هل تنجح شركات التجزئة في اجتياز محنة عشاء الميلاد؟

23:48 مساء
قراءة 3 دقائق
1

سارا هالزاك *

يبدو أن فيروس «كوفيد-19» سوف يرسم شكل احتفالات موسم الأعياد هذا العام التي ستكون محدودة جداً، من حيث عدد الحضور والولائم. هذه ليست بالضرورة أخباراً سيئة لتجار المواد الغذائية بالتجزئة، خاصة أن عدد الذين يحتفلون بالعيد خارج المنزل قليل، وهذا يعني زيادة حجم سلة مشتريات الأسر من مواد البقالة على الأقل، لأن المحتفلين داخل البيوت زاد عددهم.

وتوقعت شركة «جلوبال داتا» أن يرتفع حجم إنفاق الأمريكيين على الأطعمة والمشروبات خلال العطلات هذا العام بنسبة 5.2% مقارنة بعام 2019. وقد تكون الزيادة في مبيعات المواد الغذائية والبقالة في المملكة المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020 أعلى، بنسبة 14%.

وهناك تكهنات باختلاف عادات التسوق هذا العام. على سبيل المثال، يراهن بائعو البقالة على أن المتسوقين لن يحتاجوا إلى العدد الكبير نفسه من الديوك الرومية الكبيرة لوجبة عشاء الأعياد. ونتيجة لذلك، فقد رفعوا طلباتهم من صدور الديك الرومي حيث زادت شركة وول مارت طلباتها منها ما بين 20٪ إلى 30٪ هذا العام. وقالت شركة «أسدا»، ذراعها البريطانية، إن مبيعات صدور الديك الرومي المجمدة، التي تكفي عادة ما بين ثلاثة إلى أربعة أشخاص، ارتفعت بنسبة 230٪ منذ طرحها للبيع في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، مقارنة بعام 2019، متفوقة في الأداء على الديك الرومي الكامل.

وقالت شركة «كروجر»، أكبر سلسلة متاجر تقليدية في الولايات المتحدة، إنه بالإضافة إلى توفير المزيد من الديوك الرومية الصغيرة، فإنها تستعد لزيادة الطلب على لحم البقر والمأكولات البحرية. وتتوقع شركة «تيسكو» البريطانية أن تحظى بدائل الدجاج، ومكونات أطباق النباتيين بطلب أنشط.

كما أن قلة عدد الأشخاص الذين يتناولون الطعام في المطاعم، أو يقضون الإجازات في الخارج سوف يترجم أيضاً إلى زيادة تناول الطعام في المنزل. وقد يكون هذا هو السبب وراء تسوق الناس مبكراً. فقد ارتفعت مبيعات حلوى عيد الميلاد بنسبة 81% في المملكة المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول مقارنة بالعام السابق.

وشجع الوباء أيضاً على إعداد المزيد من الأطعمة والمشروبات التي تعد لأول مرة، مثل تحضير المخبوزات، أو الكوكتيل المصنوع يدوياً. وهذا اتجاه تتوقع شركة «يلسين» استمراره خلال موسم الأعياد، وما بعده.

إلا أن مصدر الفائدة الأهم الذي يراهن عليه تجار التجزئة هو إقبال المتسوقين على شراء السلع الأعلى تكلفة. فقد كدس العديد من المستهلكين الأثرياء مدخراتهم نتيجة ظروف الإغلاق. وفي الوقت الذي لا يتوفر فيه الكثير من فرص الترفيه في الخارج، تتجه شهية هؤلاء إلى عربات البقالة حيث ينتقون سلعاً خاصة، مثل سمك الفيليه، بدلاً من قطع اللحم الأرخص.

ويميل المستهلكون إلى زيادة حجم مشترياتهم في أيام العطلات، وقد يكونون أكثر استعداداً للقيام بذلك هذا العام. فقد كشف تقرير صادر عن شركة «أي آر أي» لأبحاث السوق أن المتسوقين باتوا أقل حساسية للأسعار في ما يتعلق بالطعام وبعض الضروريات المنزلية الأخرى في الوقت الحالي. وقد لا يأبهون لرفع الأسعار وإزالة العروض الترويجية من قبل الشركات.

لكن هذا لا يعني أن عمل محال السوبر ماركت سيكون مريحاً وميسراً. فمع ارتفاع معدلات العدوى في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، واضطرار المتسوقين للتعامل مع المزيد من القيود، قد تتغير تفضيلاتهم فجأة مرة أخرى. وهذا سوف يؤثر في خطط سلاسل التوريد في قطاع المواد الغذائية، خاصة أن مخزونات القطاع لا تزال تعاني نقصاً شديداً.

ولهذا يحتاج تجار التجزئة إلى أكبر قدر ممكن من المرونة. وهذا يعني، على سبيل المثال، توفير خيارات شراء عدة، تشمل الديك الرومي بمختلف أحجامه، مع زيادة المخزون من السلع المرشحة لارتفاع الطلب خلال موسم الأعياد. وما لم يتمكن تجار التجزئة من تحقيق التوازن بين العرض والطلب فقد يمر الموسم تاركاً لديهم الكثير من المخزونات من هذه السلعة، أو تلك.

وقد نجح تجار التجزئة في تخطي العديد من العقبات وسط الوباء – سواء ارتفاع عدد العاملين من المنزل، أو الانفجار في طلبات التجارة الإلكترونية، والميل المتسارع إلى وجبات الأطعمة المريحة. ولن تكون إدارة مشتريات وجبة عشاء الميلاد أكثر صعوبة، وإن كانت الشركات بحاجة أكثر إلى التركيز على المرونة كي يمر العيد بسلام.

* بلومبيرج

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة في بلومبيرج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"