إفريقيا وتسارع الاحترار

00:30 صباحا
قراءة 3 دقائق

لورا لومبرانيا*

تشهد القارة الإفريقية بالفعل زيادة في موجات الحر، والأيام الحارة، وأنماط هطول الأمطار غير المنتظمة. ومن المتوقع أن يؤثر تغير المناخ بشكل غير متناسب في كل جانب من جوانب الحياة هناك، بدءاً من صحة الإنسان، إلى الأمن الغذائي، والنمو الاقتصادي، وفقاً لأول حالة مناخية على الإطلاق لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية في إفريقيا.

 لقد ارتفعت درجات الحرارة في إفريقيا بما يزيد على درجة مئوية مقارنة بالمتوسط ​​بين عامي 1901، و2012، وقد يتجاوز الاحترار في مناطق واسعة من القارة درجتين مئويتين من فترات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2080 إلى 2100، إذا استمرت الانبعاثات عند مستوياتها الحالية، وفقاً للتقرير الذي صدر يوم الاثنين الماضي، وبتنسيق مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

 وقالت فيرا سونجوي، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا: «نحن نعلم أن تأثيرات تغير المناخ التي نعانيها اليوم هي عواقب لخيارات التنمية التي اعتمدتها البلدان المتقدمة بشكل رئيسي، على مر السنين، وإفريقيا أكثر عرضة للخطر من معظم تلك البلدان، وحتى لو كانت هي الأقل مسؤولية».

 وتؤثر الحرارة والجفاف في الإنتاج الزراعي، ما يزيد من أضرار الآفات والأمراض. وقد تم إدراج تغير المناخ، وتقلّبه، إلى جانب النزاعات وعدم الاستقرار والأزمات الاقتصادية، كعوامل رئيسية للزيادة الأخيرة في الجوع في إفريقيا.

 وأضافت سونجوي خلال عرض التقرير، أن الدول الإفريقية تنفق بالفعل ما بين 2%، و9% من ناتجها المحلي الإجمالي في التكيف مع المناخ وتدابير التخفيف. وتسبب الإعصار المداري «إيداي»، الذي ضرب موزمبيق في مارس/ آذار 2019، بخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في ذلك العام إلى 2.3%.

 وتعتبر درجات الحرارة الشديدة، والجفاف، والتغيرات في هطول الأمطار، اتجاهات من المقرر أن تستمر على مدى العقود القليلة القادمة مع ارتفاع درجة حرارة القارة، والكوكب. وفي ظل السيناريو الأسوأ للمناخ، حيث ترتفع درجة حرارة العالم بمقدار 4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، سينخفض ​​الناتج المحلي الإجمالي الإفريقي بين 7.04%، و12.12%، وفقاً للتقرير. وتشير سيناريوهات الاحترار المتوسط ​​إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بين 3.3%، و8.28%.

 ويؤثر المناخ المتغير بالفعل في الإنتاج الزراعي، وهو العمود الفقري للاقتصاد الإفريقي. وفي البلدان المعرضة للجفاف جنوبي الصحراء الكبرى، زاد عدد الأشخاص الذين يعانون نقص التغذية بنسبة 45.6% منذ عام 2012، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. 

 وفي ظل أسوأ سيناريو لتغير المناخ، سينخفض ​​متوسط ​​غلات المحاصيل بنسبة 13% في غرب ووسط إفريقيا، و11% في شمال إفريقيا، و8% في شرق وجنوب إفريقيا، بحلول عام 2050. وسيكون الدخن والذرة الرفيعة من بين المحاصيل الأكثر مرونة، بينما من المتوقع أن يكون الأرز والقمح من بين الغلات الأكثر تأثراً.

 وأبرز التقرير أن نقص البيانات يمثل تحدياً عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بتأثيرات تغير المناخ، وتصميم تدابير لمكافحتها. ووفقاً لتقرير نُشر في مجلة «نيتشر كلايميت تشينج» في يوليو/ تموز، فإن عدم وجود محطات للطقس يعني أن موجات الحر بالكاد تُسجل في إفريقيا جنوبي الصحراء.

 وقال فريدريك أوتو، مؤلف التقرير والمدير بالإنابة للجامعة البيئية في جامعة أكسفورد، إن الإبلاغ عن موجات الجفاف والفيضانات في إفريقيا قد تحسن على مدى العقود القليلة الماضية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المنظمات غير الربحية التي تقوم بأعمال الإغاثة على الأرض تجمع البيانات. وبالمقارنة، تكون بيانات الموجات الحارة أكثر ندرة في الوقت الذي تصبح فيه أكثر تكراراً، وأكثر كثافة، وفتكاً.

* صحفية متخصصة بتغير المناخ (موقع بلومبيرج)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

صحفية متخصصة بتغير المناخ

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"