عادي

صلاة العيد.. تعكس نجاح الإمارات في التصدي للوباء

عبر الالتزام والوعي المجتمعي

00:47 صباحا
الصورة
1

كتب: راشد النعيمي

في مشاهد مؤثرة، تنوعت تفاصيلها في مختلف أنحاء الدولة، مثلت صلاة عيد الفطر الأولى في الإمارات، أمس، منذ بدء جائحة فيروس كورونا التي ألقت بظلالها على العالم، صورة جديدة، إلى جانب صورتها الإيمانية المعتادة، والتي تهفو إليها قلوب المسلمين في كل بقاع الأرض الذين يرفعون أكف الدعاء إلى الباري عز وجل أن يرفع عنهم هذا البلاء والوباء، وتمثلت تلك الصورة التي رصدتها «الخليج» في الالتزام والوعي والتآزر المجتمعي في التصدي لكل ما من شأنه أن يعكر عودة الحياة إلى طبيعتها، من خلال تفعيل قيم سلوكية جديدة في الوعي والتقيد بالإجراءات والتعليمات.

صباح أمس، كانت مصليات العيد مثالاً في التنظيم وانعكاساً حقيقياً ناجحاً لجهود الدولة في محاربة الوباء والارتقاء بالمجتمع عبر كل الوسائل المتاحة، ليكون على مستوى الحدث، حرصاً على الصحة العامة، وحفاظاً على سلامة الجميع، فكانت جموع المصلين ممتثلة للتعليمات الصادرة بوجوب الالتزام بالوضوء في المنزل، وإحضار سجادة صلاة خاصة، ولبس الكمامة في جميع الأوقات، والالتزام بالتباعد الجسدي.
مضت تلك الشعيرة الغالية على قلوب الجميع، لأنها تأتي في وقت التزمت كثير من الدول والمجتمعات بمنع إقامتها بصورة جماعية، واقتصار ذلك في البيوت بصورة فردية خوفاً من الممارسات التي لا تتناسب والوضع العام، من حيث انتشار الوباء، والتسبب في تناقل العدوى، لذلك حرص كل من حضر صلاة العيد، التي لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة، على الحفاظ على هذا المكسب، وكان جلياً وصول الرسالة لكل من حضر من خلال منع التجمعات والمصافحة قبل أداء صلاة العيد، وبعدها، والاكتفاء بالتحية والتهنئة عن بُعد.
كما أن ثمة جهود أخرى ملموسة للمتطوعين والمنظمين وأفراد من المجتمع على تنظيم عملية الدخول إلى أماكن الصلاة والخروج منها، لمنع حدوث الازدحام وتنظيم أداء الصلاة بالحرص على التباعد، والتنبيه على كل من يبدر منه تصرف أو سلوك غير مقصود يمس سلامة الآخرين أو قد يؤثر في الصورة المثالية للصلاة، وهو ما يمثل تفعيلاً للدور المجتمعي والتزامه في المرحلة الراهنة، وتعميم الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لضمان صحة وسلامة المجتمع، وأهمها توافر اللقاحات التي أسهمت في تفعيل الأمن الصحي والمجتمعي والدفع بالحياة إلى مستويات طبيعية متقدمة بوتيرة أسرع.
كانت ألسنة الجميع أمس تلهج بالدعاء والامتنان إلى الباري عز وجل أن يحفظ الإمارات من كل شر، مع تقدير كبير للجهود الحكومية المبذولة في التصدي لجائحة كورونا، حيث الجموع الكبيرة التي حصلت على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا»، والذي سيكون مردوده إيجابياً على المجتمع الإماراتي بكسر سلسلة العدوى، والمحافظة على ما تحقق من إنجازات في مواجهة الجائحة، عبر الحرص على مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية بعد أخذ اللقاح، والتقيد بالقوانين والإرشادات التي وضعتها الجهات المعنية، باعتبار ذلك مسؤولية فردية وواجباً وطنياً على كل فرد من أفراد المجتمع.
بالأمس أيضاً استطاع المجتمع ممارسة عادات غالية ومعنوية مؤثرة، عبر وسائل وقائية توفرت له، في ظل تجنب الزيارات والتجمعات العائلية، واقتصارها فقط على أفراد العائلة الواحدة التي تسكن المنزل نفسه من خلال تفضيل خيار تقديم التهاني والتبريكات للأقارب والأصدقاء عبر قنوات التواصل الإلكترونية، وعدم تبادل الهدايا والأطعمة بين الجيران، بالإضافة إلى الامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال، أو حتى صرفها من المصارف، وتداولها بين الأفراد خلال هذه الفترة، واستخدام البدائل الإلكترونية التي باتت متاحة للجميع، مثل تطبيقات الاتصال المرئي وتحويل الأموال وغيرها.