عادي

عروض الأزياء تواجه «تحوّلات المهنة» في زمن الجائحة

20:40 مساء
قراءة 3 دقائق
1

باريس - أ ف ب
حرمت جائحة «كوفيد-19» عارضات الأزياء من منصات العروض وحرية الحركة، وفيما أفاد بعضهنّ بتراجع حدّة المنافسة، فإن جميعهن اشتقن إلى العروض الحيّة التي لا يوازيها أي بديل في إعطاء دفع لحياتهن المهنية.
ولم يتوقف عمل كريستيل يامبايسا في مرحلة الحجر الأولى في آذار/ مارس الفائت، إذ إن العلامات التجارية، ومنها «مونوبري»، دأبت على إرسال الملابس إليها، وكان صديقها يتولى التقاط الصور لها، فترسلها إلى دور الأزياء التي تتعامل معها. ولاحظت أن هذه التجربة «نجحت»، مع أنها كانت صيغة «مختصرة» للعمل، على ما قالت لوكالة فرانس برس.
ثم سافرت إلى ميلانو والسويد وبولندا لتصوير حملات إعلانية، وشاركت في باريس في مجموعة صور للمصمم إيسي مياكي، لكن المهنة لم تعد كما كانت.

تائهات بين العروض المصوّرة

وقبل أيام من أسبوع الملابس الجاهزة في باريس الذي يبدأ، الاثنين، ويقام بالصيغة الافتراضية مجدداً، سألت كريستيل مازحة: «هل ثمة أسبوع موضة في بداية شهر مارس/ آذار؟ لم أكن أدري إطلاقاً»، وتتذكر كريستيل كيف كانت العارضات قبل الجائحة يَعشن على وتيرة أسابيع الموضة.
وروَت قائلة: «كنّا نبدأ بالإكثار من التمارين الرياضية، ونخلد إلى النوم في وقت مبكر لنكون في حالة جيدة عندما تبدأ عملية اختيار العارضات»، قبل أسبوع الموضة في سبتمبر/ أيلول، وهو المحطة الأبرز، وأضافت أن «من المهم للعارضة أن تفتتح أو تختتم عرضاً، فهذا يرفع تصنيفها فوراً. أحياناً كنا نرى وجهاً جديداً كل عشرين عرضاً».
أما في العروض المصوّرة التي باتت تبثّ افتراضياً فـ«لا يمكن التعرّف إلى العارضات»، على ما لاحظت، وتابعت قائلة: «حتى لو شاركت في عرض مصوّر لدار مثل هيرميس، أعرف أنني سأكون ضائعة» بين العارضات الأخريات.

لم أتقاضَ شيئاً في ستة أشهر

أما من الناحية المالية، فأجور العارضات المشاركات في العروض المصوّرة لا توازي تلك التي كن يتقاضينها، وقالت كريستيل يامبايسا: «كان مجموع ما نتقاضاه خلال أسبوع الموضة أربعة آلاف يورو على الأقل، وكانت حصيلة البعض تصل إلى 50 ألفاً. كان موعداً مهماً».
ورأت العارضة أويكو باستاس أن التعايش مع الأزمة الصحية «صعب للغاية»، وهي التي شاركت خلال السنوات الخمس الأخيرة في أسابيع الموضة في باريس وميلانو ولندن ونيويورك.
وقالت لوكالة فرانس برس: «لم أتقاضَ شيئاً في ستة أشهر»، أما قبل الجائحة، فكانت تكسب ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف يورو خلال أسبوع الموضة في باريس، ما كان يمكّنها من العيش ومواصلة دراستها، وأضافت: «كنت في تركيا (عندما بدأت الجائحة)، وأغلقت كل الحدود، فيما توقفت القنصليات عن العمل».
ونظراً إلى أن في حوزتها تأشيرة أمريكية، تعمل أويكو منذ شهر في نيويورك، حيث تشارك في جلسات تصوير. لكنها أشارت إلى أن «ثمة جلسة واحدة فحسب في اليوم، وليس كل يوم، والأسعار ليست نفسها».
ويستحيل على كثيرات ممن يعملن وفق عقود محددة المدة، قد تكون مدتها أحياناً يوماً واحداً فحسب، أن يتسجلن على موقع «بول أمبلوا» المخصص للعاطلين عن العمل، وعدد ساعات عملهن على الأراضي الفرنسية ليس بالحجم الكافي الذي يخولهن الحصول على المساعدات، حتى بالنسبة إلى الأكثر نشاطاً بينهن.
وفي الواقع، شهد قطاع الموضة الذي يتسم بطابع عالمي بامتياز، انكماشاً شديداً في ظل جائحة «كوفيد-19»، وقالت سيرييل لالاند لوكالة فرانس برس: «كوني فرنسية، أتيحت لي الفرصة لأكون في باريس، وتمكّنت من العمل مع علامات تجارية فرنسية» قبل السفر إلى الدول المجاورة كإيطاليا، أو إسبانيا.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"