مشكلات اتحاد بوتين

03:00 صباحا
قراءة دقيقتين
لن يكون الحظر الذي فرضه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على واردات الغذاء ضد الغرب في النهاية أكثر من مجرد خطوة رمزيّة، نظراً لأنه لن يعمل عند الممارسة الفعلية لتعارضه مع مشروع "بوتين" الأليف وهو، الاتحاد الاقتصادي الأوراسي "إي إي يو" .
وكان "بوتين" قال قبل انتخابه لفترة ولايته الثالثة في العام ،2012 إن إحدى أولياته ستكون إنشاء اتحاد اقتصادي قوي في دول ما بعد الاتحاد السوفييتي، وأيّ أعضاء آخرين قد يبدون اهتماماً في الانضمام .
وفي السنة التي عاد فيها "بوتين" للكرملين، تبنت كل من كازاخستان وبيلاروسيا إنشاء حدود جمركية موحدة مع روسيا، وهو الأمر الذي خلّف أوكرانيا بوصفها القطعة الوحيدة المفقودة من بين الجمهوريات الأربع التي وافق قادتها على تفتيت الاتحاد السوفييتي في العام 1991 .
واستحضر "بوتين" في العام الماضي، كلّ نفوذه للتأثير في الرئيس الأوكراني السابق "فيكتور يانكوفيتش" لإسقاط اتفاق للتجارة والشراكة مع الاتحاد الأوروبي، تتعارض أحكامه مع قواعد الاتحاد الأوراسي، واستسلم "يانكوفيتش"، الأمر الذي أشعل فتيل الاحتجاجات التي أدت إلى إطاحته .
ووقّع خليفته "بيترو بورشينكو" الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، موجّهاً ضربة قوية لخطط "بوتين" .
ولم يستسلم "بوتين"، حيث بقيت محاولة إعادة بناء ولو نسخة مصغرة وأضيق، من الاتحاد السوفييتي في مركز جدول أعماله، ويريد لها أن تصبح جزءاً من إرثه . وتمضي كل من أرمينيا، التي نصحها بالعدول عن الانضمام للاتحاد الأوروبي، وقيرغيزستان، على طريق الانضمام لاتحاد "إي إي يو" في هذا العام، واعتباراً من العام ،2015 ستعمل الدول الأعضاء على مواءمة أنظمتها الضريبية .
وعلى أي حال، فليس لدى الأعضاء الآخرين في اتحاد "بوتين"، الاهتمام نفسه في فرض حظر على استيراد المواد الغذائية، أو تطبيقه بالقوة، وليس لدى بيلاروسيا وكازاخستان ما يدفعهما للانتقام، فروسيا فقط هي التي تواجه عقوبات غربية .
وقال الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكيشينكو": "هذه مسألة داخلية بالنسبة إلينا، إذا احتجنا للتفاح البولندي فسوف نشتريه، ولكن لسوقنا المحلي، وليس من أجل روسيا" .
وأوضح المكتب الصحفي لرئيس كازاخستان "نور سلطان نزارباييف"، عقب حديثه مع "بوتين" عبر الهاتف، أن حظر استيراد المواد الغذائية هو "إجراء روسي أحادي الجانب ولا يقتضي إشراك" أعضاء آخرين في اتحاد "إي إي يو" .
ونسبة لأن هذه الدول ليست لديها حدود جمركية مع روسيا، فإنه من الصعب أن نرى كيف يمكن منع الواردات المحظورة، مثل الأجبان الفرنسية والسويسرية، والنقانق الألمانية أو البرتقال الإسباني، من الدخول .
وإذا قام المورّدون بإعادة توجيه البضائع المشتراة للسوق الروسية إلى بيلاروسيا، فلن تكون هناك طريقة سهلة لمنع الشركات الروسية من شرائها هناك، وإلى جانب ذلك، فإنها فقط الواردات من هذه البضائع، وليس بيعها في المتاجر، هو الذي تم منعه في روسيا .
ومن المحتمل أن يبذل أعضاء الاتحاد الأوراسي جهداً لوقف عبور البضائع المحظورة، ويبدو أن "لوكاشينكو" قد وعد بذلك، ولكن هذا سيعمل بشكل أساسي على خلق فرص أمام المسؤولين لإثراء أنفسهم، إما بغض أبصارهم عن الشحنات المهربة، أو عبر السماح بإعادة تغليف البضائع المستوردة كمنتجات محلية . محار بيلاروسي أو يوسفي كازاخستاني، من يرغب؟

ليونيد بيرشيدسكي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"