عادي
خلال افتتاح الدورة الـ 14 لمعرض ومؤتمر«ديهاد»

حمدان بن زايد: الإمارات تدرك الاستحقاقات الواجبة نحو أطفال الكوارث

03:25 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي: نادية سلطان

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن دولة الإمارات أدركت الاستحقاقات الواجبة وعملت على دعمها وتعزيزها من خلال عدد من المبادرات التي استهدفت الضحايا من الأطفال في عدد من الدول التي تشهد أزمات وكوارث كاليمن وسوريا والعراق، إلى جانب دول القرن الإفريقي التي تشهد حالياً تفشي المجاعة وانتشار سوء التغذية الحاد حيث يواجه مئات الآلاف من الأطفال شبح الموت جوعاً.

وقال سموه خلال كلمة ألقاها نيابة عنه أمس الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير (ديهاد)، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار «تأثير الأزمات والكوارث على الأطفال» وبحضور نخبة دولية من المنظمات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في العالم وذلك في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، ويستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري «إن أهمية هذه الدورة من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير تنبع من كونها تناقش قضية جوهرية تتعلق بتعزيز قدرة الأطفال في الحصول على حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم والغذاء والحياة الآمنة والعيش الكريم.
وقال سموه إن التزاماتنا الإنسانية والأخلاقية من أجل تحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية حول العالم تضعنا في مواجهة مهام كبيرة ومسؤوليات عظيمة لتخفيف معاناة البشرية، ولا يخفى عليكم ما تواجهه الساحة الإنسانية خاصة في منطقتنا العربية وأفريقيا من تحديات كثيرة نتيجة لشدة الأزمات والكوارث وحدة النزاعات والحروب إضافة إلى نقص الغذاء وارتفاع أسعاره والتغيرات المناخية واتساع رقعة الجفاف والتصحر، مؤكداً أن هذه الأحداث مجتمعة أدت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وبروز العديد من الظواهر والمآسي الإنسانية، فقد تأثرت البشرية وتضررت الإنسانية وتعددت أشكال الاستضعاف خاصة وسط الأطفال الذين يمثلون الحلقة الأضعف في سلسلة الأزمات والكوارث المتتالية، وفي هذا الصدد يجب أخذ تحذيرات الأمم المتحدة الأخيرة والتي أشارت فيها إلى أن العالم يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية بسبب نقص الغذاء في عدد من الساحات مأخذ الجد، والعمل سوياً للحدّ من تداعياتها خاصة على الأطفال الذين يعاني 30% منهم دون سن الخامسة من سوء التغذية.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد في كلمته إن المسؤولية التضامنية تستوجب تضافر الجهود لتحسين أوضاع هؤلاء الضعفاء وتعزيز قدرتهم على الحياة في ظروف أفضل من التي يواجهونها حالياً، لذلك ليس أمام القوى الخيرة في العالم إلاّ تبني المبادرات التي تحدّ من مستوى الفقر والجوع والمرض والجهل والأمية وسط الأطفال، فما نراه الآن من تردٍّ مريع في أوضاع الطفولة يدمي القلوب ويعتصر الأفئدة، وسيظل هاجساً في ضمير الإنسانية.
وانطلق المعرض والمؤتمر بالوقوف دقيقة حداداً على الأطفال ضحايا الحروب والكوارث في العديد من مناطق العالم، وذلك تزامناً مع وقوف العديد من أطفال المدارس في العالم حداداً مع نظرائهم في مناطق الحروب.
وقام المستشار إبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» للشؤون الثقافية والإنسانية بإلقاء كلمة افتتاح المؤتمر بحضور كل من الدكتور محمد عتيق الفلاحي وهيلي ثورنين جشميت،المديرة التنفيذية لمنظمة أنقذوا الأطفال الدولية، رئيسة وزراء الدنمارك سابقاً، والدكتور عبد السلام المدني، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ومعرض ديهاد واللجنة العلمية ديساب وعدد من السفراء وكبار الشخصيات.
وقال بوملحة : «إن معرض ومؤتمر ديهاد أصبح حدثاً ومعلماً من معالم دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقام سنوياً،وإن الإمارات تبوأت مكاناً مرموقاً على مستوى العالم في العطاء، مشيراً إلى أنه يضم جميع المؤسسات الخيرية والمنظمات الإنسانية في العالم، لافتاً أنه على مدار السنوات الثلاث عشرة الماضية تم مناقشة العديد من الرسائل والدراسات التي تخدم الإنسانية، كما أن المعرض الذي يقام على هامش المؤتمر يقدم العديد من الخدمات التي تحتاجها عمليات الإغاثة الإنسانية في العالم وبأسعار تنافسية.
وأشار بوملحة أنّه كل عام يجتمع معاً وكالات ومنظمات وهيئات الإغاثة الإنسانية العالمية والجهات الخيرية لتبادل الخبرات ومناقشة أهم القضايا الإنسانية، ولتسليط الضوء على أهم المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمعات والبلدان المنكوبة، والعمل على تحسين استجابة المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات المعنية لمواجهة الأزمات التي تتفاقم حدتها عاماً بعد عام، ويتضاعف بالتالي ضحاياها من الفئات الضعيفة والهشة وخاصة النساء والأطفال».
وأكد أنّه «لا يخفى على أحد، الحرص الشديد لدولة الإمارات العربية المتحدة وبناءً على توجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات، على الاستجابة السريعة للأزمات والكوارث الإنسانية في كل مكان، ومد يد العون بشكل مستمر لتخفيف معاناة المنكوبين واللاجئين والنازحين».
وأكد بوملحة أن اختيار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله عام 2017 ليكون عام الخير، ليعكس النهج الذي تسير عليه دولة الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني وتقديم الخير للجميع، فالإمارات هي بلد الخير وشعب الإمارات هم أبناء زايد الخير، وهي سباقة في مسيرة الخير أينما كانت، في الداخل وفي الخارج، دون الالتفات إلى دين أو جنس أو لون، تطبق ما يمليه عليها الواجب في كل أرجاء العالم.
ومن جهتها تحدثت هيلي ثورنين جشميت، المدير التنفيذي لمنظمة أنقذوا الأطفال الدولية، رئيسة وزراء الدنمارك سابقاً قائلة «نحن جميعاً مدينون لأطفال سوريا، ولجميع الأطفال في أماكن النزاع المسلح، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنضع حداً لمعاناتهم. علينا الآن أن نعمل بشكل أسرع، فالسكوت وعدم الحركة له عواقب وخيمة، إذ يؤدي لتزايد الآثار السلبية لدائرة العنف. وعلينا أن ننقل خبراتنا وتوقعاتنا ووجهات نظرنا إلى أطفال اليوم الذين سيشكلون المستقبل غداً».
ومن جانبه قال الدكتور عبد السلام المدني، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ومعرض ديهاد واللجنة العلمية ديساب: «لقد دفعنا شعار هذا العام للمؤتمر وهو «تأثير الأزمات والكوارث على الأطفال» إلى إطلاق العنان للعديد من الفعاليات لنشر الوعي حول موضوع الطفولة التي تأثرت بالأزمات والكوارث والحروب، حيث إن هذا الموضوع في الوقت الحالي يشغل بال العالم أجمع. ولذا قمنا بتنظيم عدد من الفعاليات التي قامت بتسليط الضوء على هؤلاء الأطفال الذين يقبعون تحت ظروف معيشية صعبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"