عادي

سلطان العميمي يدعو إلى إنشاء مجمع للهجة الإماراتية

97 % من المفردات المحلية جذورها عربية فصحى

03:08 صباحا
الصورة
أبوظبي: نجاة الفارس
استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي مساء أمس الأول سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي في محاضرة بعنوان «اللهجة الإماراتية بين تفاعلات الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل» وذلك في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني، بحضور سالم بوجمهور مدير فرع اتحاد الكتاب في أبوظبي وعدد من الأدباء والكتاب، وطالب العميمي خلال المحاضرة بإنشاء مجمع للهجة الإماراتية، حيث إن 97% من المفردات المحلية تعود جذورها إلى العربية الفصحى.
تحدث المحاضر عن التفاعلات التي شهدتها اللهجة الإماراتية مع التغيرات الحياتية في الماضي والتحديات التي تواجهها اللهجة حالياً في ظل العولمة والتطور الذي تشهده الدولة في مختلف جوانب الحياة، والتحديات المستقبلية المتوقع أن تواجهها اللهجة في ظل استشراف التطورات المرتقبة والمخطط لها على الأصعدة كافة وأثر كل ذلك في الهوية الإماراتية.
وأوضح العميمي أن أكاديمية الشعر العربي ترعى مشروعاً قائماً عبارة عن معجم موسوعي لتوثيق اللهجات الإماراتية، سيكون ورقياً وإلكترونياً ومسموعاً وهو قيد الإنجاز.
وذكر أن اللهجة الإماراتية لم تكن بمعزل عن التغيرات التي تعترض أي لهجة، فتاريخ الإمارات قبل قيام الاتحاد وما عرف بإمارات الساحل المتصالح، مرت بها العديد من أشكال الحضارات، وما زال التأثير مستمراً إلى يومنا هذا، فاللهجات لا تقف جامدة، كما أن اللغة العربية كانت أكثر تقبلاً ومرونة وكانت أكثر نمواً وازدهاراً في الماضي، فالمنطقة يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 عام والشواهد على ذلك كثيرة منها ما تركه الشعراء العرب، كما أن بعض المفردات لها خصوصية فقط بمنطقتنا.
وأضاف أن قصائد الماجدي بن ظاهر تشكل أكبر نموذج على الكلمات التي كانت موجودة في المنطقة، وأن بعض المفردات المعربة في الماضي شاعت بسبب وسائل التواصل مثل كلمة مروحة، ونظارة بدل منكشته.
وقال إن التطور الكبير الذي تشهده الدولة في شتى جوانب الحياة، والمتسارع في جوانب التكنولوجيا والإعلام ساهم في نمو اللغة حيث حلت الآلة محل الإنسان، ثم وجود العمالة الأجنبية الوافدة، وبسبب هذه التأثيرات حدث تغير كبير في اللهجة الإماراتية، والآن نجد معظم شبابنا لا يعرف أسماء النخيل والتمر والرطب أو المراحل العمرية التي تمر بها النخلة، لقد كان ابن البيئة في الماضي يعرف ما لا يقل عن 2000 كلمة في بيئته المحلية واليوم لا يعرف سوى 200 كلمة.
وأوضح أن الناس حالياً يتكلمون بلهجة بيضاء للتواصل فيما بينهم والبعض يتحرج من لهجته، حتى في الشعر يستخدم البعض لهجة بيضاء، فالقصيدة الإماراتية أحياناً تفقد خصوصيتها،مع أن اللهجة الإماراتية محببة للغير من دول الخليج، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بشواهد تؤكد ذلك، وظهرت اللغة المكسرة للتعامل مع غير العرب من الآسيويين، فاللغة ضائعة تائهة كما انتشرت ظواهر غريبة.
وأشار إلى أنه في عام 1978 عرض مسلسل شهير اسمه شحفان كان يعزز اللهجة الإماراتية بكافة مستوياتها، واليوم لا يوجد مثل هذا المسلسل الذي يؤثر ويوصل اللهجة الإماراتية لغير الإماراتيين، ونحن أيضا بحاجة لتعزيز اللغة العربية في حياتنا وتعزيز اللهجة الإماراتية من أجل تعزيز هويتنا، حيث إن 97% من لهجتنا الإماراتية جذورها عربية فصحى.
وعدد العميمي الكثير من المفردات العامية الإماراتية التي تعود بجذورها إلى أصول فصحى مؤكداً أننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث الجادة، فأقدم معجم للهجة المحلية كان في أواخر السبعينات وما جاء بعده لم يتجاوزه.
ونادى بضرورة تأسيس مجمع للهجة الإماراتية، موضحاً أنه توجد جهود من قبل أكاديمية الشعر العربي ستظهر في المستقبل القريب، كما دعا القنوات الفضائية أن تستقطب المتخصصين، وأن تتجاوز العرض الشكلي والمتحفي للمفردات.
وفي ختام المحاضرة التي قدمها الشاعر عبدالله أبوبكر دار حوار بين المحاضر والجمهور، ثم كرم الشاعر سالم بوجمهور ضيف المحاضرة وسلمه شهادة تقدير من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.