تنمية التفكير ما وراء المعرفي

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين

تشير كثير من الدراسات إلى أن جميع المتعلمين يمتلكون مهارات ما وراء المعرفة، ولكن بدرجات متفاوتة، كما تؤكد هذه الدراسات أن مهارات ما وراء المعرفة، يمكن تنميتها واكتسابها، فهي تنمو مع تقدم المتعلم في العمر والخبرة.
ولعل من أسباب الاهتمام بتنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي، تطوير التعليم من أجل التفكير والتحول من التعليم التقليدي القائم على التلقين إلي التعليم النشط أو الفعال، القائم على المهارات وجعل المتعلم محور العملية التعليمية، وتحويله من متلقٍ إلى شريك إيجابي فعال يفكر في حل مهمة التعلم بنفسه، بدلاً من تلقينه من قبل المعلم.
لذا فإن تنمية هذه المهارات يعتبر هدفاً في حد ذاته، إلى جانب أهميته في التحصيل العلمي، فأي جهد لتعليم مهارات التفكير يظل ناقصاً ما لم يهتم بمساعدة المتعلمين على تنمية مهارات ما وراء المعرفة، ولا يجوز إهمال ذلك على افتراض أن المتعلم يمكن أن يتعلم هذه المهارات ضمنياً، عن طريق دراسة محتوى المادة.
وللمعلم دور بالغ الأهمية في تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي لدى المتعلم، وتنمية قدراته على أن يكون متعلماً مستقلاً يمتلك القدرة على معالجة المعرفة، ويخطط ويراقب ويقيّم تعلمه ذاتياً، ليصبح أكثر وعياً بعمليات تفكيره، وهناك عدد من الإجراءات يقوم بها المعلم منها:
يحدد المعلم الاستراتيجية التعلمية المراد تنفيذها. 
يوظف المعلم هذه الاستراتيجية خلال عملية التعليم والتعلم. 
يقدم نموذجاً للاستراتيجية، مع توضيح كيفية استخدامها.
منح المتعلمين فرصة تطبيق وممارسة التعلم ودعم تعلمهم، وتعزيز محاولاتهم في تطبيق الاستراتيجية، وتدريبهم.
تقييم أداء المتعلمين وتقديم التغذية الراجعة البناءة لهم.
عندما يشعر المعلم بأن المتعلمين أصبحوا أكثر فهماً للمهمة التي يؤدونها، يبدأ بمنحهم الاستقلالية في التعلم، ويفترض هنا من المعلم أن يكون مرشداً للمتعلم، وملاحظاً جيداً وميسراً لعملية التعلم.
يتفكر المعلم ويتأمل مدى فاعلية هذه الاستراتيجية من حيث التغيرات الإيجابية التي أحدثتها في أداء المتعلمين. ويمكن للمعلم ملاحظة ورصد مؤشرات امتلاك المتعلمين لمهارات التفكير ما وراء المعرفي، مثل تمكنهم من معالجة المعلومات والتخطيط لتعلمهم بتحديد أهدافهم ووضع قائمة بالخطوات التي سيقومون بها في أداء المهمة، إضافة إلى قدرتهم على تحديد الخطوة التي توصلوا إليها، والخطوات التالية، وعند توصلهم إلى حل المشكلة يمكنهم شرح إجاباتهم أمام الآخرين، وعرض الاستراتيجية التي تم توظيفها في الحل، ومن المؤشرات أيضاً قدرتهم على مراقبة تعلمهم وتقييمه ذاتياً، والتأمل الذاتي في أدائهم ومعرفة وتحديد أخطائهم في التفكير، ومن ثم وضع الخطط لتحسين أدائهم وتطويره.

مسؤولة تطوير جودة التعليم وزارة التربية والتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مسؤول تطوير جودة التعليم في وزارة التربية والتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"