لدغات الحشرات..مشكلة بسيطة وخطيرة

22:18 مساء
الصورة
الصورة
الصورة
تعتبر قرصات ولدغ الحشرات من المشاكل التي يعاني منها الكثير من الناس، ولكن ورغم خطورة البعض منها، إلا أنه لا ينجم عنها في الغالب أية مشاكل خطيرة، وتقتصر على التهيج والتحسس البسيط، ويمكن أن تكون بعض اللدغات أو اللسعات مؤلمة، وتنجم عنها ردات فعل تحسسية خطيرة. تقوم الحشرات باللدغ عن طريق ثقب الجلد لتحصل على الدم الذي يعتبر غذاء لها. بينما تعد معظم لسعات الحشرات عملية دفاعية تحقن فيه الحشرة سمها في الجلد، وعادة ما تزول لسعات ولدغات الحشرات خلال بضع ساعات عادة، ويمكن علاجها بمواد أولية في المنزل.
تعتبر البراغيث من أشهر الحشرات اللادغة، حيث تتخذ من بطانة الأسرّة الخاصة بنا سكنا لها، إضافة إلى الوسائد، ويمكن أن تتجمع لدغات البراغيث على شكل خطوط أو عناقيد، وإذا كان الشخص يعاني من حساسية خاصة تجاه لغدات البراغيث، فقد تؤدي تلك إلى إصابته بحالة تتشكل فيها عدة كتل حمراء، وفي بعض الحالات يمكن أن تتشكل فقاعات أيضا. تقوم البراغيث المنتقلة من القطط والكلاب باللدغ تحت الركبة وحول الكاحل عادة، كما تقوم البراغيث بلدغ الساعدين عند قيام الشخص بحمل الحيوانات المصابة أو تمليس فروها. من الحشرات الأخرى ذباب الفرس، والتي يمكن أن تتسبب لدغتها في ألم شديد، إضافة إلى تشكل طفح مرتفع في محيط اللدغة، كما يمكن أن تؤدي أيضا إلى حالات مثل الدوخة والضعف العام وأزيز التنفس والتورمات. يقوم ذباب الفرس بجرح الجلد عند اللدغ بدلا من ثقبه، لذلك قد يستغرق شفاء لدغات ذباب الفرس فترة طويلة، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعدوى.
ومن جانب آخر، لا تكون لدغات بق الفراش مؤلمة عادة، وقد لا تظهر أية أعراض عند الأشخاص الذين لم يتعرضوا للدغات بق الفراش سابقاً. يمكن أن يظهر في بعض الحالات طفح جلدي مرتفع أو كتل شديدة التهيج عند الأشخاص الذين تعرضوا للدغ في السابق، وغالبا ما تركز هذه الحشرات على لدغ الإنسان في مناطق معينة مثل الوجه والعنق واليدين والذراعين. ومن الحشرات الأخرى الذباب الأسود يتواجد بكثرة بالقرب الأنهار والمجاري المائية، ويكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بلدغات الذباب الأسود خلال الأشهر الحارة، حيث يلدغ الذباب الأسود منطقة الساقين غالبا، وتسبب لدغته ألما شديدا. وقد تؤدي اللدغة إلى حدوث ردة فعل موضعية محصورة في منطقة اللدغة، مع ظهور أعراض مثل التورم وارتفاع درجة حرارة الجسم وبعض الآلام المفصلية. وقد ينجم عن لدغة العنكبوت شعور بالغثيان والقيء والتعرق والدوخة في الحالات الشديدة. كما قد تحدث ردات فعل تحسسية شديدة في حالات نادرة جدا. وتعتبر لسعات الزنابير والدبابير آلاما حداة في منطقة اللسع، بيد أن الألم لا يستمر إلا لدقائق معدودة فقط، وبعد ذلك تظهر وسمة حمراء متورمة على الجلد غالبا،
ويكون الشعور بلسعة النحل مشابها للشعور بلسعة الدبابير، إلا أن النحلة تترك كيسا ساما في الجرح عندما تلسع. لذلك ينبغي نزع الكيس مباشرة من خلال كشطه باستعمال أداة صلبة ذات حافة قوية مثل رأس السكين أو أغطية الأقلام وغيرها، ويجب عدم الضغط على الكيس السام بالأصابع أو الملاقط عند التعامل معه، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار السم. تكون فرصة حدوث ردة فعل تحسسية أكبر عند الأشخاص الذين تعرضوا سابقا للسع أو اللدغ من نفس الحشرة. ورغم أن لسعات ولدغات الحشرات من الأسباب الشائعة لحدوث التأق، إلا أنه من النادر حدوث التأق بعد لسعة الحشرة، والتي لا تكون خطيرة إلى درجة كبيرة تؤدي إلى الموت مثلاً، ورغم ذلك تصبح الأعراض أكثر شدة إذا تعرض الشخص للدغ أو للسع عدة مرات من حشرة واحدة أو أكثر، وذلك الجسم سيكون قد استقبل كمية أكبر من السم.
لا تكون هناك أعراض خطيرة في العادة للسعات أو لدغات الحشرات، ولكن توجد بعض الحالات التي تستدعي طلب المساعدة الطبية العاجلة، مثل صعوبات التنفس أو الشعور بالغثيان أو القيء والإسهال، أو تسارع بضربات القلب، وفي الحالات الشديدة الإغماء، ونادراً ما تكون ردة الفعل الجهازية مميتة، وخصوصا بالنسبة للأطفال، رغم ارتفاع الخطر عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية أو تنفسية، ويمكن أن تصاب مواضع لدغات الحشرات بالعدوى أحيانا. وقد تتضمن أعراض إصابة لدغة الحشرة بالعدوى على ظهور قيح في موضع اللدغة ومحيطها، وتورم العقد اللمفاوية، أو زيادة التورم والاحمرار والألم في موضع اللدغة ومحيطها.

العلاج

تسبب معظم لسعات ولدغات الحشرات حدوث ارتدادات موضعية بمكان اللدغة، ويمكن علاج هذه الحالات في المنزل بمواد أولية بسيطة، إلا أنه يجب مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن إذا كانت الأعراض شديدة. عند إصابة شخص بلسعة النحل، يجب أولا إزالة الإبرة وكيس السم بأسرع ما يمكن، ويجب القيام بذلك عن طريق الضغط على جوانب الجلد عند أطراف كيس السم بمادة ذات أطراف صلبة، ويجب الحرص عند إزالة الإبرة على عدم انتشار المزيد من السم تحت الجزء الملسوع من الجلد. يذكر أن الدبابير لا تترك إبرة اللسع في الجلد، لذلك فبإمكانهم تكرار اللسع مرة أخرى، لذلك، يجب على الشخص مغادرة المنطقة التي لا يزال الدبور يحوم فيها لتفادي التعرض للسعة أخرى.
تسبب لدغات ولسعات الحشرات تورما وحكة في أغلب الحالات، وتزول هذه الأعراض خلال عدة ساعات عادة، ويمكن علاج اللسعات واللدغات الطفيفة كما يلي عبر غسل المنطقة المصابة بالماء والصابون، ووضع كمادات باردة فوق المنطقة المصابة لتخفيف التورم، إضافة إلى عدم حك المنطقة بشكل متكرر، ويستحسن مراجعة الطبيب عند ازدياد الاحمرار والشعور بالحكة، أو عند عدم زوالها بعد بضعة أيام. وفي حال تسببت اللدغة أو اللسعة بالشعور بالألم أو بالتورم، يمكن استخدام الثلج من خلال تمريره فوق المنطقة المصابة، واستخدام مسكنات الألم في الحالات التي يكون فيها الألم شديدا ولا يمكن تحمله، أو إذا ما كان يسبب حالة شديدة من عدم الراحة. وفي حال أصيب الشخص بردة فعل تحسسية بعد لدغه أو لسعه، حتى لو كانت مجرد طفح جلدي طبيعي، فيتم استخدام بعض أنواع الأدوية الخاصة بمثل هذه الحالات بعد استشارة الطبيب.
في حال استخدام بعض الأنواع ذات التأثير القوي من الحقن المضادة للسعات أو لدغات بعض الحشرات، يجب أن يخضع الشخص للمراقبة بعد حقن كل جرعة، للتأكد من عدم حدوث ردة فعل تحسسية لهذا العلاج. يقرر طبيب الأمراض التحسسية جرعة السم التي ينبغي حقنها، وفترة استعمال هذه الحقن. ويعتمد هذا على ردة الفعل التحسسية الأولية، وعلى استجابة المصاب للعلاج.

المضاعفات

يمكن أن تظهر عدة مضاعفات بعد تعرض الشخص للدغة أو لسعة حشرة، وتعتبر الإصابة بعدوى جرثومية ثانوية من المضاعفات الشائعة للدغات ولسعات الحشرات، والتي تتضمن التهاب الهلل التي يصبح فيها الجلد محمرا ومتورما ومؤلما، والتهاب الجريبات الذي يصيب واحدا أو أكثر من جريبات الشعر التي ينمو الشعر من خلالها، إضافة إلى إمكانية إصابة الأوعية اللمفاوية بنوع من الالتهابات، وهي عدوى تسبب ظهور خطوط حمراء تحت الإبط أو في الفخذ مع تورم العقد اللمفية، ويمكن أن تحدث العدوى عند خدش موضع اللدغ أو اللسع، أو إنها قد تحدث عند وقوع اللدغة، ويتم علاج حالات العدوى باستعمال المضادات الحيوية أو الحقن في الحالات المستعصية. يزداد خطر الإصابة بداء لايم الذي تسببه حشرة القراد عند الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في الغابات والمروج، حيث تعيش في تلك المناطق حيوانات تكون حاملة للحشرة مثل الكلاب والقطط والفئران.

الوقاية

هناك مجموعة من الاحتياطات التي يمكن الأخذ بها لتجنب التعرض لهجمات الحشرات، ومن الضروري اتباع الشخص الذي عانى سابقاً من ردة فعل شديدة للدغة أو لسعة الحشرات لهذه التوصيات. يمكن اتباع بعض الخطوات التي من شأنها التخفيف من خطر التعرض لتلك الحشرات، أولها الابتعاد ببطء وهدوء دون إظهار الهلع عند مواجهة الدبابير أو النحل، حيث ينبغي عدم تحريك الذراعين بشكل لافت للنظر، إضافة إلى تغطية الجلد المكشوف من خلال ارتداء قمصان وسراويل ذات أكمام طويلة، ولبس الأحذية في حال الخروج من المنزل أو المكان المغلق، واستخدام بعض الدهانات الطاردة للحشرات، خصوصا الأنواع التي تحتوي على مادة التولاميد التي تنفر منها معظم الحشرات اللاسعة واللادغة.