عادي

نصف الشركات في الإمارات تخطط لزيادة الاستثمار في حلول الرقمنة والبيانات

17:56 مساء
قراءة 3 دقائق
mm

دبي: «الخليج» 

 تخطط معظم مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة لزيادة استثماراتها في التكنولوجيا الرقمية وحلول البيانات بعد اكتشاف قيمتها وأهميتها المتزايدة خلال جائحة كوفيد-19. جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته شركة «إرنست ويونج» (EY) بعنوان «تسخير قوة البيانات لتحسين صحة ورفاهية المواطنين: هل يتحول الطموح إلى واقع؟».
 وقامت «إرنست ويونج» بالتعاون مع معهد ابتكارات الصحة العالمية في إمبريال كوليدج، بدراسة التحديات التي تواجه مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في تطبيق التكنولوجيا الرقمية وحلول البيانات. إضافة إلى ذلك، عملت مع شركة أبحاث السوق «يوجوف» لإجراء دراسة متخصصة لمعرفة آراء مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في ستة بلدان، شملت أستراليا، والهند، وإيطاليا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.
 وكانت مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية متخلفة عن باقي القطاعات في استخدام التقنيات الرقمية وحلول البيانات. لكن أغلبية المشاركين في جميع البلدان أفادوا بأن استخدامهم للتقنيات الرقمية وحلول البيانات قد ازداد منذ بداية انتشار «كوفيد-19». وكانت نسبة المشاركين الذين يستخدمون تقنيات رقمية وحلول بيانات محددة في الإمارات والهند أعلى بكثير من البلدان الأخرى.
 كما انتشر استخدام الاستشارات عبر الهاتف والفيديو على نطاق واسع في جميع البلدان، إنما بتفاوت كبير بينها من حيث استخدام حلول البيانات والتقنيات الرقمية الأخرى. ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن عدداً كبيراً من المؤسسات في هذه الدول كانت تستخدم هذه الحلول قبل انتشار الجائحة.
 وقد تمكنت الإمارات تحديداً، من توسيع نطاق هذه التقنيات نظراً لبنيتها التحتية التقنية القوية واستثمارها بشكل كبير مؤخراً، في أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي. وبالنظر إلى المستقبل، فقد أشار 53% من المشاركين في الإمارات إلى أنهم يخططون لزيادة الاستثمار في هذه الحلول على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
 وعلى الصعيد العالمي، قال المشاركون إن استخدام التقنيات الرقمية وحلول البيانات أدى إلى زيادة إنتاجية العاملين، حيث عبّر عن ذلك 86% من المشاركين في الإمارات، بينما عبّر عن ذلك 53% في المملكة المتحدة. وإضافة إلى ذلك، ذكر أغلب المشاركين في خمس من الدول الست التي شملتها الدراسة، باستثناء المملكة المتحدة، بأن هذه الحلول كانت فعالة في تحسين كل من النتائج وجودة التجربة والحصول على الرعاية، بالنسبة للمرضى والمستفيدين من الخدمات.
 والأمر المشجع أن 66% من المشاركين على الصعيد العالمي قالوا إن العاملين تكيفوا بسرعة مع استخدام الأدوات الجديدة. وقال 61% ممن شملتهم الدراسة أن مؤسساتهم أصبحت تستخدم هذه الحلول بفعالية أكبر مما كانت عليه قبل بدء انتشار الجائحة، وذكر 58% أن الحلول الرقمية جعلت نماذج التشغيل أكثر كفاءة. وركّز 40% من المشاركين في الإمارات على قضايا الأخلاق والخصوصية بوصفها من أكبر العوائق أمام تطبيق التكنولوجيا الرقمية.
 وكشفت الدراسة أيضاً أن 40% من المشاركين في الإمارات عبروا عن مخاوفهم بشأن قضايا الأخلاق والخصوصية بوصفها من أكبر العوائق أمام تطبيق التكنولوجيا الرقمية وحلول البيانات قبل انتشار جائحة كوفيد-19. وهذه النسبة أعلى بكثير من الدول الأخرى، حيث أشار 11% من المشاركين في المملكة المتحدة، و20% في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أنها مصدر قلق رئيسي. وذكر التقرير أنه ليس من الواضح حالياً ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا التفاوت، إلا أنه ناجم على الأرجح عن مزيج من العوامل الثقافية ومواقف المواطنين وسياسات حوكمة المعلومات والبنية التحتية.
 وقال محمد سير، خدمات استشارات الحوكمة الرقمية والقطاع العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى «إرنست ويونج»: «تتمتّع مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة بوضع أفضل للتكيف مع الخدمات الرقمية التي تتطلّبها الجائحة مقارنة بنظرائها من دول العالم. فالإمارات من أكثر الدول استخداماً للتقنيات الرقمية وحلول البيانات. ومن الواضح أن هذا الاتجاه مرشح للاستمرار بعد أن اكتشف المشاركون أهميتها، ويخطط معظمهم لزيادة الاستثمار فيها في المستقبل القريب. وربما سمحت البنية التحتية والأنظمة الحضرية الحديثة نسبياً أن تكون أنظمة الرعاية الصحية في الإمارات أكثر مرونة من مثيلاتها الأخرى الراسخة والأكثر قدماً».
 وللحفاظ على هذا الزخم في المستقبل، ركّزت النتائج الرئيسية لتقرير «إرنست ويونج» على ضرورة ضمان تمويل خدمات الرعاية المقدمة بشكل افتراضي أو من خلال الحلول الرقمية خلال فترات الأزمات، مثل هذه الجائحة، وسداد تكاليفها والحفاظ على التشغيل البيني للأنظمة الرقمية، والتأكد من وضع أنظمة وبروتوكولات أمن البيانات وتوحيد معاييرها من أجل إدارة واستخدام الأدوات والتكنولوجيا الرقمية.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"