عادي

«ويسترن يونيون» تغلق في كوبا وطائرات ميامي تحل مكانها

19:48 مساء
قراءة 3 دقائق
1

يشكل إغلاق مكاتب «ويسترن يونيون» منذ الاثنين في كوبا نبأ ليس بسار لسكان هذه الجزيرة لكنهم باتوا يراهنون على المسافرين الوافدين من ميامي ليحملوا في حقائبهم الدولارات الثمينة وسلعاً أخرى.
وفي صدفة سعيدة، أعاد مطار هافانا المغلق منذ نهاية آذار/مارس فتح أبوابه أمام الرحلات التجارية قبل ثمانية أيام على إغلاق شركة التحويلات المالية الأمريكية مكاتبها في الجزيرة الشيوعية.
ويشكل ذلك فرصة لتنشيط وسيلة غير رسمية لتعويض خسارة «ويسترن يونيون» التي شكلت على مدى عقدين من الزمن تقريباً السبيل الرسمي لتحويل الأموال من الخارج. وقد أغلقت المجموعة أبوابها في كوبا بعد تعرضها لتهديدات من واشنطن بفرض عقوبات عليها.
وتشكل تحويلات الكوبيين المالية من الخارج إلى أقاربهم في الجزيرة سنداً ثميناً للكثير من الأسر. وقدر خبير الاقتصاد كارلو ميسا-لاغو قيمة هذه التحويلات العام 2017 بحوالي 3,5 مليار دولار سنوياً أي أكثر من إيرادات السياحة.
ويقول إرنستو بيريس (42 عاماً) الذي وصل للتو من ميامي لزيارة والديه إن نقل المال مع المسافرين «يشكل مساعدة قيمة للعائلات خصوصاً في ظل الإجراءات» المتخذة في حق ويسترن يونيون.
وفي هذا البلد الذي تقوده حكومة شيوعية والخاضع لحصار أمريكي منذ ستة عقود، لا يعترف أحد بأنه يلجأ إلى هذه القنوات غير الرسمية خصوصاً مع كشف التلفزيون الكوبي كل مساء عن حالات كوبيين يتعاملون في السوق السوداء ويدخلون السجن.
إلا أن السلطات تغض الطرف عن ذلك لأن الجائحة فاقمت النقص في الجزيرة فلم تعد بعض المتاجر تبيع إلا الماء والعسل ومشروب الرام المحلي.

بضائع أيضاً 

ويوضح ريكاردو توريس من مركز الدراسات حول الاقتصاد الكوبي «الأمر لا يقتصر على المال فالكثير من البضائع تصل أيضاً عبر المطار».
ويضيف «تختفي قناة واحدة مع رحيل ويسترن يونيون، لكن ثمة قنوات أخرى وأنا على ثقة بأن كثيرين على جانبي مضيق (فلوريدا) يستعدون لمواصلة هذا التدفق».
وإلى جانب معاودة الرحلات، ثمة نبأ سار آخر يتمثل بإزالة وجوب الاكتفاء بحقيبتين من 32 كيلوغراما لكل مسافر وهو تدبير وضع خلال الجائحة. ويمكن التعرف سريعاً الى الوافدين من ميامي في مطار هافانا إذ إنهم ينقلون أكبر عدد من الحقائب.
ويشعر نيي اسكون (53 عاماً) بالارتياح ويقول مصلح الأدوات الكهربائية المنزلية في حي لا فيبورا «في الفترة الأخيرة كنا نعمل من دون توافر بضائع كثيرة. فثمة قطع غير متوافرة هنا ويمكن إرسالها» بفضل الرحلات الجوية.
وفيما تبدو رفوف المتاجر العامة نصف خالية، تنتشر في شوارع هافانا أكشاك صغيرة في الشهرين الأخيرين تبيع معجون الأسنان وملابس داخلية وبناً من ميامي.
لكن كيف وصلت هذه السلع؟ لا بد أن يكون جزء منها أتى في حقائب بعض الكوبيين الخمسة آلاف الذين أعيدوا من الخارج إلى بلدهم خلال الجائحة.

بالعملة الصعبة 

ويرى الكثير من الكوبيين أن فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية يحمل وعداً بمستقبل أفضل لأنه أعلن أنه سيسمح مجدداً بالتحويلات المالية.
لكن بانتظار ذلك، سيتم إرسال الأموال إلى الجزيرة «عبر ركاب يحملون في حقائبهم دولارات أمريكية إلى أقاربهم على ما يقول جون كافلويتش رئيس المجلس التجاري والاقتصادي الأمريكي الكوبي لوكالة فرانس برس.
ويشدد على أن ثمة 12 رحلة يومية بين الولايات المتحدة وكوبا يومياً أي نحو 1800 مسافر في الإجمال. ويمكن لكل واحد منهم حمل خمسة آلاف دولار بطريقة قانونية إلى الجزيرة.
وباتت كوبا بحاجة إلى الدولارات بشكل أكبر منذ سنة لأن الحكومة تعاني من نقص في العملات الأجنبية وقد فتحت سلسلة من المتاجر حيث لا يمكن الدفع إلا بالعملة الصعبة.
وقد أدى ذلك إلى رفع قيمة الدولار في السوق السوداء بنسبة 50 % في مقابل العملة المحلية.
إلا أن إغلاق ويسترن يونيون قد لا يكون سلبياً بالكامل «قد يكون ذلك في جانب منه أفضل بكثير لأن ويسترن يونيون تسلم المال بالعملة المحلية فيما بعض السلع والخدمات تباع بالعملة الصعبة إذاً ما نحتاجه هو الدولار» على ما يؤكد ريكاردو توريس.
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"