عزيزي جو بايدن: "سوبرمان" لن يأتي

00:31 صباحا
قراءة 3 دقائق

إيرين بروكوفيتش *

لسنوات، كنت أحاول نقل مفهوم بسيط وهو أن سوبرمان لن يأتي. فآمل أن تكون الإدارة الجديدة إيذاناً ببزوغ فجر جديد. فعندما تم الإعلان عن اختيارات الفريق الانتقالي لوكالة حماية البيئة (EPA) للرئيس المنتخب جو بايدن، شعرت بالقلق، والإحباط، بشأن وجود عامل داخلي في صناعة الكيماويات على القائمة.

مايكل مكابي، الموظف السابق لدى بايدن، والنائب السابق لمدير وكالة حماية البيئة، ترك لاحقاً المركب للعمل كمستشار في استراتيجية الاتصال لشركة ديبون، خلال وقت كانت فيه الشركة الكيميائية تتطلع إلى محاربة لوائح حمضها الكيميائي المشبع بالفلور أوكتانوي (PFOA) المعروف أيضاً باسم (C8). وتستخدم هذه المادة الكيميائية السامة في كل شيء تقريباً، بدءاً من الملابس المقاومة للماء، والمنسوجات المقاومة للبقع، وتغليف المواد الغذائية، إلى المقالي غير اللاصقة. وقد تم ربط المركّب بانخفاض الخصوبة، والسرطان، وتلف الكبد. وذكرت صحيفة الجارديان أن أستاذ الصحة العامة بجامعة هارفارد فيليب جراندجين، الذي يدرس الصحة البيئية، يحذر من أن المواد الكيميائية PFAS، التي يعد PFOA واحداً منها، قد تقلل من فعالية لقاح «كوفيد-19».

وغني عن القول ان الشخص الذي نصح شركة ديبون بشأن كيفية تجنب اللوائح ليس شخصاً نريده أن يقدم المشورة لهذه الإدارة الجديدة.

إن حمض بيرفلورو الأوكتانويك يلوث دم كل شخص تقريباً، ويمكن أن ينتقل من الأم إلى الجنين في الرحم. فهذا المنتج الصناعي السام هو مركّب مستقر لا يتحلل بسهولة في البيئة، أو في جسم الإنسان، وهو ما يطلق عليه لقب «مادة كيميائية دائمة». وقد وجدها العلماء لدى الكائنات الحية في جميع أنحاء العالم من الحيوانات التي تعيش في أعماق البحار، إلى الطيور في الجزر النائية.

والواقع أن وكالة حماية البيئة لم تضع حدوداً وطنية قابلة للتنفيذ على مياه الشرب بالنسبة للمواد الكيميائية المشبعة بالفلور، بما في ذلك حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA). ولم تختبر عشرات الآلاف من أنظمة مياه الشرب المجتمعية في جميع أنحاء البلاد.

بدأ مكابي إدارة الاتصالات بين ديبون، ووكالة حماية البيئة، حول المادة الكيميائية السامة في عام 2003، ووفقاً لمقال في «إنترسبت» كان هذا هو الوقت الذي واجهت فيه شركة ديبون وابلاً من الدعاوى القضائية بعد أن ألقت 7100 طن من النفايات المملوءة بPFOA في ولاية فرجينيا الغربية، والتي شقت طريقها إلى مياه الشرب ل100000 شخص. ونتيجة لذلك، واجه عدد لا يحصى من أفراد المجتمع أمراضاً منهكة. وتحولت المعركة القانونية مع الشركة إلى فيلم Dark Waters في عام 2019.

ويجب أن نضع في اعتبارنا أن شركة ديبون اشتبهت في أن منتجها كان ضاراً منذ الستينيات، حين أظهرت التجارب التي أجرتها في عام 1961 أن السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين أثرت في كبد الكلاب، والأرانب. وقد ساهم عمل مكابي حتماً في تجنب عمليات التنظيف المكلفة، ومشاكل تنظيمية إضافية للشركة.

ولكن هل من المفترض أن نثق برجل ديبون السابق في فريق انتقالي مكلف بمراجعة مجلس السلامة الكيميائية؟ وهل تريد القيادة المنتخبة حديثاً أن تبدأ ما يفترض أن يكون إدارة شفاء وتوحيد؟ وهل تراها ستعود بالفعل إلى القديم والبالي، والغامض، والمخفي، والمراوغة، أم أنها ستخرج لتكون التغيير والأمل المطلوب عندما يتعلق الأمر بالبيئة؟

يقول الرئيس المنتخب حديثاً إننا بحاجة إلى الاستماع إلى العلم. فهل سيستمع حقا إلى العلم، أم أنه سيستمع إلى شخص مطلع فقط؟

ومع الافتقار إلى التوجيه الفيدرالي بشأن هذه المواد الكيميائية الخطرة، تُركت الولايات لإنشاء قواعدها الخاصة لفرض التوجيهات واللوائح. فهذه المادة الكيميائية، وما شابهها، تسمّمنا منذ عقود.

وقد حان وقت العمل والوفاء بالوعد، ومنح الناس صوتاً ومقعداً على الطاولة من أجل إيجاد حل مفيد للبيئة وللناس. فنرجو ألا يغلق الباب علينا مرة أخرى.

فنحن نعيش في هذه الفوضى لأننا نواصل القيام بالشيء القديم نفسه. وأدعو جو بايدن لفعل الشيء الصحيح.

* كاتبة قانونية أمريكية، ومدافعة عن حقوق المستهلك، وناشطة بيئية، ومؤلفة الكتاب الجديد: سوبرمان لن يأتي.(كومون دريمز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة قانونية أمريكية، ومدافعة عن حقوق المستهلك، وناشطة بيئية، ومؤلفة الكتاب الجديد: سوبرمان لن يأتي.(كومون دريمز)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"