وينسب الكتاب للرئيس شيراك قوله: اتصل بي بوش وقال لي إن النبوءات التوراتية تتحقق، ويأجوج ومأجوج يعيثون فساداً في الشرق الأوسط، والله يريدنا أن نخوض هذه الحرب لنقضي على خصومه قبل بداية العهد الجديد.
ويقول شيراك إنه شعر بالحيرة من هذه المكالمة، وتساءل: هل يمكن أن يصل إنسان ما إلى هذه الدرجة من السذاجة؟ وعلى العموم، فإنه استدعى ثوماس رومر، المختص بفقه التوراة في جامعة لوزان وسأله عن حكاية يأجوج ومأجوج، فقال له رومر إن هذا الاسم ورد في إصحاحين من سفر حزقيال هما الإصحاح 38 و39 باعتبارهما من القوى التي تناهض إسرائيل، وفي الإصحاحان يتوعد يهوه بإرجاعهم واضعين شكائم في أفواههم، وبذبحهم من دون رحمه.
وفي عام 2007 نشر البروفيسور ثوماس رومر مقالاً في مجلة تصدرها جامعة لوزان تحدث فيه عن تلك المكالمة الغريبة بين بوش وشيراك، ونقلت الصحف الفرنسية مقاطع من المقال تحت عناوين ساخرة مثل: عندما رأى بوش النبوءات التوراتية تتحقق أو بوش وشيراك ويأجوج ومأجوج أما صحيفة التورنتو ستار الكندية فقد نشرتها تحت عنوان أغرب من الخيال.
وطوال السنوات الست الماضية كان الأمريكيون يتساءلون، ويتساءل العالم معهم، عن الأسباب التي دفعت بوش لغزو العراق، بعدما ثبت عدم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وعدم علاقته ب القاعدة: هل السبب هو رغبة أمريكا بالسيطرة على نفط العراق وثرواته الطبيعية؟ قطعاً لم يكن العراقيون ليشربوا نفطهم، وهم لا يمانعون في بيعه للولايات المتحدة. هل السبب، إذاً، ثأر شخصي من جانب بوش لأن صدام حاول اغتيال والده؟
ربما.. ولكن أحداً لم يكن ليجزم بالحقيقة، إلى أن كشف صحافي فرنسي هذه المكالمة بين بوش وشيراك لنعلم أن يأجوج ومأجوج هما السبب الحقيقي لتلك الحرب التي كلفت الولايات المتحدة ما يزيد على 4000 قتيل، وما يعادل تريليونات الدولارات إن استمر الاحتلال، وكلفت العراق الملايين من الضحايا والجرحى والمشردين، والمليارات من الثروات المنهوبة.