بحيرات الملح في سيوة.. شفاء واستجمام

سياحة علاجية جديدة تجذب الآلاف

04:00 صباحا
الصورة
القاهرة:«الخليج»

تجذب بحيرات الملح الصخري المنتشرة في واحة سيوة، آلافاً من الباحثين عن الاستجمام والراحة، نظراً لما تحتويه تلك البحيرات الملحية من عناصر، تساعد على الاستشفاء من كثير من الأمراض، فضلاً عما تبثه من طاقة، بتخليص الجسم من الطاقة السلبية، ومعالجة الكثير من الأمراض.
وتضم سيوة 4 بحيرات رئيسية بحيرة الزيتون، وهي عبارة عن مصرف زراعي قديم يوجد في الجهة الشرقية للواحة، ويمتد على مساحة تزيد على 500 فدان، ولا ينافس هذه البحيرة شهرة وإقبالاً إلا بحيرة «أجورمي» التي تقع في الجهة الشمالية الشرقية للواحة، وتبلغ مساحتها نحو 960 فداناً، فضلاً عن بحيرتين أخريين إحداهما في الغرب من مدينة شالي التاريخية، وتبلغ مساحتها نحو 3600 فدان تقريباً، وبحيرة المراقي الواقعة غرب الواحة بمنطقة بهي الدين، والتي تصل مساحتها إلى 700 فدان، والبحيرات الأربع تعوم مياهها الساحرة على كنوز من الملح الصخري الجاهز للاستخراج، والذي يستخدم في العديد من الأنشطة، ويدخل في العديد من الصناعات ومن أهمها صناعة ملح الطعام، ويعد هذا النوع من الملح هو الأفضل عالمياً، نظراً لما يتميز به من نسب عالية للعناصر الرئيسية للملح، كما يتم استخدامه في إذابة الثلوج من الطرق في البلدان شديدة البرودة.
يحتوي الملح الصخري على نحو 1400 عنصر، ويدخل في العديد من الصناعات من أهمها صناعة الصابون والحرير الصناعي، وتكرير الزيوت إلى جانب صناعات الغزل والنسيج، بل إنه يدخل ضمن العناصر الرئيسية المكونة لوقود الصواريخ، ويتميز النوع الموجود في سيوة بأنه يعد الأنقى بين أنواع الملح الموجودة في العالم، حيث تصل نسبة كلوريد الصوديوم به إلى ما يزيد على 98.5%.
محمد عبدالله، أحد أبناء الواحة ويعمل مرشداً سياحياً، يقول: «هذه البحيرات تكونت في منخفض سيوة، بفعل عوامل جيولوجية ضربت المنطقة خلال ملايين السنين، وترجح العديد من الدراسات الجيولوجية أن بحراً كبيراً كان يمر منها، لكنه جف ليخلف وراءه تلك الواحة الغناء، وما هذه البحيرات إلا جزء من آثاره. ومنذ سنوات يحرص مئات من المصريين على زيارة تلك البحيرات والاستمتاع بالسباحة داخل مياهها التي تعد الأعلى كثافة نظراً لوجود الملح الصخري، وهو ما يساعد من لا يجيدون السباحة على العوم بداخلها، بمجرد الاسترخاء على صفحة المياه».
ويقول سالم إسماعيل، الذي يعمل منظماً للرحلات: «يقبل كثير من المصريين والأجانب على حد سواء على الرحلات التي ننظمها إلى بحيرات الملح، التي تساعد مياهها على تجديد الطاقة، وتزيل التوتر، وتزيد الشعور بالراحة والاستجمام، ويستطيع الزائر أن يلحظ ذلك بسهولة شديدة بعد نصف ساعة فقط داخل المياه، فيشعر خلالها أنه أصبح شخصاً آخر، الأمر الذي يجعل البحيرات المصرية تنافس بقوة كهوف الملح الموجودة في تركيا ورومانيا وبولندا، التي تستخدم في السياحة العلاجية»، لافتاً إلى أن الملح الحجري يساعد، حسبما تشير العديد من الدراسات،على علاج العديد من الأمراض النفسية والعصبية والجلدية أيضاً، لقدرته على قتل البكتيريا الضارة الموجودة على الجلد.
ويؤكد خبراء في مجال السياحة العلاجية، ومن بينهم محمد خليل، الذي يتردد على الواحة على فترات للحصول على كميات من الملح الصخري، لاستخدامها في كهف صناعي صممه في أحد المنتجعات السياحية لأغراض استشفائية، أن هذا النوع من الملح يساعد الإنسان على الاسترخاء وتخفيف الكثير من الآلام. ويقول خليل: ننثر الملح داخل الكهف، حتى يتشبع الجو بأيوناته الطبيعية، التي تعمل على التقليل من ارتفاع ضغط الدم، وتخفيف التوتر والمساعدة على النوم الجيد والمريح، ويؤكد أن تلك السياحة تشمل العلاج والاسترخاء معاً، الأمر الذي يساعد على التخلص من الأفكار السلبية والاضطرابات والاستشفاء من العديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، كما أنه يمنح الجسم طاقة روحية وإيجابية عالية. ولا تتوقف فوائد بحيرات الملح في سيوة على السياحة العلاجية، لكنها تمتد إلى الجانب الاقتصادي، إذ تمثل تلك البحيرات كنزاً في حد ذاتها بما تنتجه من ملح خام، ويقول مسؤولون عن أحد مناجم الملح في المنطقة إن المخزون الاستراتيجي في البحيرات الأربع يصل إلى نحو 60 مليون طن من الملح الخالي من الشوائب، والذي يمثل قيمة اقتصادية كبيرة، إذا اعتمدت الحكومة المصرية خطة عملية لتصديره، ويقدر هؤلاء إجمالي ما يمكن أن توفره البحيرات لمصر سنوياً من التصدير بنحو 50 مليار جنيه.