عادي

«الوطني للتأهيل»: المخدرات تعرقل النمو وتخفض الذكاء

17:08 مساء
قراءة 3 دقائق
أنس فكري

أبوظبي: رانيا الغزاوي
حذر المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، من خطورة تعاطي المخدرات في مرحلة المراهقة؛ حيث تعرقل النمو والتطور السليم للدماغ وتؤدي إلى انخفاض نسبة الذكاء، وذلك بحسب ما لوحظ على المرضى بالمركز، الذي أكدته التقارير والدراسات العالمية، كما أنها تؤثر سلباً وبشكل مباشر في انخفاض الأداء الدراسي والانقطاع عن الدراسة وعدم دخول الجامعة، ما يجعل متعاطيها الأقل حظاً في إيجاد وظائف جيدة للمستقبل، والأقل شعوراً بالسعادة.
وكشف الدكتور أنس فكري رئيس قسم التوعية والتثقيف الصحي في المركز لـ«الخليج»، أن بعض الدراسات في أمريكا وأوروبا، أظهرت أن معدل الذكاء ينخفض عند الإنسان ويصبح لديه نوع من الغباء، عند تعاطي المخدرات وبشكل خاص مخدر «الحشيش»، مؤكداً أن التأثيرات الضارة للإدمان مبكراً تتعدى الآثار السلبية على الصحة الجسدية والنفسية والحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد؛ حيث تم تشخيص مريض أربعيني في المركز بإصابته بأحد أمراض الشيخوخة وهو الزهايمر، المعروف أنه يصيب الإنسان غالباً في مرحلة عمرية متأخرة، لكن بسبب التعاطي المبكر تضررت الخلايا العصبية في الدماغ ما ألحق الضرر في الذاكرة، وأدى إلى تدهور الحالة.
وأوضح أن مرحلة المراهقة تعتبر من أكثر المراحل الحرجة التي يحتاج فيها الأبناء إلى الاحتواء والتوجيه والثقة المتبادلة ومنحهم المسؤولية، وبدون ذلك ستكون الفرصة كبيرة لحدوث التمرد وفعل السلوكيات الخاطئة، وبحسب الدراسات، فإن التعاطي يبدأ في هذه المرحلة، لما يتسم به الأبناء من الاندفاع والقرار لديهم يكون لحظياً دون التفكير في عواقب الأمور، فيما أكدت الشواهد والدراسات أن الأشخاص أقل من عمر 21 يكونون أكثر عرضة للمضاعفات مقارنة بمن بدأوا بالتعاطي بعد ذلك. 
إدمان المراهقين
وحدد الدكتور أنس فكري، عدداً من الأسباب التي يقع المراهق نتيجة لها فريسة للإدمان، وتعد أوقات الفراغ من أهم الأسباب وشعوره بالملل في ظل غياب قيامه بالأنشطة والهوايات، لذلك لا بد من فتح مجالات للهواية أمام الأبناء كالرياضة أو القراءة أو الاهتمامات الفنية الأخرى، وأهمية مشاركة الأهل لهوايات الأبناء وتوجيههم وحمايتهم من المخاطر المحتملة في ظل وجودهم بجوار أبنائهم.
وتعتبر المشكلات الأسرية أحد العوامل الرئيسية، ومنها انفصال الوالدين وتنافسهم على كسب ود الأبناء على حساب التربية السليمة، أو إهمال الأبناء نظراً للانشغال بالعمل ومتطلبات المعيشة، وغياب الوالدين وخصوصاً الأب، إضافة إلى مشاجرة الوالدين أمام الأبناء، كل ذلك يدفع المراهق للبحث عن بيئة أخرى، وقد تكون سلبية، أو طريقاً خطِراً يؤدي إلى الإدمان بشقية، سواء بتعاطي المواد المخدرة أو عبر العالم الافتراضي والألعاب الإلكترونية التي تسبب أحياناً الانطوائية والعنف، محذراً من تأثير بعض الألعاب الإلكترونية مثل لعبة «بابجي» والتي قد تسهم في تعريف الأبناء بمجموعات من الشباب مجهولة الهوية والتوجهات، لذلك فإن مسؤولية الأسرة وحماية الأبناء تقع على الوالدين ويجب خلق بيئة متوازنة هادئة ومستقرة لهم.
رفاق السوء
وشدد فكري على أهمية مراقبة ومتابعة اختيار أصدقاء المراهق والتعرف إليهم عن قرب لتحديد توجهاتهم، ومنعه من اختيار رفاق السوء، فقد يبدأون مع الابن بتجربة التدخين التي قد تفتح الباب للإدمان على المخدرات، فكثير من مشاكل الإدمان التي يقع فيها المراهقون تحدث عندما يقوم أصدقاؤهم بعرض المخدرات عليهم، كوسيلة للابتهاج وتجربتها للتغلب على المشكلات النفسية أو العائلية، وهنا يأتي دور الأهل لمنع حدوث ذلك، عبر ملاحظة أي تغيرات سلوكية أومشكلات نفسية، والتقرب ومعرفة ما يدور بداخل أبنائهم والضغوط التي يمرون بها، قبل اللجوء لأصدقاء السوء وتجربة أي مخدر.
تربية الأبناء
ودعا إلى ضرورة إعطاء المراهق فرصة المشاركة في مسؤوليات المنزل وإيجاد حلول عند وجود أية مشكلة، والتعامل معه باعتباره شاباً كبيراً وليس طفلاً، ومن المهم أن يكون لدى الأهل وعي بالتغيرات الجسدية والسلوكية والنفسية التي يمر بها أبناؤهم في هذه المرحلة، إلى جانب إشعار الأبناء بالثقة والتحدث معهم عن أخطار الإدمان الاجتماعية والصحية التي تصل تأثيراتها إلى الوفاة، والابتعاد عن العنف اللفظي عند التحدث وأسلوب التنفير، مشيراً إلى أن حدوث خلل في تربية الأبناء ومهارات التعامل معهم، قد يسهم أيضاً في وقوعهم فريسة للإدمان أو أي سلوكيات سيئة كالتنمر أو ارتكاب الجريمة، أوالاعتداء على الآخرين.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"