عادي

صعوبات النوم.. اضطرابات تعوق الراحة

20:43 مساء
قراءة 6 دقائق
1

تحقيق: راندا جرجس
يعد النوم أهم الأوقات التي تمنح الراحة للجسد والعقل، ويعرف بأنه غياب مؤقت للوعي، وتظهر سيطرة العقل الباطن في شكل أحلام أو كوابيس تعبر عن الإحباطات، الأفكار المتنحية، أو الأشياء المؤلمة أو المحببة، وجميعهما حالة صحية تفيد في مصارحة النفس بما يؤرقها، والتخلص من نقاط الضعف والسلبيات، ولكن لا يمكن لجميع الأشخاص الحصول على نوم جيد، وربما يتعرضون لمشكلات أثناء النعاس لأسباب متعددة، يحدثنا عنها الخبراء والاختصاصيون في السطور القادمة..

تقول الدكتورة ليلى محمود أخصائية الأمراض النفسية إن اضطرابات النوم يمكن أن تكون مرضاً دائماً، أو عرضاً مؤقتاً ينجم عن أسباب عضوية أو نفسية، كالذين يعانون من السمنة المفرطة، اضطرابات الغدة الدرقية، الأنيميا، أو آفات نفسية مثل الاكتئاب، القلق، مشكلات ما بعد التعرض للصدمات، وكذلك الفصام، والاضطراب الوجداني والهوس، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة تستهدف المرضى في أكثر من شكل، فربما تظهر في صورة قلة أو زيادة أو تقطع في الساعات، أو النوم السطحي المليء بالأحلام والكوابيس المفزعة.
تقييم الحالة
تلفت د.ليلى إلى أن تحديد نوع اضطرابات النوم يتم بناء على بعض التقييمات، التي يجب أن يخضع لها المريض، والتي تتمثل في:
* التقييم النفسي، ومراقبة نوم المريض في المعمل المخصص لمدة 24 ساعة، لتحديد وقت حدوث الاضطرابات خلال مراحل النوم بشكل دقيق، بالإضافة إلى عمل رسم المخ.
* التقييم العضوي الذي يتم من خلال عمل فحوص الغدة الدرقية، نقص فيتامين (د)، والأنيميا للتأكد من عدم وجود سبب جسدي لهذه المشكلة.
تمارين مفيدة
تؤكد د.ليلى على أن الحصول على نوم هادئ دون اضطرابات، يبدأ من الجسم السليم وعدم التعرض لمشكلات الصحة النفسية، ويمكن استخدام العلاج الدوائي لمدة قصيرة تصل إلى عدة أسابيع، وممارسة مجموعة من تمارين النوم كالآتي:
* الاسترخاء التام قبل الخلود إلى النوم بعشر دقائق، ويمكن القيام بأحد أنواع برامج التأمل.
* يجب أن يلتزم الجميع بالقاعدة الذهبية «الفراش للنوم فقط» ولا يفضل القراءة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، أو وضع التلفاز في الغرفة.
* في حالة الاستيقاظ خلال ساعات النوم، يجب على الشخص محاولة العودة للنعاس، بدون استخدام محفزات خارجية، وفى حال عدم النجاح خلال 10 دقائق، يكون من الأفضل مغادرة الفراش والعودة عند الشعور بالنعاس.
داء السكري
تذكر الدكتورة سارلا كوماري أخصائية مرض السكرى أن اضطرابات النوم من المشكلات الشائعة بين الأشخاص الذين يعانون من هذا الداء، كما أظهرت بعض الدراسات ارتباطهما ببعضهما، وربما تنجم الاضطرابات عن المرض ذاته أو بسبب مضاعفات ثانوية للسكري، كما تساهم عدة عوامل في حدوث الأرق عند هؤلاء المرضى بما في ذلك الانزعاج والألم المقترنان بالاعتلال العصبي المحيطي، ومتلازمة تململ الساقين، واضطراب حركة الأطراف بشكل متكرر، والتغيرات المتسارعة في مستويات الجلوكوز في الدم خلال الليل، ما يؤدي إلى انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر، والتبول الليلي والاكتئاب.
عادات يومية
توضح د.سارلا إلى أن الاكتئاب الذي يتعرض له مرضى السكرى يعد من العوامل المهمة التي تؤدي إلى قلة واضطرابات النوم، كما أن الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة تتراوح ما بين 4 إلى 6 ساعات، أو زيادة من 9 ساعات هم معرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالبدانة والسكري، بالإضافة بعض العوامل الأخرى التي تساهم في حدوث اضطراب النوم لديهم ومنها:
* تغير نوبة العمل يؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية
* السهر لوقت متأخر في الليل.
* العمل لفترة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر.
* التعديلات في فترات النوم، وصعوبة المحافظة على وقت ثابت وكافٍ، خاصة الأشخاص غير النشيطين بدنياً.
ضيق النفس
تشير د.سارلا إلى أن هناك مجموعة من الدراسات الحديثة أظهرت أن الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول أو الثاني، مستهدفون أكثر من غيرهم للإصابة بمشكلات عديدة في الرئة، ما يسبب ضيق التنفس وعدم إمكانية الحصول على نوم جيد، ويعيق جودة الصحية، وتتنوع هذه الإصابات، حيث إن 8% معرضون للربو، و22% أكثر عرضة لمرض انسداد الشعب الهوائية المزمن، و54 % للإصابة بالتليف الرئوي.
نصائح وقائية
توصي د.سارلا ببعض النصائح التي تساهم في الحد من اضطرابات النوم، والتي تتمثل في: تحسين التحكم بمستوى السكر في الدم للحد من مضاعفاته، علاج حالات اعتلال الأعصاب المحيطة والسيطرة على الأعراض، ضرورة إنقاص الوزن بالنسبة للبدناء، وعلاج انقطاع النفس الانسدادي النومي إذا وُجد، وفي حال كان المريض يعانى من متلازمة الساق المضطربة، فهناك حاجة لفحص الغدة الدرقية، ومستويات الحديد ومعدل فيتامين (ب 12) في الجسم، ومحاولة النوم في فترات منتظمة بقدر الإمكان، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة خلال الفترة المسائية، وتجنب تناول وجبة ثقيلة أو احتساء القهوة في الليل، والحد من مشاهدة التلفاز وتصفح الأنترنت في وقت متأخرة، ومراجعة الطبيب النفسي لعلاج الاكتئاب إذا كانت هناك بعض المؤشرات أو الدلالات على وجوده.
مشكلات مرضية
تبين الدكتورة سويتا براكاش اختصاصية طب الأعصاب أن بعض المشكلات الطبية يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في التعرض لاضطرابات النوم، وتؤدي إلى عدم الشعور بالارتياح في الصباح عند الاستيقاظ، والإصابة بالصداع وعدم الحصول على ساعات كافية ومتواصلة من النعاس في الليل، ويمكن أن تتسبب في حدوث الكثير من الأضرار التي تلحق بعملية التمثيل الغذائي العام في الجسم، وتشمل اضطرابات النوم الأكثر شيوعاً بين الأشخاص الآتي:-
* القلق الذي يعاني منه الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
* الشخير وانقطاع النفس النومي، عندما يستيقظ المريض فجأة مع لهث الأكسجين المتكرر بسبب انسداد مجرى الهواء.
* شلل الأطراف الناجم عن اضطرابات النوم.
* متلازمة تململ الساقين التي تحدث عندما يرغب الشخص في تحريك الأطراف أثناء النوم.
* الاضطرابات اليومية التي تنجم عن تعطيل دورة النوم واليقظة والوقت.
* فرط النعاس والهلوسة أو ما يسمى الخدار.
* تؤدي مشاكل الجهاز التنفسي كالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض الرئة إلى صعوبة النوم، ويحتاج المرضى إلى وضعية شبه مستلقية أثناء نوبات الصفير، وبالتالي يكون النوم ضعيفاً ومتقطعاً، وربما يعانى البعض بسبب تناول أنواع من الأدوية.
أسباب عامة
تذكر د.سويتا أن هناك بعض الأسباب أو الممارسات العامة التي يمكن أن تكون سبباً مباشراً في المعاناة من اضطرابات النوم، وتشمل:-
* إصابة الشخص بمتلازمة التعب المزمن نتيجة الشعور بالإجهاد المفرط، وعدم الحصول على نوم كاف أو مريح.
* اضطراب الرحلات الجوية الطويلة التي تجعل الإنسان يشعر بالحاجة إلى النوم في الساعات مختلفة.
* الحالات النفسية المرتبطة بالمواسم أو تغير المزاج بسبب تغير الفصول، وربما تكون ناجمة عن عوامل جسدية.
خطوات ضرورية
تلفت د.سويتا إلى أن البالغين يحتاجون إلى متوسط ثماني ساعات من النوم، ليستطيعوا العمل وممارسة الأنشطة اليومية بشكل جيد، أما كبار السن فيمكن أن تكفيهم 7 ساعات، ويمكن الالتزام ببضع خطوات بسيطة للحفاظ على نوم جيد، مثل:
* الحفاظ على جدول زمني مناسب للاستيقاظ والنوم، وعدم أخذ قيلولة أثناء النهار
* تجنب الأكل في أوقات متأخرة من الليل.
* ممارسة الرياضة بانتظام، ويفضل في الهواء الطلق والحصول على الضوء الطبيعي.
* الامتناع عن الكافيين والكحول والنيكوتين لأنها تزيد من تحفيز الدماغ، وتسبب صعوبة في النوم.
* تعتبر جودة الفراش المناسب والضوء في الغرفة أمراً مهماً للحصول على نوم جيد ليلاً.
* عدم مشاهدة التلفزيون والقراءة وكذلك رؤية الهواتف أو الشاشات قبل النوم. 

النظم اليوماوي

يتعرض العديد من الأشخاص لاضطرابات النوم المتعلقة بالنظم اليوماوي نتيجة عدم تزامن دورة النوم أو الساعة الداخلية لأجسامهم، مع ساعات الليل والنهار الأرضية، أو بسبب أضرار استهدفت الدماغ كالسكتة أو إصابات الرأس أو الزهايمر، أو الذهاب في رحلات جوية طويلة، وورديات العمل غير المنتظمة. تناول أدوية محددة، عدم انتظام فترات النوم، عدم التعرض للشمس نتيجة السهر في الليل والاستيقاظ بعد الغروب، وتؤثر هذه الحالة بشكل كبير على التركيز والقيام بالأنشطة اليومية، ويمكن أن تؤدى إلى إدمان العقاقير المنومة وغيرها من المضاعفات، ولذلك يجب مراجعة الطبيب لوضع نظام يومي لساعات النوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"