تسبب جدل بين السيناتورات الديمقراطيين والجمهوريين في تأخر التصويت في مجلس الشيوخ على الحكم والتبرئة المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب المتهم بتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول، في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي لمنع المشرعين في مجلسي الكونجرس من المصادقة على النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة الأمريكي التي فاز بها جو بايدن وخسرها ترامب.
أعلن رئيس فريق المدعين الديمقراطيين في محاكمة ترامب بمجلس الشيوخ، جيمي راسكين، أمس السبت، أنّهم يريدون استدعاء نائبة جمهورية للإدلاء بشهادتها، ما قد يؤخر التصويت. وقال راسكين في مستهل اليوم الخامس من جلسات المحاكمة، إنّه سيستدعي «جايمي هيريرا بيوتلر»، النائبة التي أفادت بحصول اتصال بين زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثين ودونالد ترامب، أثناء الاعتداء على مبنى الكابيتول في 6 يناير. وتتطلب الموافقة على مثول شاهد جديد أغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ، الذي يضم مئة عضو، وحيث للديمقراطيين أغلبية 50 صوتاً زائد واحد (صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس الترجيحي).
وطوال 11 ساعة تجمع الفريقان الجمهوري والديمقراطي على حدة وفي مجموعات سادها تدافع . وقد رفض الجمهوريون الموافقة على طلب الشهود باعتبار ان ذلك سيطيل أمد المحاكمة،ويقعد بالمجلس عن اداء مهامه الاخرى. واتفق الطرفان اخيرا على تجاوز طلب الشهود وان يبدأ الطرفان في طرح مرافعاتهما النهائية،بمعدل ساعتين للادعاء وساعتين للدفاع. وكشف زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أمس السبت، أنه سيصوّت ضد إدانة ترامب. وكتب في رسالة لزملائه نقلتها وسائل الإعلام: «سأصوت من أجل التبرئة»، ما يجعل من المرجح بشدة أن يفشل الديمقراطيون في تأمين أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ لإدانة ترامب بتهمة التحريض على التمرد.
وتميز ماكونيل بالتناقض قياساً إلى مواقفه السابقة. فقد أبلغ الشهر الماضي مساعديه أنه منفتح على عملية عزل ترامب. كما قال إنه يعتقد أن ترامب «ارتكب جرائم تستوجب عزله، وأنه سعيد لأن الديمقراطيين يتجهون إلى عزله»، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية واسعة الانتشار، مثل نيويورك تايمز. بينما أكدت واشنطن بوست التقرير، مشيرة إلى أن ماكونيل أخبر المقربين أنه يريد سماع القضية المرفوعة ضد ترامب قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن. وكانت شبكة «CNN» أفادت أن ماكونيل لم يتحدث إلى ترامب منذ 14 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، و«يكره» ترامب بسبب تصرفاته بعد أن هاجم حشد من مؤيديه مبنى الكابيتول، ودفعوا بماكونيل والمشرعين للهروب والاختباء للبقاء على قيد الحياة.
«غير منصفة»
وكان محامو ترامب، شنّوا أول أمس الجمعة، هجوماً مضاداً في مرافعةٍ قوية ومقتضبة استغرقت ثلاث ساعات. وأكدوا أن الهجوم على مبنى الكونجرس كان «فظيعاً»، لكن المحاكمة «غير منصفة»، معتبرين أنها «انتقام سياسي» يهدف إلى «منع الخطابات التي لا تحلو للأكثرية».
وعرضوا بدورهم مقاطع فيديو معدّلة بعناية، وأكدوا أن الحقل المعجمي الهجومي الذي استخدمه ترامب في يوم السادس من يناير يندرج في إطار «الخطاب السياسي العادي»، وهو مستخدم لدى اليسار كما اليمين، ومحميّ بموجب التعديل الأول للدستور الذي يضمن حرية التعبير.
وبثوا خصوصاً شريطاً مصوّراً من أكثر من عشر دقائق، يظهر فيه جميع مسؤولي الحزب الديمقراطي بمن فيهم بايدن، يعدون ب«القتال» على كافة الجبهات.
واعتبر فريق الدفاع ربط أعمال العنف بخطاب 6 يناير أمراً «سخيفاً»، مشيراً إلى أن ترامب دعا أنصاره إلى تنظيم مسيرة «بشكل سلمي ووطني» نحو الكابيتول.
وقال وكلاء الدفاع عن ترامب، إن الهجوم «مخطط له مسبقاً» من جانب «مجرمين»، ولا يمكن نسبه إلى الرئيس.
«ناريّة»
أثناء جلسة أسئلة وأجوبة طغى عليها التوتر، أكد المدّعون أن الهجوم الدامي لم يأتِ «من فراغ».وقد كان مقرراً أمس السبت إتاحة الفرصة لطرفي الادعاء والدفاع أن يطلبا إذا رغبا بذلك، مستندات أو شهادات إضافية، ويتعيّن على أعضاء مجلس الشيوخ المصادقة على طلباتهما من خلال تصويت بالأكثرية.
و ستكون لدى كل طرف مدة ساعتين كحدّ أقصى لتقديم الحجج والمرافعة.
وسيتمكن أعضاء مجلس الشيوخ المئة من الانسحاب لوقت معين للتشاور.(وكالات)
