعب لا مثيل له وقيادة لا بديل عنها، وفي كل يوم تؤكد لنا يا سيدي الكبير رئيس الدولة أنك أنت وإخوانك حكام الإمارات هبة من الله عز وجل لدولة تستحق كل الخير والعطاء والكرامة والإباء، نحن شعب وفيّ لك وفاءك لشعبك، كريم للعالم كرم عطائك اللامحدود . إن قيادتك استحقاق لنا كشعب يحملنا مسؤولية أن نقف صفاً واحداً معك نساندك ونعينك على بناء هذا الصرح العظيم دولة الإمارات العربية المتحدة، ونكون أمناء على ما استؤمنا عليه معك أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعب .

لقد نحرت الهم والذل يا سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولتنا وقائدنا الكبير الحنون، فحفظك الله ورعاك من كل شر، حفظك الله بما يحفظ به عباده الصالحين، وسدد خطاك للخير دائماً، ورفع قدرك وشأنك أمام العالم كله، وأعزك وأكرمك على عباده، وأزاح عنك كل همّ وغم، وأعطاك خير عطاياه، خير الدنيا من عزة وكرامة، وخير الآخرة جنات النعيم .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"