عادي

رسالة اليوم ... 09-05-2008

03:53 صباحا
قراءة 3 دقائق

اليوم العالمي للعمال شمعة لا تزال مضيئة

إن المحاولات الأولى لإنشاء أول منظمة نقابية في بريطانيا كانت عام 1831 عندما تأسست الجمعية الوطنية لحماية العمال، وبعد ذلك وفي عام 1834 تأسست على يد روبرت أوين النقابة الموحدة الوطنية العظمى.

ومنذ ذلك الحين بدأت تنتشر في أوروبا فكرة إنشاء النقابات للدفاع عن مصالح العمال، ولكنها كانت تجابه بقمع الشرطة، ففي فرنسا ظل التنظيم النقابي ممنوعاً حتى ،1884 أما في ايطاليا فإن الإضراب عن العمل ظل ممنوعاً حتى ،1889 وفي ألمانيا سمح فقط للعاملين في مجال الصناعة بالانتماء النقابي تحت شروط كثيرة ومختلفة وفي الولايات المتحدة، ورغم السماح للنقابات بالعمل، فقد ظل القانون الأمريكي لا يتعامل مع النقابات حتى نهاية القرن التاسع عشر.

وقد دعت الأممية الأولى في مؤتمر جنيف عام ،1866العمال إلى النضال من أجل يوم عمل من 8 ساعات (8 ساعات عمل، 8 راحة ونوم، 8 ثقافة وتعليم) وقد لقيت هذه الدعوة صدى واسعاً لدى عمال الولايات المتحدة، وفي عام ،1884 دعت منظمة فرسان العمل الأمريكية إلى تطبيق يوم العمل من 8 ساعات بدءاً من السبت الأول من أيار (مايو) 1886 الذي عمت فيه الاضرابات والمظاهرات خصوصاً في المناطق الصناعية مما أغضب السلطات وأثار غضبها، وكانت مدينة شيكاغو أكثر المناطق التي شهدت تظاهرات ضخمة تطالب بتحديد يوم عمل من ثماني ساعات.

وعلى أثر نجاح الاضراب دعا عمال شيكاغو إلى تمديد الاضراب يومي 3/5 و4/5/1886 حيث دعي لاجتماع سلمي في هاي ماركت إلا أنه تعرض لقمع السلطات الأمريكية التي فتحت النيران على العمال بحجة قيامهم بإطلاق النار على الشرطة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 عامل، واعتقلت الشرطة عدداً من القادة النقابيين حكمت على ثمانية منهم بالإعدام وسجنت البقية لسنوات تراوحت بين 3 سنوات و15 سنة. والنقابيون الذين حكم عليهم بالإعدام هم: ألبرت بارسون، أوجست سبايس، سمول فيلدن، مايكل شواب، جورج أنجل، أدولف فيشر، لويس لنج، وأوسكار نيب، وقد نفذ فيهم حكم الإعدام في 11/11/،1887 وكان أوجست سبايس قد أطلق قبل إعدامه كلماته المشهورة:

سيأتي اليوم الذي يصبح فيه صمتنا في القبور أعلى من أصواتنا.

وبالفعل فإن أحداث أيار/مايو ،1886 أصبحت في كل عام بمثابة صرخة مدوية لعمال العالم تدعوهم للوحدة من أجل الدفاع عن حقوقهم وانتزاع المكاسب لهم للعيش بكرامة إنسانية.

وعلى أثر المجزرة التي حدثت في أيار ،1886 فقد دعت الأممية الثانية عام 1889 إلى اعتبار الأول من أيار يوماً عالمياً للعمال، يرمز إلى تحركهم ونضالهم من أجل حقهم في العمل والراحة والثقافة والتعليم، وحددت الأممية الثانية الأول من أيار 1990 يوماً لبدء الاحتفال بالمناسبة.

ومنذ ذلك اليوم بدأ العمال في دول أوروبا المختلفة بالاحتفال بالمناسبة، ثم انتشرت الاحتفالات إلى مختلف دول العالم، حتى أصبح الأول من أيار رمزاً لوحدة العمال، ويوماً يشعرون فيه بانتصاراتهم وقد استطاع العمال في مختلف دول العالم جعل الأول من أيار عيداً رسمياً مدفوع الأجر، ما عدا الولايات المتحدة التي تعتبر عيد العمال أول يوم اثنين من أيلول/سبتمبر من كل عام، في محاولة لكي تنسي العمال المجزرة التي ارتكبتها الشرطة بحقهم قبل أكثر من مائة عام، وقد اضطرت عام 1893 إلى إعادة النظر فيها، وإعادة محاكمة القادة النقابيين والإفراج عمن تبقى منهم على قيد الحياة.

مريم الأحمدي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"