عادي

فنون شعبية تنشر البهجة بين زوار أيام الشارقة التراثية بخورفكان

19:01 مساء
قراءة 4 دقائق
ِSfsf

خورفكان: بكر المحاسنة 

تتواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية في المنطقة التراثية بخورفكان، في ظل إقبال جماهيري مميز من عشاق ومحبي التراث، مع التزام بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية، بما يسهم في ضمان السلامة والصحة للجميع. وتنوعت الفعاليات والبرامج والأنشطة التي ميزت اليوم الثالث، حيث عروض فن الهبان، والفن العراقي، والحكواتي، وغيرها من الفعاليات التي نشرت البهجة والسرور في أوساط الحضور.
وقدمت فرقة «فن الهبان» التابعة لجمعية خورفكان للثقافة والفنون الشعبية والتراث، في ساحة المنطقة التراثية عروضاً وحركات استعراضية، ورقصات شعبية على أصوات آلة المزمار التي تسمى «الهبان»، وإيقاعات الطبول المصاحبة للوصلات الغنائية والأهازيج القديمة المتعددة الشعبية الخليجية القديمة التي تمثل كل منها قصة من قصص الإنسان الإماراتي بشكل خاص، والخليجي بشكل عام، وتمثل ارتباطه بتاريخه وتراثه واعتزازه بعاداته وتقاليده. كما أدت فرقة الشمائل العراقية، على مسرح المنطقة التراثية، أغاني عراقية تراثية من جنوب ووسط العراق، لاقت إعجاب الحضور من المواطنين والمقيمين، وتفاعل معها بشكل مُبهج.
وقالت عائشة غابش، المنسق العام لـ«الأيام»: تتميز هذه الدورة بحضور قوي للفنون الشعبية والحرف اليدوية التقليدية، والدول المشاركة.
وللحكواتي تاريخ عريق وقديم، فهو الذي ينقل ويسرد الحكايات والأخبار والأحداث، وهو الذي يشكل ذاكرة مميزة عند الأجيال، ويقدم الحكمة والعبرة، ويوصل الرسائل القيمة من خلال ما يرويه من حكايات، والذاكرة الإماراتية القديمة فيها من هذه الحكايات الكثير، وهي تشكل موروثاً تراثياً ثقافياً مهماً. وعلى مسرح المنطقة التراثية في خورفكان كان الأطفال على موعد مع الحكواتي عبدالناصر التميمي، الذي ارتحل بهم إلى الماضي من خلال حكايات ظريفة حافلة بالحكمة والعبرة.
وقال الحكواتي، عبدالناصر التميمي: سردنا لأطفالنا بعض الحكايات والقصص التي لاقت تفاعلاً واستحساناً من قبلهم، ومن بين تلك الحكايات، «بو درياه»، وهو شخصية خرافية يعرف عنها كل أبناء الساحل الخليجي بما فيها الساحل الشرقي للخليج وصولاً إلى الهند، وكان الآباء يستغلون هذه الشخصية لإخافة أبنائهم، كي لا يخرجوا إلى البحر منفردين، فيقولون لهم لا تذهبوا إلى البحر حتى لا يخرج لكم «بو درياه».
وأشار إلى أنه كان يقدم منذ فترة العديد من الحكايات، وأنه من خلال دراسته في معهد الشارقة للتراث وضع أسساً للحكايات، من أهمها أن تحتوي على محتوى ثقافي، وعلى نوع من التراث الموروث من القصص الشعبية القديمة والتي يطورها بأسلوب جديد وحديث، ويقوم بترصيعها بالأمثال الشعبية، وتحتوي أيضاً على العبرة في النهاية، فمثلاً «من طمع طبع»، و«الكاذب نهايته سيئة»، مشدداً على انه يقدم القصة بأسلوب غير مباشر ويجعل الطفل يستنتج، ويجعل الأطفال يتعايشون مع الحكاية ليصلوا إلى الهدف منها بأسلوب مشوق.
وقالت الإعلامية والفنانة فاتن عبدالله، التي شاركت التميمي في سرد الحكاية، إنها سعيدة بهذه المشاركة وبمساعدة الحكواتي في سرد القصة، إضافة إلى تفاعل الأطفال مع الحكاية، ومعها، خصوصاً عند طرح الأسئلة لمعرفة مدى استيعاب الأطفال للحكاية، وقد كان واضحاً حب الأطفال للحكاية وتفاعلهم معها، وقدرتهم على الإجابة عن الأسئلة التي تكشف مدى متابعتهم للأحداث، وقد نالوا الجوائز بسبب هذا التفاعل، وحسن إجاباتهم عن الأسئلة.

ASffs

ألعاب بسيطة

تعتبر الألعاب الشعبية من رموز الثقافة والتراث لكل دولة في العالم، إذ تعكس التاريخ وتحكي عن زمن ما، كان في مكان ما، وهي ألعاب ترسم خريطة طريق للمستقبل، وربما ما سيؤول إليه لاحقاً، فالألعاب الشعبية ليست مجرد ألعاب يلهو بها الصغار، أو ربما حتى بعض الكبار، إنما هي أيضاً فكر وثقافة، فلم يكن في الماضي وسائل الترفيه الحالية من تكنولوجيا ومحطات تلفزة وإذاعات، لكن تلك الألعاب البسيطة كانت هي عنوان الترفيه، وهي ألعاب الذكاء، ووسيلة لتجميع الأهل والأصدقاء، ولذلك اهتمت أيام الشارقة التراثية في خورفكان، بركن بيت الألعاب الشعبية، لعرض نماذج للألعاب الشعبية القديمة في المنطقة التراثية بخورفكان، تلك الألعاب التي كان يمارسها الأولاد والبنات منذ مئات السنين.
وقالت منى جابر النقبي، مسؤولة بيت الألعاب الشعبية في المنطقة التراثية بخورفكان: يضم بيت الألعاب الشعبية العديد من النماذج للألعاب المتعارف عليها بين أهالي مدينة خورفكان، والتي مارسها أولاد وبنات خورفكان منذ القدم، ومن خلال بيت الألعاب الشعبية ضمن فعاليات «الأيام»، استطاع معهد الشارقة للتراث العمل على إحياء هذه الألعاب من خلال الندوات والمحاضرات التي سيتحدث فيها عدد من الباحثين في مجال التراث عن تلك الألعاب وقوانينها والأدوات المستخدمة فيها والفئة التي كانت تلعب بتلك الألعاب، كما سيتم تقديم عروض حية لبعض الألعاب الشعبية أبرزها لعبة الرنج، ولعبة التيلة، ولعبة الكيرم، ولعبة المعجال، من أجل المساهمة في إحياء تراث تلك الألعاب الشعبية وتعريف زوار أيام الشارقة التراثية بمدينة خورفكان، وبماضي أهالي المدينة، وتعزيز التراث العريق في نفوس أبنائنا من الجيل الجديد، والمحافظة على تلك الألعاب الشعبية كي تبقى محفوظة في ذاكره الكبار والصغار.
وعرض بيت صبغ الملابس في المنطقة التراثية العديد من الأدوات التي كانت تستخدم في صبغ الملابس قديماً، ومن ضمنها صحون لوضع الألوان وقطع قماشية «كنادير أطفال» باللون الأبيض، وكذلك حل الورس؛ واللومي اليابس؛ والكركم الناعم؛ وصبغ القرمز، إضافة إلى ورق حناء ناعم؛ والورس؛ والزعفران، والنيل، وورق حناء ناعم، وصبغ القرمز.
وقالت مريم أحمد عبدالله النقبي: قمنا بإحياء الغرفة التي نتواجد فيها، وهي كانت مخصصة لصبغ الملابس، حيث إن والدي حدثني عن هذا الأمر، فهو قام بصبغ ملابسه في صغره، وكانت عملية صبغ الملابس تتم من خلال الاستفادة من الأعشاب الطبيعية، حيث كان الأجداد في السابق تأتيهم الملابس باللون الأبيض، وكذلك الأقمشة، ولحاجتهم لتلوين ملابسهم استخدموا النيل، الورس، الرمان، القرمز، الحنا، ورق اللوز، الليمون، الكركم، وغيرها، ولم يكونوا يخلطون الألوان، بل كل عشبة كانوا يستعملونها منفردة. 

ِsfsgffs
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"