ممشى «قرم الجبيل» بأبوظبي .. طبيعة ساحرة وسط الغابات والمياه المتدفقة

أبوظبي: سلام أبوشهاب
(تصوير: محمد السماني)

بات ممشى منتزه قرم الجبيل الذي يمتد على مسافة تصل إلى كيلومترين فوق سطح البحر وسط غابات من أشجار القرم، معلماً سياحياً بارزاً في العاصمة أبوظبي وتحديداً بعد جزيرة السعديات باتجاه خارج المدينة، ويبعد الممشى مسافة 10 دقائق من منطقة ميناء زايد في أبوظبي. 
يستقطب الممشى الخشبي والمنطقة المحيطة به بما تتضمنه من فعاليات ترفيهية، حوالي 22 ألف زائر شهرياً، حيث يعد الممشى الأطول من نوعه، إذ يبلغ طوله 2 كم، ويضم ثلاثة مسارات للتنزه تتراوح أطوالها ما بين 1 كم و1.6 كم و2 كم، وتناسب جميعها مختلف أفراد الأسرة، ويشتمل الممشى على ثلاث وجهات رئيسية، وأربع مناطق للراحة، وبرج للمشاهدة يتيح رؤية واسعة بزاوية 360 درجة. 
ومن وجهات ومناطق الممشى برج المراقبة الذي يتكون من عدة طوابق يتم الصعود إليه من خلال درج يصل إلى قمة البرج، والذي يتيح رؤية غابات القرم والحياة البرية والمياه المتدفقة بين القنوات، ومنطقة قوة البحر وتتم من خلالها مشاهدة العوامل المؤثرة في حركة مياه البحر بما في ذلك المد والجزر اللذين يحدثان كل 6 ساعات، ومع حدوث الجزر تظهر الرمال لتعود مياه البحر من جديد مع المد، ومن الممتع أن يتواجد الزوار خلال حدوث المد والجزر. 

يستقبل 22 ألف زائر شهرياً ويشمل 3 وجهات رئيسية 

يصل إلى 2000 متر فوق سطح البحر وسط غابات القرم
 

والمناطق الأخرى هي جامعة الملح، والتي تظهر من خلالها نسبة الملوحة العالية في البحر، ثم المنصة العائمة التي تعتبر موطناً للكثير من النباتات والكائنات البحرية، ومنطقة جذور القرم التي تتم من خلالها مشاهدة جذور أشجار القرم، حيث تمتلك هذه الأشجار جذوراً هوائية تنمو إلى الأعلى في الهواء وتنتج عنها نتوءات إسفنجية خارجية تساعد على توفير الأكسجين للجذور، ثم منطقة الشاطئ التي تتوفر فيها العديد من الأنشطة منها ركوب القوارب، إلى جانب مشاهدة البحر والرمال. 
ويمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة مجموعة متنوعة من الطيور والأحياء البحرية التي تتخذ من أبوظبي موطناً لها، وتشتمل الطيور التي يشاهدها الضيوف على عدد من الأنواع هي: بلشون الصخر والبلشون الأبيض الكبير والطيطوي أحمر الساق وكرسوع أبوالمغازل والوروار الشرقي والفصية الرشيقة والغاق السقطري والخرشنة النيلية.
أما أنواع الأحياء البحرية الفريدة الموجودة بمنطقة ممشى الجبيل والتي تتاح فرصة مشاهدتها فتتضمن: سمكة البرعم النهاش ذات النقطة السوداء والنهاش الأحمر وسمك الوراطه (السبريم) والمعيزو والسرطان الأزرق وسرطان شجرة المنغروف.

وتعزز الطبيعة الخلابة النقية من متعة الزوار، وتمنحهم تجربة متكاملة لاكتشاف الحياة البحرية بسهولة، بفضل ما تتميز به المياه هناك من صفاء شديد، بحيث يمكن للزوار مشاهدة «تنفس الجذور»، وهي العملية التي تمكن النباتات من تخزين الأكسجين أثناء المد العالي، ويُنصح بزيارة الحديقة في وقت ارتفاع منسوب المد، ويتاح على الموقع الرسمي للحديقة أحدث توقعات المد والجزر [https://park.jubailisland.ae/].
وتهدف إدارة المنتزه والممشى عبر هذه التجربة، إلى تعزيز وعي الأفراد بالمكان، والتعريف بالوظيفة البيئية المهمة لموائل المنغروف، والتي تشمل حماية ساحل أبوظبي ودعم تنوعه البيولوجي، وتصل مساحة أشجار المنغروف بمنطقة منتزه قرم الجبيل والممشى إلى نحو 170 ألف متر مربع، وعمليات زراعة هذا النوع من الأشجار مستمرة لدورها الفريد في التنوع البيولوجي في المناطق الساحلية. 

ويمكن للزوار الاستمتاع بالأنشطة الأخرى، بالإضافة للممشى الخشبي، كممارسة رياضة التجديف بقوارب الكاياك، وهناك المزيد من الخطط الهادفة إلى تعزيز تجربة الزوار خلال المواسم المقبلة.