اقرأ أنت في الشارقة

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

«القراءة كنز لا يفنى»، والشارقة منجم من الكتب الجديرة بالقراءة. كتبٌ تتوافد إلى الشارقة الثقافية في كل عام من كل حدبٍ وصوبٍ محليٍ وعربيٍ وإسلاميٍ وعالميٍ. كُتُبٌ على اختلاف لغاتها وغلاّتها وغاياتها، جنّدت صفحاتها وفصاحتها لأجل التفاعل الثقافي مع الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بما تعنيه الكتب من دلالات دالات على الوعي والمعرفة والعلم بالشيء الذي يرمي إليه المؤلفون في كل صنوف الإبداع والفكر الإنساني.
ولأن الكتب، كما يقول إيمي لويل، هي أكثر من كتب.. إنها حياة الأزمنة الماضية، ولُبَّها وجوهرها... إنها تُبرّر لماذا عاش البشر وعملوا، وماتوا. وهي معنى حيواتهم وخلاصتها.. فإن الشارقة بكل ما أوتيت من رؤى ورجاحة فكر وبصيرة، تُقْبل من الماضي المضيء، مروراً بالحاضر الحاضر في حضارة الإمارات والحضارة العالمية جمعاء، لتمتد ببصرها إلى المستقبل بما يؤهلها لأن تكون راسخة فيه، لا عابرة عبور الكرام أو مرور سحب الصيف الخالية الوفاض من ماء له خصوصية الانتماء إلى السماء وإنماء الأرض بما يؤمل أن تجود به من سنابل وحبّات وخير متاع لمخلوقات الله، يأتي على رأسها وفي مقدمة ركبها بشر الأرض بما ينتظرونه من بشارات الحياة.. تأتي الشارقة في كل دورة حياة مع الكتاب بما هي أهلٌ له من ابتكارات راسخة في التاريخ وراسية في الجغرافيا..
ففيما كانت في الدورة الثامنة والثلاثين فارسة الرهان في ميدان موسوعة جينيس والدخول إليها من أصدق أبوابها عبر 1502 مُؤلِّفٍ من كل بقاع الثقافة العالمية، للفوز بقصب السبق وحصاد شهادة الرقم القياسي قياساً بإمكاناتها ومكانتها الثقافية المشهود لها من ذوي الخبرة والاختصاص من لدن دول العالم المعنية بالشأن الثقافي وثقله الدولي التاريخي والجغرافي، مؤكدة أحقيتها ومصداقية لقبها المستحق (عاصمة الكتاب العالمية) بفضل التوجيهات الوجيهة والسديدة للأديب المفكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس حاكم الشارقة؛ فإنها - الشارقة- في دورة هذا العام المختلف بظروفه وملابسات حكاياته مع جائحة «كوفيد 19»، تتحدى الجائحةَ الجائعة «كورونا» بكل ما لديها من فيروسات وافتراسات، وتُسجّل حدثاً تاريخياً في خدمة لغة الضاد، حيث إطلاق «سلطان الشارقة» الأجزاء الثمانية الأولى من (المعجم التاريخي للغة العربية)، قائلاً سموه: أتقدم بالعرفان الصادق والدعاء الخالص للمساهمين في تحرير المعجم.. أرحّب بكم في بلدكم.. أنتم في مَحْضن العربيّة ومَوطِنها. مشروع المُعْجمِ للغة العربية كان حُلماً يراوُدني منذُ زمن بعيد، حرصت على دَعْمِهِ وإخراجِهِ لأنّ المحاولاتِ السابقة جانَبها التَّوفيق. اسْتَخَرْتُ اللهَ أن يُعينَنا على إنجازه وما زلت أدعوه أن يوفّقنا لإتمامهِ. هذا يومُ البهجةِ الكبرى والسّعادةِ الغامرة انتظرتُه منذُ أكثرَ مِنْ عَقْدَيْنِ، شاء المولى تعالى أن يرى هذا المشروعُ النّورَ على أيديكم. أحتسِبُ الشارقة عندَ الله حاملةً للثقافة العربيّة وعاصمةً للغة وأبنائها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"