منطلقات الكتابة التصحيح.. النقد.. التطوير

01:09 صباحا
قراءة دقيقتين

كان أول مقر لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات يقع في شقة مؤلفة من ثلاث غرف وصالة عادية على ما أذكر في عام 1985 أو 1984 في مبنى سكني في رأس شارع عبدالناصر في الشارقة. وبالقرب من ذلك المبنى كانت مكاتب جريدة «الخليج» في مبنى مؤلف من أربعة أو ثلاثة طوابق إن لم تخني الذاكرة في أوّل شارع الوحدة.
بعد ذلك انتقل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات إلى شقة في مبنى سكني  يقع في شارع صغير يؤدي إلى ميناء الشارقة في المنطقة الآثارية القديمة، وكان ذلك المبنى قريباً من مبنى بريد الشارقة المركزي الماثل في موقعه حتى اليوم مقابل قاعة إفريقيا، وبعد ذلك انتقل الاتحاد إلى مكان أوسع وأرحب ضمن شقتين في أحد مباني القصباء حتى الآن.
اليوم، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سيكون لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين مبنى يضم كلاً من الاتحاد والجمعية بالقرب من مركز إكسبو الشارقة «لتوفير بيئة مثالية ومحفزة تسهم في تأدية المؤسستين لأدوارهما الثقافية المهمّة»، كما قال صاحب السمو حاكم الشارقة في أثناء لقائه أمس الأول، رئيس وأعضاء كل من اتحاد الكتّاب وجمعية الناشرين في مقر هيئة الشارقة للكتاب. وهي هدية غالية من جانب سموه لأعضاء الاتحاد والجمعية، وتتيح لهما العمل الإداري والثقافي بكل مرونة وتيسير، لا بل إن نوعاً من التكامل الثقافي موجود تلقائياً بين الاتحاد والجمعية وخاصة في مسألة النشر، فضلاً عن قرب مبنى الاتحاد والجمعية من «إكسبو» حيث معرض الشارقة الدولي للكتاب، وحيث القرب من قناة القصباء، الفضاء الحيوي الثقافي في الشارقة.
هذه مكرمة عزيزة من صاحب السمو حاكم الشارقة للكتّاب والمثقفين والأدباء الإماراتيين وأقرانهم العرب المقيمين، وعلينا هنا أن ننتبه إلى ما ركّز عليه سموه في العلاقة الأدبية والأخلاقية بين الكاتب وكلمته، قال سموه: «إن الكلمة أمانة ولا بدّ أن تصان وَيُحافِظ عليها كل من يكتبها بدون أن يتأثر بالتدخلات الأخرى التي قد تؤثر في المجتمع والثقافة».
إن ما قاله سموه هو أيضاً أمانة يجب أن نحافظ عليها حين يوجّهنا إلى صون كرامة الكلمة والمحافظة عليها باستقلالية وشجاعة ونبل ثقافي وطهارة أدبية نحن في أمسّ الحاجة إليها في وقت تتأرجح فيه بعض الأقلام بين الأنانية والاستغلال والارتزاق وغياب الضمير الأخلاقي والثقافي.
صاحب السمو حاكم الشارقة يدرك هذه الحقيقة بكل شفافية، فهو كاتب وأديب مسرحي وروائي، ويعرف القيمة السامية التي تحتاجها الكلمة المكتوبة بكل صدق وأمانة.
ينبّهنا سموه إلى التصحيح قبل النشر، ونقد الذات قبل إصدار الكتب وتصحيح الأخطاء، وتطوير الكتابة وهي معاً جملة خبرة طويلة لحاكم مثقف يحمل مسؤولية الكتابة المهنية الإبداعية النظيفة الخالية من الالتباس والغموض وسوء الفهم، مرة ثانية، بالتصحيح والنقد والتطوير.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"