عادي

تباطؤ التوظيف يُعطي دفعاً لخطة بايدن الاقتصادية الضخمة

21:54 مساء
الصورة

دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن مرة أخرى، عن خطته الاستثمارية العملاقة لتعزيز التوظيف في الولايات المتحدة بعد تباطؤه في نيسان/إبريل، على الرغم من انتعاش الاقتصاد.

واستحدِثت 266 ألف فرصة عمل فقط الشهر الماضي، وهو رقم بعيد عن مليون وظيفة الذي كان متوقعاً.
أما معدل البطالة، فقد ارتفع للمرة الأولى منذ ما يقرب عام إلى 6,1% (+0,1 نقطة)، وفق ما أعلنته وزارة العمل، الجمعة.
وقال بايدن الجمعة، إن أرقام الوظائف المخيبة للآمال تعكس حقيقة أن الولايات المتحدة أمامها طريق طويل لتقطعه للتعافي من «الانهيار» الناجم عن الوباء.
وقال من البيت الأبيض: «ما زلنا نعاني انهياراً اقتصادياً»، مضيفاً: «من الواضح أن أمامنا طريق طويل لنقطعه». ومن المتوقع أن تعطي الأرقام دفعاً لجو بايدن الذي يشدد منذ شهور على الحاجة لاستثمار ما يقرب من 4 تريليونات دولار على مدى العقد المقبل، بينها أكثر من ألفي مليار دولار في البنية التحتية، لخلق وظائف لا سيما للعمال الأقل تأهيلاً.
وامتدح الرئيس، الخميس، في لويزيانا خطته الاستثمارية العملاقة في البنية التحتية، الضرورية في رأيه للتنافس مع الصين، لكن المعارضة الجمهورية اعتبرت على الفور أرقام التوظيف بمثابة فشل لسياسات الرئيس.
وعلّق أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون على حسابهم على «تويتر» أن البيانات «رسالة واضحة إلى جو بايدن بأن سياساته لا تعمل».
بالنسبة لهم، يكمن السبب في إعانات البطالة التي مدد العمل بها حتى نهاية آب/أغسطس، وزيادة قيمتها بمقدار 300 دولار في الأسبوع.
واعتبروا أن «إعطاء الناس أموالاً للبقاء في المنازل أعلى مما يتقاضونه في العمل، فكرة خاطئة».

لماذا يقبلون وظيفة اليوم؟

ويقول العديد من أصحاب العمل إنهم يواجهون صعوبات للعثور على موظفين، على الرغم من وجود 16 مليون عاطل عن العمل لا زالوا يتلقون إعانات البطالة، وفق الأرقام حتى منتصف نيسان/إبريل.
ولا يزال الخوف من الإصابة بكورونا ماثلاً، وتواجه العائلات صعوبات في رعاية الأطفال نظراً لاستمرار إغلاق المدارس في عدة مناطق.
ويستفيد العديد من العاطلين من المساعدة للتريّث حتى العثور على وظيفة أكثر إرضاء، لا سيما وإن كانت تسمح بالعمل من المنزل، وفقاً لخبراء اقتصاديين.
ويحاول أرباب العمل توظيف عمال بأجور أعلى، وبلغت الزيادة في رواتب القطاع الخاص 3% في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها عام 2020، بحسب أرقام وزارة العمل.
وتعرض ولاية مونتانا (شمال غرب) منح العاطلين 1200 دولار في حال قبولهم وظيفة.
ويقول الخبير في شركة «بانثيون ماكرو إيكونوميكس» إيان شيبردسون، إن مساعدات البطالة «من المقرر أن تنتهي في أيلول/سبتمبر، ولكن ربما يعتقد الناس أن العثور على وظائف سيكون بنفس سهولة العثور عليها، كما هو الحال الآن، فلماذا سيقبلون وظيفة اليوم؟»،
إلا أنه «مقتنع بأن الطلب على العمالة سيزداد أكثر في الأشهر المقبلة مع تواصل رفع القيود».

قطاع الترفيه يستعيد أنفاسه

ويجادل العديد من الاقتصاديين، بمن فيهم الموجودون في البيت الأبيض، بأن البيانات متقلبة للغاية من شهر لآخر لأن الاقتصاد الأمريكي يخرج تدريجياً من سباته.
وقال الاقتصادي جويل ناروف في مذكرة، إن «هذا التقرير الغريب عن التوظيف ليس مؤشراً موثوقاً لحالة سوق العمل».
ولقّح واحد من كل ثلاثة أمريكيين بالكامل، وقد امتلأت العديد من المحافظ بفضل المساعدات الحكومية وتعليق نشاط صالات الرياضة والسفر.
وعادت الشركات في قطاعات الفنادق والترفيه والخدمات إلى الحياة مع تطعيم الأمريكيين، ما أدى إلى استحداثها 375 ألف وظيفة الشهر الماضي، لكن جزءاً من تلك المكاسب ضاع نتيجة خسائر الوظائف في خدمات الأعمال؛ إذ إن العودة إلى المكاتب ليست مطروحة بعدُ للعديد من الموظفين ذوي الياقات البيضاء.
وألغيت أكثر من 22 مليون وظيفة خلال آذار/مارس، ونيسان/إبريل 2020 تحت تأثير إجراءات الاحتواء الأولى، ولم يتم تعويض 8 ملايين منها حتى الآن.
وخلال شهرين فقط العام الماضي، انتقل معدل البطالة من أدنى مستوى له في 50 عاماً (3,5% في شباط/فبراير) إلى أعلى مستوى منذ الكساد الكبير في الثلاثينات (14,8% في نيسان/إبريل). (أ.ف.ب)