جهود «أدنوك» لتحقيق الاستدامة

أحمد جاسم الزعابي*
يعود أسبوع أبوظبي للاستدامة، مرة أخرى، للفت انتباه صانعي السياسة وخبراء القطاع الصناعي وشركات التكنولوجيا، إلى أهمية دمج ممارسات وسياسات الاستدامة في كافة أعمالهم؛ لذا أرى أنه من المناسب أن نسلط الضوء على مسيرة «أدنوك» لتحقيق الاستدامة وجهودها ومبادراتها المستمرة للارتقاء بأدائها في المجالات البيئية والاجتماعية والاقتصادية في مختلف جوانب أعمالها.
بدأت «أدنوك» منذ عام 2016، إحداث نقلة نوعية تهدف إلى تطوير الشركة وتحديثها، من خلال إرساء ثقافة مؤسسية تقوم على الارتقاء بالأداء وتعزيز القيمة، ورفع كفاءة عملياتها التشغيلية، مع التركيز الدائم على الاستثمار في الموارد البشرية وزيادة الربحية والعائد الاقتصادي، وهو ما مكن «أدنوك» من تعزيز مرونتها والمحافظة على قدراتها على مواكبة التغيرات المستمرة في قطاع الطاقة، والاستمرار في القيام بدورها المحوري في المساهمة في دعم نمو وتطور اقتصاد دولة الإمارات. 
ويشكل التزام «أدنوك» بتحقيق الاستدامة وحماية البيئة، الأساس لجميع عملياتها منذ تأسيسها قبل أكثر من 50 عاماً، وذلك تماشياً مع رؤية الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودوره الرائد في ترسيخ الاستدامة وحماية النظم البيئية والطبيعية الفريدة في الدولة. 
وتتبنى «أدنوك» في هذا الصدد، خططاً طموحة تهدف من خلالها إلى أن تصبح شركة النفط والغاز الرائدة في إدارة الانبعاثات وكفاءة الطاقة. وتلتزم أدنوك بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 25% بحلول عام 2030، لترسيخ مكانتها ضمن المنتجين الأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون في العالم. 
كما تخطط الشركة للتوسع في قدرتها على التقاط واستخدام وتخزين الكربون بنسبة 500%. وبينما تستمر «أدنوك» في تنمية وتطوير أعمالها، فهي تسعى جاهدة للاستفادة من تاريخها وإرثها العريق كمنتج مسؤول للطاقة، وتعزيز مكانتها ضمن شركات النفط والغاز الأقل في مستويات انبعاثات الكربون في العالم، مع المحافظة على دورها في تحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات للأجيال القادمة، من خلال حماية البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية لأجيال المستقبل. 
وتؤكد استراتيجية «أدنوك» للاستدامة 2030، التزام الشركة الراسخ بحماية البيئة، وكذلك تم تعزيز أهداف الاستدامة بالتزام الشركة بأن تصبح معياراً عالمياً في مجال المحافظة على سلامة الكوادر البشرية، وضمان أمن وسلامة الأصول والعمليات التشغيلية. 
تُدرك «أدنوك» أهمية إحداث نقلة نوعية لتطوير أنظمة الطاقة العالمية وتحديثها، بهدف خفض البصمة الكربونية الناتجة عن عمليات إنتاج الطاقة، كما تضمن في نفس الوقت الاستمرار في القيام بدورها في الإيفاء بالطلب العالمي المتنامي على الطاقة. ولمواجهة هذا التحدي المزدوج تحرص «أدنوك» على القيام بدور ريادي وفعال في قيادة ودفع جهود الانتقال إلى استخدام طاقة نظيفة. 
وتعد السياسة الراسخة التي تطبقها «أدنوك» لخفض عمليات حرق الغاز، أحد عوامل النجاح الرئيسية التي أسهمت في تمكين الشركة من المحافظة على مؤشرات أداء عالية في مجال البيئة من خلال نجاحها في خفض حرق الغاز الطبيعي بأكثر من 90% منذ إنشاء الشركة. 
وتعتزم «أدنوك» مواصلة جهود الابتكار في مجال الطاقة لتعزيز أدائها البيئي. وتعد الشراكة التي تم الإعلان عنها مؤخراً، مع «مبادلة» و«القابضة» (ADQ) لتشكيل تحالف الهيدروجين، أحد الأمثلة في هذا المجال.
ومن ناحية أخرى، لطالما أعطت «أدنوك» الأولوية لخلق وتعزيز القيمة داخل دولة الإمارات، ونحن فخورون بالحفاظ على دورنا الريادي في تعزيز القيمة المحلية المضافة. وقد أسهم «برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة» منذ إطلاقه وحتى نوفمبر 2020، في إعادة توجيه أكثر من 76 مليار درهم (20.7 مليار دولار) إلى الاقتصاد المحلي، وتوفير أكثر من 2000 فرصة عمل لمواطني دولة الإمارات في القطاع الخاص المحلي. 
وتلتزم «أدنوك» كذلك، بتوفير بيئة عمل تسهم في تعزيز التنوع وتحقيق الدمج والتوازن بين الجنسين في كوادرها البشرية، وتمضي الشركة قدماً لتحقيق هدفها المتمثل في توطين نحو 60% من الوظائف بحلول عام 2025، حيث قامت «أدنوك» منذ عام 2016 بتوظيف أكثر من 4000 مواطن إماراتي، وتخطى توطين الوظائف في الشركة نسبة 50%. 
وأسهم نهج «أدنوك» المبتكر لبناء شراكات استراتيجية لتمويل خطط الشركة للتطور والنمو، في تحقيق أهداف الاستدامة، حيث استقطبت «أدنوك» لغاية نوفمبر 2020، استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 64.5 مليار دولار إلى اقتصاد دولة الإمارات وإمارة أبوظبي.
تفخر «أدنوك» بدورها الريادي في دعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الاستدامة، وتلتزم بمواصلة إعطاء الأولوية، لدفع الاستدامة عبر مختلف أعمالها وتعزيز مساهمتها ودورها في جهود دولة الإمارات على صعيد الاستدامة.
*رئيس الشؤون المالية لمجموعة «أدنوك»