عادي

الميدان التربوي: المدرسة الرقمية انتصار جديد للتعليم

01:57 صباحا
قراءة 4 دقائق
الميدان التربوي1


دبي: محمد إبراهيم
حظيت مبادرة «المدرسة الرقمية»، التي أمر بإطلاقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإشادة واسعة، وتفاعل كبير في الميدان التربوي؛ إذ اعتبرها التربويون انتصاراً جديداً للعلم.
وقالوا ل«الخليج»، إن «المدرسة الرقمية» مبادرة عظيمة، في الهدف والمضمون؛ إذ تشكل خطوة جادة؛ لتمكين العلم في مخيمات اللاجئين؛ تأكيداً لحقهم في الحصول على التعليم الجيد، أسوة بأقرانهم في مختلف البلدان.
حكمة وإنسانية
في البداية، أكد حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن إطلاق مشروع «المدرسة الرقمية»، مبادرة إماراتية؛ تجسّد الحكمة والإنسانية والدور العميق للدولة، وقيادتها الرشيدة في استمرار نهج العطاء والسخاء المعرفي الذي ينتشل الأجيال من بؤر الجهل إلى سماء المعرفة والعلم والتنوير.
وقال: إن هذه المنصة التعليمية، ستكون طوق نجاة للعديد من الطلبة الذين حرمتهم الظروف من استكمال تعليمهم، لاسيما أنها منصة أعدت خصيصاً؛ لتقديم الدروس والمواد التعليمية التي تتوافق مع المعايير الدولية، والمناهج الوطنية، وهناك شهادات رقمية تضمن انتقالاً سلساً بين المراحل التعليمية، وبهذا تكون هذه المنصات مدرسة ذكية متنقلة عابرة للحدود، تقدم تجربة تعليمية متفردة ورائدة وجديرة بالثقة والتقدير.
وأشار إلى أن الإمارات مستمرة في الإبهار العالمي والإنساني، ومبادراتها ومشاريعها، التي تنطلق إلى آفاق العالم؛ لتبحث عن الفئات المحتاجة، وتقدم لها الدعم، ولتترك أثراً طيباً في تقدم البشرية.
طلبة مهمشون
أكدت جميلة بنت سالم المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، أن مشروع «المدرسة الرقمية» الذي يتيح التعلم الذكي أمام الطلبة المهمشين الذين تعصف بهم الظروف، وتحول دون تلقيهم تعليمهم، يعد قبساً من نور يسطع في سمائهم، وينقلهم إلى مرافىء العلم والمعرفة.
وأوضحت: إن قيادتنا الرشيدة أخذت على عاتقها قراءة المشهد المعرفي ليس وطنياً فحسب، وإنما حملت هم الوطن العربي؛ بل والعالم أجمع، مستهدفة تلك الفئة التي يحيط بها التشرذم والصراعات، وتحول دون استقرارهم على الصعد كافة، ومنها التعليمي، لتجد ضآلتها فيما تقدمه الإمارات من مبادرات ومشاريع خارجة عن المألوف، تهدم بها أسوار الجهل، وترفع لواء العلم والتعليم للجميع. 
تذليل العقبات
أكدت فوزية غريب وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع العمليات المدرسية، أن «المدرسة الرقمية» تعد حلقة جديدة في سلسلة مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي تفسح الطريق أمام العلم؛ ليصل إلى الطلبة في كل مكان وزمان، موضحة أن المبادرة خطوة جادة؛ إذ إنها تذلل العقبات أمام شريحة كبيرة من الطلبة اللاجئين الذين يفتقرون إلى الوسائل للحصول على التعليم.
وقالت: إن المدرسة الرقمية تجسّد صورة مطورة للتعليم؛ إذ تستند إلى رفد الطلبة بالمهارات؛ من خلال وسائل تعليمية حديثة، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على مستوى مخرجات تلك المدرسة، معتبرة أن المبادرة تشكل نقلة نوعية في النظام التعليمي عربياً وعالمياً.
مرحلة تمهيدية
أكد الدكتور وليد آل علي المنسق العام للمدرسة الرقمية، بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد أمس الأربعاء؛ للكشف عن تفاصيل المبادرة، في منطقة 2071 بأبراج الإمارات، بحضور الدكتور كريس ديدي أستاذ في تقنيات التعلم بكلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد، وجان بلاس أستاذ كوسي بوليت جودارد في الوسائط الرقمية، وأستاذ في جامعة نيويورك، وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام، أن المرحلة التجريبية ل«المدرسة الرقمية» تستمر حتى سبتمبر/أيلول 2021، وتعد مرحلة تمهيدية لاستقبال الدفعة الأولى للطلبة في سبتمبر المقبل.
وأشار إلى أن المرحلة التجريبية تستهدف مخيمات اللاجئين في 4 دول تضم: «الأردن و لبنان والعراق وسوريا ) لتعليم 20 ألف طالب وطالبة في الصفوف (الثامن والتاسع والعاشر)؛ إذ إن أعمار تلك الفئات، تعد الأكثر إدراكاً واستيعاباً، مما يساعد فرق المبادرة على قياس النتائج بدقة عقب التجريب. وأضاف: إنه يتم خلال تلك المرحلة تجريب الأنظمة والمحتوى الرقمي والتجربة التعليمية مع الطلاب المنتسبين؛ إذ إن نتائجها التي يتم الإعلان عنها في سبتمبر المقبل 2021؛ ستحدد الصفوف الدراسية التي سيتم إضافتها مستقبلاً، والطاقة الاستيعابية وأعداد الطلبة في مختلف مراحل التعليم، مع التركيز على زيادة الدول المستهدفة في المبادرة، وفق الإطار الزمني وخريطة الطريق المعتمدة.
اختيار المعلمين
وأوضح: إن التعليم الرقمي لا يتطلب أكثر من تسجيل الطالب، وتوفر جهاز حاسب آلي متصل بالإنترنت، ليتمكن من الالتحاق بصفه الدراسي من بيته، مضيفاً: إن المؤسسة وضعت حزمة من المعايير في اختيار المعلمين المشاركين في المدرسة الرقمية. وقال: إنه بعد انتهاء الفترة التجريبية من المبادرة، سيتم الإعلان عن معايير اختيار المعلمين وفتح باب التطوع للراغبين.
وشرح أنه في المرحلة الراهنة، سيتم الاعتماد على المعلمين الموجودين في المناطق المستهدفة من المبادرة؛ بعد إخضاعهم لتدريب مكثف في التعليم الرقمي. وسيكون إلى جانب المعلمين عدد من المعلمين المعتمدين الذين سيعملون عن قرب مع مجموعات الطلبة كمرشدين ومسهّلين لعملية تعلمهم.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"