الميثان تهديد خطِر لوجودنا

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق

روبرت هنزيكر *

كان الدكتور وادهامز ألقى محاضرة مهمة للتحذير من «تهديد الميثان في القطب الشمالي» في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وفي غضون أسبوعين من عرضه التقديمي، أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تقريراً سنوياً عن القطب الشمالي في 9 ديسمبر/كانون الأول 2020 يشير إلى تسجيل حرائق في الغابات، وتضاؤل ​​الجليد البحري، واضطرابات في النظام البيئي، وصولاً إلى تغيير سريع يحيط بالمنطقة.

 وشدد الدكتور وادهامز على تغييرات عميقة في القطب الشمالي غير مسبوقة عبر التاريخ المسجل، والتي تتجاوز بكثير سياق تقرير القطب الشمالي NOAA. وناقش التغيرات بعيدة المدى في القطب الشمالي مع احتمال واضح لعواقب وخيمة على نظام المناخ على كوكب الأرض.

 ومن المتوقع أن يصبح الكوكب مكاناً مختلفاً تماماً، وليس أفضل، ومن المحتمل ليس في المستقبل البعيد ولكن في وقت أقرب بكثير من ذلك؛ لأن القطب الشمالي يتغير بسرعة كبيرة مخيفة.

 للأسف، لا الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC)، ولا أي دولة رئيسية مستعدة لتغير مفاجئ في القطب الشمالي؛ لأنه لم يتم الاعتراف به عالمياً كتهديد وشيك في المستقبل القريب. ولكن بحسب الأستاذ وادهامز: هم مخطئون!.

 وظهر واضحاً من خلال محاضرة الدكتور وادهامز، أن تفكك القطب الشمالي يأتي من الفقدان السريع للجليد البحري بسبب الاحتباس الحراري، على مدار الأربعين عاما الماضية، والذي يعرّض الآن الجروف القارية الضحلة تحت الماء على طول الساحل الشمالي لروسيا لنوبات غير مسبوقة من الإشعاع الشمسي، بسبب فقدان البياض، ما يعني فقدان الانعكاسية.

 إن عملية الذوبان الخطِرة تحدث الآن؛ حيث اكتشفت البعثات الروسية الأخيرة أن أعمدة مائية بها فقاعات غاز الميثان، تنبعث مباشرة في الغلاف الجوي على نطاق لم نشهده من قبل.

ويقول وادهامز: «هذا هو التهديد، فذوبان قاع البحر، يعطينا زيادة سريعة في الانبعاثات من غاز الميثان».

 وعندما أبحر الدكتور وادهامز مؤخراً شمال بحر بيرنج، الذي يقسم روسيا عن ألاسكا، وجد درجات حرارة تبلغ 17 درجة مئوية، و11 درجة مئوية في المحيط المتجمد الشمالي. وهذه الدرجات مثل تلك التي نجدها في بحر الشمال في الصيف عندما يذهب الناس للسباحة.

وعندما ننظر إلى درجات الحرارة في قاع البحر، نجد درجات حرارة أعلى من نقطة التجمد... ونجد تحت الماء طبقة من التربة الصقيعية وتحت تلك التربة الصقيعية على بعد مئات الأمتار رواسب مملوءة بغاز الميثان الذي يتفاعل مع الرواسب لإنتاج هيدرات الميثان، وهو جليد يحتوي على جزيئات الميثان... ولو قمنا بإزالته من البحر وأشعلناه فسيحترق.

 وفي النهاية، عندما تذوب الطبقة الواقية من التربة الصقيعية، كما يحدث بالفعل، تصبح هيدرات الميثان في المياه الضحلة غير مستقرة وتطلق غاز الميثان.

وبين البحار الواقعة في شمال روسيا، نجد أن الجرف القاري الشرقي لسيبيريا هو الوحيد الذي يجمع بين مزيج خطِر فريد من نوعه: عمق مياه منخفض للغاية وتركيزات عالية من الهيدرات في الرواسب. ويبلغ سمك طبقة الميثان حوالي كيلومترين لذلك، هناك 2000 متر من الرواسب التي تحتوي على تركيزات عالية من الميثان.

وهذا حقاً أمر مخيف للكميات الهائلة من الميثان المنبعثة من قاع البحر صعوداً إلى سطح البحر؛ حيث يتم إطلاقه في الغلاف الجوي.

* متخصص في التاريخ الاقتصادي وكاتب مستقل وصحفي بيئي له أكثر من 200 مقالة منشورة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

متخصص في التاريخ الاقتصادي وكاتب مستقل وصحفي بيئي له أكثر من 200 مقالة منشورة

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"