مستقبل قطاع الهواتف الذكية في المنطقة

22:30 مساء
قراءة 3 دقائق

سانميت سينج كوتشار*

على الرغم من الآثار السلبية لجائحة كوفيد  19، فإن مؤسسة البيانات الدولية (IDC) تتوقع تعافي قطاع الهواتف الذكية بالكامل بحلول عام 2022. في الواقع فقد توقع التقرير الصادر عن «GSMA» أن يكون هناك 60 مليون هاتف متحرك متصل بشبكة الجيل الخامس (5G) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2025.

لقد تم نشر شبكات الجيل الخامس من الاتصالات في السعودية والإمارات، وهي تعمل بأعلى سرعات الجيل الخامس في العالم. كما أطلقت الشركات المطورة للهواتف المتحركة الجيل الخامس في العام السابق، وستظل هذه الهواتف جزءاً مهماً من محافظ منتجاتها من الهواتف الذكية.

إن التغييرات التي ستحدثها ثورة الجيل الخامس من شبكات الاتصال لن تطال الهواتف الذكية فحسب؛ بل ستشمل الوسائط والترفيه أيضاً، كما ستسهم هذه الثورة في تنامي بعض القطاعات مثل الرياضة الإلكترونية التي ستصبح متاحة على نطاق واسع بفضل المزايا التي ستوفرها الشبكة، مثل السرعة التي تزيد من 10 إلى 20 مرة على شبكات الجيل الرابع الحالية، وتقليل زمن التحميل، كما ستساعد هذه الشبكات على تعزيز جودة المحتوى وشموليته، مما سيدعم نمو هذا القطاع وازدهاره.

غني عن القول إن جائحة «كوفيد  19» سرعت عمليات التحول الرقمي في دول مجلس التعاون الخليجي. وبات من المهم الآن، أكثر من أي وقت مضى، تجاوز كل العقبات التي تحول دون استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول في كل أنحاء المنطقة. وستصبح الرقمنة من الركائز الاقتصادية الأساسية لتنويع مصادر الدخل الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي.

من الذكاء الاصطناعي إلى الربوتات، فإن الابتكارات التكنولوجية ترسم مستقبلنا. ونحن نتطلع إلى الابتكارات على صعيد البرامج والأجهزة في قطاع الهواتف الذكية، ابتكارات تتجاوز في مفهومها توفير مزيد من المزايا الترفيهية الرائعة.

لا شك في أن التطورات السريعة للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز ستسهم في تحفيز نظام العمل من المنزل والتعلم عن بعد. كما أن انتشار هذه التقنيات سيجعل المستهلكين يتوقعون توفرها عبر هواتفهم الذكية. من التعرف إلى المستخدم عبر شاشة الذكاء الاصطناعي، إلى التعلم الآلي عبر الهواتف المتحركة، فإن الهواتف ستصبح الرفيق الذكي للمستخدمين وستوفر لهم تجارب سلسة ومميزة من خلال فهمها بشكل أكبر للمستخدمين وعاداتهم وما يفضلونه.

ومع التطورات التكنولوجية وزيادة اتصال الأجهزة أكثر من أي وقت مضى، ستصبح الأجهزة أكثر عرضة للهجمات السيبرانية. 

فغالباً ما يعتمد الناس على هواتفهم الذكية للوصول إلى البيانات المهمة وتخزينها ومشاركتها، من هنا تبرز أهمية تركيز العلامات التجارية في قطاع صناعة الهواتف الذكية على عنصر الأمان، وضمان سلامة مستخدمي الأجهزة وبياناتهم المهمة من خلال التحديثات المستمرة للبرامج والأمان لتعزيز تجربة الهاتف الذكي بشكل عام.

بالنظر إلى المستقبل، ستستمر الهواتف الذكية في كونها منصة الحوسبة المفضلة لمعظم المستخدمين. وستكون الهواتف الذكية التي تعمل عبر شبكات الجيل الخامس، متوفرة للجميع في الدول التي تتمتع باقتصاد قوي. وستوفر الهواتف الذكية على مدى السنوات الخمس المقبلة العديد من الميزات المتطورة. ويمكن لمستخدمي الهواتف توقع أن توفر هواتفهم الذكية نفس المزايا المتكاملة التي توفرها الكمبيوترات الشخصية المكتبية.

علاوة على ذلك، قد يتجه صناع الهواتف الذكية إلى تخصيص الهواتف وإتاحتها بشكل أوسع. ولن تعتمد الشركات على فكرة «هاتف واحد يناسب الجميع»؛ بل ستصب اهتمامها على مدى تلبية كل جهاز هاتف ذكي للاحتياجات المختلفة للأشخاص والمزايا الخاصة التي توفرها الهواتف ضمن فئتها السعرية، لتعزيز تجربة العملاء وفي الوقت نفسه، إتاحة التقنيات المفيدة للجميع.

* نائب الرئيس الإقليمي في HMD العالمية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

نائب الرئيس الإقليمي في HMD العالمية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"