عادي

الذكرى الخامسة لاتفاق باريس للمناخ..ماذا بعد؟ 

01:20 صباحا
قراءة 4 دقائق
اتفاق باريس للمناخ
اتفاق باريس للمناخ
اتفاق باريس للمناخ
اتفاق باريس للمناخ
اتفاق باريس للمناخ
اتفاق باريس للمناخ
اتفاق باريس للمناخ

بعد خمس سنوات على اتفاق باريس للمناخ لم يرق العالم بعد إلى مستوى التحدي المناخي، لكن إزاء تضاعف الكوارث، سيسعى قادة العالم السبت الى إعطاء دفع جديد للمعاهدة في ذكرى تنظيمها.
في 12 كانون الأول/ديسمبر 2015، وسط هتافات وفود 195 بلدا اختتم 13 يوما من المفاوضات الصعبة خلال اجتماعات الأمم المتحدة للمناخ. وتعهدت معظم دول العالم باحتواء ظاهرة الاحتباس الحراري «بشكل كبير» تحت مستوى +2 درجة مئوية وإذا أمكن +1,5 درجة مئوية مقارنة مع مستوى ما قبل الحقبة الصناعية.
لكن إثر هذه الخطوة التاريخية، تراجعت الحماسة بعد عام مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض واعلانه انسحاب ثاني اقتصاد عالمي من اتفاق باريس.
وخلال السنوات التي أعقبت، شدد العلماء على ضرورة التحرك بسبب النتائج الكارثية على المناخ، وخصوصا بسبب الوعي غير المسبوق بين الشباب الذين نزلوا إلى الشارع بالملايين.
ومؤخرا اعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه رغم ضغوط الرأي العام، «لم ترق السياسات المناخية بعد إلى مستوى الرهان».
وقال «وصلنا إلى 1,2 درجة مئوية في ظاهرة الاحتباس حتى اننا نشهد تقلبات مناخية قصوى وعدم استقرار غير مسبوقين».
وتتضاعف موجات الحر الشديد والأعاصير المتسلسلة وحرائق الغابات الضخمة والفيضانات... وزيادة حجم هذه الكوارث دليل مؤكد على ارتفاع درجة حرارة الأرض بعد أن سجل كوكبنا العقد الأشد حرارة في التاريخ.

سيناريو لتحقيق الحياد الكربوني 

لكن اتفاق باريس سمح على الأرجح بالحد من الأضرار.
واعلنت كريستينا فيغيريس المسؤولة عن المناخ في الأمم المتحدة خلال اتفاق باريس «في 2014 كنا نتجه نحو عالم تتراوح الحرارة فيه بين +4 درجة مئوية و+6 درجة مئوية بحلول نهاية القرن».
ومذاك سمحت أول سلسلة تعهدات من الدول الموقعة على الاتفاق بخفض هذه التوقعات بين 3 و4 درجة مئوية.
وأكدت أن «النبأ السار هو أنه مع التعهدات (الجديدة) التي قطعتها الصين وكوريا الجنوبية واليابان وكولومبيا وجنوب إفريقيا والأرجح الولايات المتحدة (...) نجحنا في تحقيق خفض مجددا إلى +2,1 درجة مئوية».
على أي حال، انها توقعات هيئة «كلايمت اكشن تراكر» (رصد التقلبات المناخية) التي تشمل أهداف الحياد الكربوني لعام 2050 لليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي أو الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن ولعام 2060 للصين.
وقطع حوالى 100 بلد هذا النوع من التعهدات على الأجل الطويل.
واعلن لوران فابيوس رئيس الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاق الأمم المتحدة للمناخ قبل خمس سنوات «انه أمر إيجابي لكن هل هو قابل للتحقيق؟». وشدد على ضرورة تحقيق الأهداف على الأجلين القصير والمتوسط لبلوغ الغاية المنشودة «لانه ليس هناك لقاحات ضد ظاهرة الاحتباس».
والأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي كوفيد-19 أضرت بالأهداف على الأجل القصير. وأعربت الأمم المتحدة عن القلق لأهمية الاستثمارات في خطط النهوض في مجالات استهلاك الوقود الاحفوري وانتاجه، في حين يجب خفض هذا الانتاج بمعدل 6% سنويا بحلول 2030 للتمكن من احترام عتبة +1,5 درجة مئوية.
وعلى الجهات الموقعة على اتفاق باريس أن تقدم بحلول نهاية 2020 مراجعة لتعهداتها. لكن فقط نحو عشرين بلدا تمثل أقل من 5% من الانبعاثات العالمية، قامت بذلك.
ويأمل المدافعون عن المناخ في أن تساهم القمة الافتراضية التي تعقد السبت وتنظمها الأمم المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في إرسال إشارات قوية طموحة، في محطة نحو الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاق الأمم المتحدة للمناخ التي تم ارجاؤها إلى 2021، الموعد السنوي الضروري لوضع السياسات المناخية.

بقاؤنا على المحك

وأعلن محمد نشيد الرئيس السابق لجزر المالديف وسفير «كلايمت فالنرابل فوروم»(منتدى المناخ الضعيف) الذي يمثل مليار شخص في 48 بلدا يتأثرون بشكل خاص بالتقلبات المناخية «بدأ العد العكسي وأصبح بقاءنا على المحك».
وأضاف لفرانس برس «دولنا وخصوصا الجزر الصغيرة سيكون مصيرها الزوال حتى مع ارتفاع محدود لدرجات الحرارة إلى +2 درجة مئوية. وأكثر من 1,5 درجة مئوية يعني هلاكنا».
وفي مواجهة هذا المستقبل القاتم، تذكر الدول النامية الدول الغنية باستمرار بالوعود التي قطعتها برفع إلى 100 مليار دولار سنويا «مساعداتها المخصصة للمناخ» لتواجه عواقب التقلبات المناخية اعتبارا من 2020 لكن هذه الأهداف لم تتحقق بعد.
ورغم جميع العقبات، هل ما زال من الممكن حد الاحتباس ب+1,5 درجة مئوية؟.
وكتبت عالمة المناخ كورين لو كيري «انه أمر ممكن. في حال حققت كافة الدول الحياد الكربوني في 2050 سنبلغ هذه الغاية. لكن هل هذا ممكن سياسيا واقتصاديا؟».
ولتحقيق هذا الهدف يجب الحد من انبعاث غازات الدفيئة ب7,6% بين عامي 2020 و2030 وفقا للأمم المتحدة. وبالتالي علينا تغيير النظام الاقتصادي العالمي جذريا.
ومع الأزمة الاقتصادية، قد يشهد العام 2020 تراجعا بهذا الحجم. وتؤكد كورين لو كيري لفرانس برس أن «الانتعاش لا مفر منه».
ولابقاء الضغط، دعت السويدية غريتا تونبرغ الشباب إلى يوم تحرك جديد الجمعة خصوصا عبر الانترنت. وقالت الناشطة الشابة التي تجسد غضب جيل بكامله «خلال خمس سنوات لم تتغير أمور كثيرة. نطالب بتدابير».
من جهتها قالت المسؤولة عن ملف المناخ في الأمم المتحدة باتريسيا اسبينوزا «نجهل متى سيكون فات الأوان وسنصل إلى نقطة اللاعودة. لكننا نعلم أن اليوم لا يزال الوقت سانحا».
آن وقت التحرك للحد من الاحتباس الحراري قدر الامكان. وكل عشر درجة له اهمية.
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"