عادي
يعتبرها الخبراء عنوان مَنْ ينشد الارتقاء بعقله والتحليق بروحه

القراءة..مفتاح العلم والمعرفة

00:26 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: إيمان سرور

القراءة أساس المعرفة التي تجسد آفاق العلم والإبداع، وهي الوسيلة الفاعلة التي تعكس درجة تقدم الشعوب على مر الأزمان، وهي مولدة المكتسبات التي يحقق بها الفرد ذاته ويرسم على إثرها معالم شخصيته، وهي ترمومتر ازدهار أجيال المجتمعات والأمم، التي تحمل أسمى معاني الرقي والتقدم.
شغف المطالعة ومعرفة الجديد دافعان لإعادة أبنائنا إلى الكتاب
نحن نعيش على هذه الأرض المباركة ممثلةً بقيادتها الرشيدة، نشهد الاهتمام بالحث على ديمومة القراءة لكافة أفراد المجتمع، حيث خصصت الدولة شهراً من كل عام للقراءة، إيماناً منها بأن القراءة هي أيقونة العلم والمعرفة، وحجر الزاوية الذي به يرتقي الإنسان في ذاته ولذاته مجسداً في ذلك الرقي لمجتمعه ولأمته.
ويؤكد تربويون، أن القراءة تُساعد على نُضِج الطالب، فكُلما قرأ الطالب نضج تفكيره، وأصبح قادراً على تحليل الأمور وفهمها من زوايا مُختلفة. 
في هذا الإطار كان لنا هذا التحقيق الذي نسلط الضوء من خلاله إلى أهمية القراءة وكيفية تعزيزها في نفوس الأبناء منذ نعومة أظفارهم، كما نستمع إلى آراء عدد من التربويين وأصحاب المعرفة الذين استقوها من حب القراءة والاطلاع، حول أسباب ابتعاد الطلبة عن القراءة، والحلول الممكنة الواجب على الآباء والمعلمين فعلها لجذب الأبناء إلى القراءة.
حصيلة لغوية
في البداية.. يؤكد الدكتور جمال شحود، معلم اللغة العربية في مدارس أبوظبي، أن القراءة تزيد من الحصيلة اللغوية للطالب، وأن قراءة الكتب تمنحه الفرصة للتعرّف إلى معان جديدة ومُفردات جديدة، وبالأخص إذا كان الطالب يقرأ كتاباً بلغة أخرى تختلف عن لغته الأم، فعلى سبيل المثال، يسعى كثير من الطلاب لدراسة اللغة الإنجليزية لزيادة فرصهم في التقديم والقبول بالجامعات الأجنبية، فيبحثون دائماً عن شتى الطرق، ليختاروا الأفضل لتعلُّم هذه اللغة، مشيراً إلى أننا نلاحظ طلابنا يجيدون الحديث باللغة الانجليزية، وذلك بسبب الاطلاع وممارسة القراءة بهذه اللغة، حيث إن القراءة تُعتبر أحد العوامل الفعّالة والمؤثرة في التمكّن منها، فإذا كان الطالب يقرأ باستمرار سيجد تأثيراً واضحاً على مستوى كتابته.
وحول المشروع الذي تنفذه مدرسة البوادي منذ عدة سنوات بعنوان «فرسان اللغة العربية» يقول شحود، إن فكرة المشروع تقوم على غرس حب القراءة باللغة العربية في نفوس التلاميذ في مرحلة دراسية مبكرة، وتحسين وتجويد مهارتي القراءة والكتابة، كونهما إحدى الركائز الأربع للغة، وجزء مهم في التعبير عن الشخصية لاحقاً.
وحول ندرة مداومة الطالب على القراءة اليومية في ظل الثورات المتتالية للتكنولوجيا، تقول نورة الحمادي مديرة مدرسة التقدم، إنه في الماضي كانت القراءة شيئاً أساسياً في الحياة اليومية للصغار والكبار، ولكن بعد ظهور التكنولوجيا أصبح من النادر مداومة شخص على القراءة، خاصةً في مُجتمعاتنا العربية، فلقد حلّت الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية محلّ الكُتب لكثير من الناس خاصةً الأجيال الجديدة، والتي نشأت في ظل اندماج وارتباط عاداتنا اليومية بالتكنولوجيا بشكل كبير، وإذا تحدثنا عن الطُلاب بشكل خاصّ، فبالرغم من المزايا التي تعود عليهم من استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، فلابد أن يأخذوا حذرهم من ألّا تُصبح هذه الوسائل سبباً في بُعدهم عن القراءة، ففوائد القراءة لا تُقدر بثمن ليس فقط على المستوى العلمي أو الأكاديمي، بل تمتد آثارها للمستوى الشخصي.
التزود بالمعرفة
يقول الدكتور ضرغام القرالة موجه اللغة العربية، إن قراءة الطالب لكُتب تحمل بين طياتها كثيراً من المعلومات تُزيد من معرفته وعلمه، وهو ما يجعله قادراً على التميّز في عالم أصبح أكثر تنافسية سواءً في المجال الأكاديمي في دراسته، أو المجال العملي بعد التخرّج، ففي 
المجال الأكاديمي يستعين الطالب بموارد علمية ومعلوماتية، لا تنحصر فقط في المواد التعليمية المطروحة، وكُلما فعل ذلك، كان أكثر تميزًا، وكذلك في الجانب العملي فبالرغم من اهتمام رؤساء الأعمال بالمهارات العملية للشخص، إلّا أنهم ينظرون للمستوى العلمي والمعرفي للشخص بعين الاعتبار، وهو ما يدفع الكثير الآن لتحسين مُستقبلهم المهني.
حصص القراءة
وتقول فاتن محمد سعيد، معلمة اللغة العربية في مدرسة مليح بأبوظبي: «ينبغي على المعلمين وأولياء الأمور الاهتمام بحصة القراءة اليومية سواء في المدرسة أو المنزل، وذلك ليشعر الطلاب بمدى أهميتها، وتحقيق الفوائد المختلفة لها، والتمكن من إحداث تغيير جذري في مهارات الكتابة لدى الأبناء، ومساعدتهم على اكتساب المعرفة والعلوم، مشيرة إلى أن من بين الطرق المساهمة في مساعدة للطلاب على الشغف بالقراءة، هو تغيير النظرة السائدة للقراءة وجعلها نشطة وممتعة، ومن حين إلى آخر، يجب تخصيص وقت تكون فيه القراءة بمثابة فاصل أو استراحة بين الأنشطة، حيث ينبغي أن يتمتع فيه الطالب بالحرية الكاملة في اختيار ما يريد قراءته.
جوائز تشجيعية 
وتقول هاجر الحوسني، اختصاصية التربية المجتمعية: إن من بين الطرق لتحفيز الطلبة على القراءة هو استخدام الآباء والمعلمين أدوات التشجيع مثل المجاملات أو العبارات الطيبة أو الجوائز، مشيرة إلى أن القراءة من أهم الأنشطة التي يجب أن نشجع أطفالنا على ممارستها.
وتضيف الحوسني، أنه في ظل العصر الحاضر تبدو الحاجة ملحة إلى القراءة، فعصرنا يتميز بالتفاعل الحي الغني مع الثقافات الأخرى، وازدياد التكامل بين أجزاء العالم المختلفة يوماً بعد يوم، ويتميز أيضاً بطموح الإنسان فيه إلى العدالة والحرية والرخاء والتفاهم الدولي.
قدوة
ويقترح أحمد حسن الحوسني،اختصاصي اجتماعي، على أولياء الأمور عدداً من النصائح لجذب الأطفال للقراءة، دونما ترهيب أو إجبار، أهمها التربية بالقدوة وهي لها أثر بالغ في نفسية الطفل وسلوكه لأن الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى تقليد الكبار، وبناء على ذلك فإن خير طريقة لتعويد الأطفال على القراءة هي أن يعود الآباء أنفسهم أولاً القراءة والمطالعة بشكل يومي، وجعل الكتب أهم مصادر معلوماتهم، وإنشاء مكتبة خاصة للطفل تحفل بمجموعة من القصص المصورة المناسبة لسنه، والاشتراك في إحدى المجلات أو الكتب المناسبة له، لجعل الطفل ينتظر بشغف كبير صدور العدد الجديد لمعرفة تتمة قصة معينة أو حل لغز أو معرفة نتيجة مسابقة. 
عالم المعرفة
ويقول مصطفى الجريدلي، اختصاصي مصادر تعلم، إن القراءة تعتبر بمثابة البوابة التي يلج منها الطفل إلى عالم المعرفة، ووعياً منهم بأهميتها، نجد الآباء والمدرسين يبذلون قصارى جهدهم لتعليم الأطفال مهارات القراءة، وعلى الآباء تخصيص وقت معين لمساعدة أبنائهم في قراءة الكتب، خصوصاً في السنوات الدراسية الأولى.
مخزون معرفي
وعن أهمية القراءة في مساعدة الطفل على التكلم والحديث أمام الناس بطلاقة دونما خجل، يقول الاختصاصي النفسي، إبراهيم عبدالحميد، إن الأطفال من أحوج الناس إلى أن يقرأوا ويتعرفوا بالعديد من الثقافات ويطلعوا على معلومات عديدة، وتبدأ أهمية القراءة للأطفال في تعويدهم عليها وتعليمهم حبّ الكتاب، فهي توسّع مداركهم وتزيد من رغبتهم في التعلّم، وتُساعدهم على تكوين مفردات جديدة، وهذا يصقل شخصيتهم ويزيد من قدرتهم على التكلّم والخطاب أمام الناس، كما أنّها تُبعد عن الأطفال التلعثم، فيصبح كل طفل قارئ قادرًا على أن يكون لسانه فصيحاً متقناً للكلام وفنونه، كما أنّها تمنحهم مخزوناً من المعرفة عن مختلف المواضيع العلمية والأدبية والتاريخية والإنسانية، ولهذا يجب على أولياء الأمور أن يُشجعوا أطفالهم على القراءة.
تحديث المناهج
وحول فوائد القراءة لطلبة مدارس الحلقة الأولى تقول لطيفة الحوسني، مديرة مدرسة حكومية - سابقاً - إن من واجب المعلمين في مدارس الحلقة الدنيا، أن يحثوا الأطفال على قراءة الكتب واقتنائها، مشيرة إلى أن من أهم فوائد القراءة وأهميتها بالنسبة للطفل أنّها تصقل شخصيته وتُحسّنها.


 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"