عادي

فيصل السويدي: اللغة الإسبانية فتحت لي آفاقاً جديدة

21:52 مساء
قراءة 4 دقائق
1


حوار: نجاة الفارس
يؤكد الكاتب الدكتور فيصل سعيد السويدي أن القراءة هي المنبع والمعين في مختلف المراحل، قائلاً: قرأت في العام الماضي 336 كتاباً وتأثرت في المجال الروائي والقصصي بالآداب اللاتينية بشكل عام.
ويضيف في حوار مع «الخليج» أن الرواية رحلة تنقيب أصعب من التنقيب عن هياكل الديناصورات، فهي سفر في طبقات النفس البشرية، وهي عناق العصر الطباشيري بالعصر الحديث، موضحاً أن تعلمه اللغة الإسبانية فتح له آفاقاً جديدة سهلت تواصله مع المثقفين من أدباء ورسامين وفنانين ومهتمين بالحضارات في 21 دولة تتحدث هذه اللغة.
وفيصل السويدي كاتب إماراتي حاصل على الدكتوراه في ريادة الأعمال – المملكة المتحدة، صدر له حتى الآن 6 كتب هي: رواية نادي الشعب، تأملات فيصلية، كيف أفهم رمضان، لقد كبرت يا أمي، جريمة في المقهى، تأملات فيصلية 2.
وتالياً نص الحوار:
- كيف كانت بداية رحلتك مع الكتابة؟
* كل كاتب هو قارئ بالضرورة والعكس ليس صحيحاً، البداية كانت متدرجة من قارئ مبتدئ إلى قارئ نهم، بعد ذلك صرت أكتب كتابة ذاتية، ومن ثم انتقلت إلى عالم المدونات، وبعدها إلى محيط وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيراً كانت محطة العالم الورقي، ولا تزال القراءة هي المنبع والمعين في مختلف المراحل، حيث قرأت العام الماضي 336 كتاباً.
- من الكتّاب الذين تأثرت بهم في بداياتك ؟
* كانت بداياتي الأولى في الشعر، قبل أن أتعمق في بقية الأجناس الأدبية، تأثرت بجدي الراحل الشاعر الدبلوماسي والمعلم أحمد بورحيمة رحمه الله، ومن ثم في المجال الروائي والقصصي تأثرت بالآداب اللاتينية بشكل عام، ولا أزال أكتشف المزيد من الجمال والعوامل المشتركة في هذه الآداب، ورغم أنه ليس هناك اسم بعينه ولكني أحاول أن أستخلص الفائدة من الكتّاب على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم.
- كتبت المقال والشعر والرواية في أي مجال منها تجد نفسك أكثر؟
* في الرواية ثم المقالة فالشعر، سبق أن عرفت الرواية أنها (رحلة تنقيب أصعب من التنقيب عن هياكل الديناصورات، فهي سفر في طبقات النفس البشرية، وهي عناق العصر الطباشيري بالعصر الحديث)، ورغم صعوبة هذا اللون الأدبي إلا أني أرى أن الرواية هي الصنعة التي أحب أن أخوض غمارها وأحقق من خلالها التأثير الإيجابي.
- ما أهم المحطات في مسيرتك الأدبية ؟
* وسيط ثقافي
* هناك العديد منها ولكني سأختار تعلمي اللغة الإسبانية حيث إنها فتحت لي آفاقاً جديدة وسهلت تواصلي مع المثقفين من أدباء ورسامين وفنانين ومهتمين بالحضارات في 21 دولة تتحدث هذه اللغة، وعززت التبادل الثقافي ووسعت المدارك، كما أنني أحضر لترجمة كتبي إلى اللغة الإسبانية مما يضمن حضورها في معارض الكتاب العالمية والتظاهرات الثقافية، إضافة إلى قيامي بدور الوسيط الثقافي إن صح التعبير من خلال ترشيح بعض الأعمال المكتوبة بالإسبانية لترجمتها إلى اللغة العربية من خلال دور النشر الصديقة.
- من هم أبطال رواياتك وأين تجدهم؟
* هامش البسطاء
* أجدهم في الحياة اليومية وفي نسيج المجتمع، في تفاصيل البسطاء، وفي مطاعم الفقراء، قد يكون أحد الأبطال شخصاً التقيته لمدة ساعة واحدة منذ سنوات وترك بصمة ما، وقد يكون أحد الذين رأيتهم في المطارات، وأنا أقرأ الوجوه والشخصيات أكثر من الكتب.
- يقال إن أمّة اقرأ لا تقرأ.. ما تعليقك؟
*دورنا ككُتّاب أن لا ندع الفرصة للمثبطين، وأن نساهم في زيادة الجرعات الإيجابية المحفزة على القراءة، وأرى أن هناك مبشرات جميلة، حيث لا ننسى أن نشيد بالمجهودات الثقافية الجبارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة منذ سنوات في المجال الثقافي على مستوى الوطن العربي من مسقط إلى نواكشوط، والتي تكللت مؤخراً بافتتاح بيت الحكمة في الشارقة هذا المعلم الثقافي الرائع والمهيب، والشكر موصول لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تحدي القراءة العربي الذي ساهم في غرس حب القراءة في قلوب الناشئة والذي أتى لنا بأرقام قرائية تثلج الصدر.
-كيف تنظر للمشهد الثقافي في الإمارات خلال أزمة الكورونا؟
* حسب رصدي المتواضع، لاحظت أن نسبة القرّاء زادت، وكذلك متوسط ساعات القراءة اليومية بشكل عام، كما أعتقد أن الإنتاج الأدبي زاد بشكل ملحوظ، وربما مرد ذلك لساعات الفراغ في فترة التعقيم الوطني في بدايات الجائحة، آملاً أن يكون الأثر مرتبطاً بالجودة أكثر من الأرقام.
* واقعية سحرية
- ما هو مشروعك الأدبي القادم؟
*وقّعت مؤخراً مع دار العربي للنشر والتوزيع في مصر كأول روائي خليجي لطباعة رواية تدخل ضمن ما يسمى بالواقعية السحرية تدور أحداثها في الخليج، وسيعلن عن العنوان وبقية التفاصيل بمجرد الانتهاء من الأمور التحريرية، وهي تتكون من قرابة الـ 50000 كلمة، وتتحدث عن قرية نائية قرب جبل أشم في دولة خليجية متقدمة، وتطرح أحداثها تساؤلات عن الهوية وخصوصية المجتمعات والتسامح والتعايش وتحاول مناقشة بعض المفاهيم والقضايا الشائكة، حيث يتداخل فيها الواقع مع الخيال، والصداقة مع الإجرام، والسخرية مع الجدية، ويتعانق فيها الموت مع الحياة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"