عادي
مدرب «البرتقالي» في حديث ما بعد البقاء

الرمادي: عجمان بيتي ومصلحته فوق كل اعتبار

22:57 مساء
قراءة 7 دقائق
1

حوار: عصام هجو

أعرب المصري أيمن الرمادي مدرب عجمان، عن سعادته ببقاء «البرتقالي» في مكانه الطبيعي، في دوري الخليج العربي، مؤكداً أن الفريق مر بظروف صعبة وعصيبة لكنه حقق الأهم وكسب الرهان.

وكشف الرمادي الذي قاد 7 فرق إلى دوري الأضواء والشهرة، ولم يسبق له الهبوط مع أي منها، عن مستقبله، وقال: «نادي عجمان يمثل لي الكثير، ومصلحته فوق كل اعتبار، ولو أن النادي يرى مصلحته مع أيمن الرمادي، فأنا جاهز، وإذا كان يرغب في تغيير الإدارة الفنية، فأيضاً أن أدعمهم في هذا الاتجاه، ولن أنسى وقفة ودعم الإدارة لي، وأقولها بصراحة لولا الثقة المتبادلة بيني وبين نادي عجمان لتمت إقالتي في الموسم 4 مرات، لكن النادي يعلم صعوبة الظروف وثقة منه في شخصي أكملنا الموسم على خير، وهذا النادي العريق له دين عليّ، وفي أي وقت يحتاجني النادي لن أتأخر في تلبية النداء سواء كان في استشارة أو عمل، ويكفيني أنهم تحملوني وتحملوا عصبيتي وتحملوا النتائج السلبية، وأخص عبدالله الظاهري مشرف الفريق، كما أنني حصلت على دعم وثقة الإدارة برئاسة خليفة الجرمن وكل أبناء عجمان».

«الخليج الرياضي» التقى أيمن الرمادي في حديث ما بعد بقاء عجمان في دوري الكبار، وهنا نص الحوار:

جراح ماهر

* كيف تغلبتم على الظروف الصعبة في أخطر موسم؟

- بالفعل واجهنا ظروفاً قاسية، ولكن تعاملنا بحكمة ويقظة وقوة تحمل، خصوصاً أنا وعبدالله الظاهري، فقد كنا نتصرف من دون انفعال، وأي هفوة من الإدارة أو المدرب كانت ستؤدي إلى تفاقم الأزمة، عبدالله الظاهري تعامل مع كل المواقف على طريقة الجراح الماهر وهو ممسك بالمشرط لإجراء عملية جراحية، ولا أخفي عليكم أنني والجرمن والظاهري كنا على يقين وتفاؤل ببقاء الفريق في موقعه ومكانه الطبيعي، وظل هذا الكلام يتردد خلال الأزمة، وأحلك الظروف التي كان يعيشها الفريق، ونحن في هذا الوضع كان بعض الأصدقاء الأعزاء الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير ينصحونني بأن أستقيل، ولكني عزمت وقررت بيني وبين نفسي بأنه من المستحيل أن أتخلى عن النادي في هذه الظروف، وكان كل همي هو عدم انهيار الفريق، وكل تفكيري أن أكون مع من وثقوا بي وتركوني على رأس عملي بكل أريحية، فهم كانوا مضغوطين وأنا مضغوط أيضاً، ولكن من العيب أن يهرب الرجل من المعركة، وقوة التحمل التي شاهدتها في عبدالله الظاهري لم أشاهدها من قبل، فهو إداري من طراز فريد، وباختصار كان النادي في ورطة وأنا كمدرب في وجه المدفع ولمست تمسكاً كبيراً وثقة أكبر من الجرمن والظاهري.

* كيف كان الجرمن يتحدث معكم في ظل هكذا ظروف؟

- كلما ازدادت الأمور صعوبة وارتفعت حدة الضغوط، كان الجرمن يردد عبارة أنه مقتنع بأن الفريق سيتجاوز الصعاب ولن يهبط ونجح في غرس هذه القناعة في نفوس كل الفريق، فقد كانت قوة الإرادة كبيرة ولا يتصورها أحد، وطالما كنت مع رجال بهذا المستوى فلا يمكن أن أتخلى عن الفريق رغم أننا في الدور الأول حصدنا نقطتين فقط بالتعادل مع بني ياس وحتا، قبل مباراتنا الأخيرة في الدور الأول أمام الفجيرة، ونجحنا في حصد أول 3 نقاط في آخر مباراة بالدور الأول، ومن محاسن الصدف التي تذكرتها بعد الختام أن فوزنا الأول كان على الفجيرة وفوزنا الأخير كان أيضاً على الفجيرة، وأتمنى لهذا الفريق أن يعود إلى مكانه الطبيعي في أقرب فرصة.

* ما أسباب تراجع مستوى عجمان في الموسم الحالي؟

- لقد لازمنا سوء حظ غريب، وأكثر نقطة كنا نعانيها هي تعدد الإصابات خلال الدور الأول، وفي معظم المباريات كنا نبحث عمن يكملون التشكيلة ولا نركز على عملية الانتقاء، وفي نفس الوقت يتعرض لاعبون جدد للإصابة وننتظر عودة مصابين لم يشاركوا في المباراة السابقة، بالإضافة عدم التوفيق لبعض المحترفين الأجانب في الدور الأول فهم أسماء معروفة وسبق لهم التألق مع عجمان ولكن في الدور الأول لم يكونوا موفقين، كما كان لدينا لاعبون جدد وصغار السن ولابد من الاعتماد عليهم ومنحهم الثقة وكانوا جيدين وتحملوا المسؤولية مثل عبدالرحمن راكان وخالد الزري وسرواش، وبعد أن قامت الإدارة بتغيير المحترفين الأجانب والتعاقد مع جدد تواصلت المعاناة بإصابة البرازيلي جارديل في وقت بدأ الفريق يستعيد توازنه، كما حاول مساعد المدرب إحداث شرخ في الجهاز الفني وحدثت بعض الخلافات معه، ورغم كل هذه الصدمات والظروف القاسية لم أشعر باهتزاز في الإدارة فقد كانت الإدارة متماسكة بصورة كبيرة.

* كيف كنت تتعامل مع الإعلام في ظل هذه المعاناة؟

- قبل كل شيء الإعلام شريك أساسي في تطور كرة القدم، وحرصت على وجودي إعلامياً للرد على الأسئلة والاستفسارات، وفي نفس الوقت نحن كمدربين مطالبين بالمشاركة في نجاح الإعلام، وللأسف هناك دخلاء على العمل الإعلامي والنقد والتحليل، وهؤلاء للأسف ليسوا إعلاميين محترفين، ويتعاملون وفقاً لحسابات شخصية بهدف التأثير في الفريق أو المدرب، ولكن هذه الأمور انقلبت لمصلحتنا، وأعتقد أنهم خدمونا خدمة كبيرة ودعمونا دعماً كبيراً رغم أن قصدهم غير ذلك، ولكن إذا أردنا أن نتحدث عن الإعلام الإماراتي فهو إعلام محترم وبناء بنسبة أكثر من 99% والذين تحدثت عنهم لا يتعدون نسبة أقل من 1%، وأحترم كل الإعلاميين أصحاب الرسالة السامية وأنا شخصياً من أشد المعجبين بالشباب الاماراتيين الذين يقدمون عملاً جميلاً وراقياً.

قصة من وحي الأفلام

*  كيف واجهت غياب 4 لاعبين أساسين قبل مباراة الفجيرة الأخيرة؟

- سأحكي لكم تفاصيل القصة من الألف إلى الياء لأنها أشبه بالمسلسلات والأفلام، أذكر بعد نهاية مباراتنا مع الشارقة التي خسرناها بالثلاثة لم يعد أمامنا مخرج سوى الفوز على الفجيرة لضمان البقاء، وأصبحت مباراتنا مع «الذئاب» هي مباراة الموسم، وعقب مباراتنا مع الشارقة كان تركيزنا على مباراة الفجيرة ونسينا كل المباريات السابقة وأصبح موسمنا مختذلاً في مباراة الفجيرة فقط.

وفي اليوم التالي للخسارة من الشارقة حضرت إلى النادي وكنت حريصاً على أن أظهر مبتسماً ومازحاً مع جميع اللاعبين، وعندما دخلت على الفريق بحضور الإدارة لاحظت ما على الوجوه وقلت يجب أن أواصل الابتسامة والمزح مع الجميع كنوع من كسر الروتين وإبعاد اللاعبين عن الضغوط، وأخذني عبدالله الظاهري على جنب، وقال لي «كابتن في مشكلة كبيرة أخطرنا بها الجهاز الطبي الآن وهي أن 4 لاعبين أساسيين لن يشاركوا أمام الفجيرة، وهم علي الحوسني ولويس لاعب الارتكاز وحسين عبدالرحمن وبوبكر تراولي»، فقلت له «يا خبر انت بتتكلم جد يا بوراشد» فقال لي إنهم خارج الحسابات لأنهم دخلوا كابينة الثلج من أجل الاستشفاء المعتاد بعد مباراة الشارقة، ودخلوا حوض الثلج من دون أحذية في درجة برودة أقل من 150 تحت الصفر وحدثت لهم حروق في الأقدام، والآن يسيرون على الكراسي المتحركة «ويل جير».

أمران أحلاهما مر

بالطبع صدمت ونزل الخبر عليّ كالصاعقة، واستعذت بالله وقلت في نفسي إنني في امتحان صعب، فماذا أفعل؟، وحقيقة كنت بين أمرين أحلاهما مر، فإما أن أواصل ابتسامتي وتكون ردة فعلي متوازنة أو تظهر عليّ علامات الحسرة أو القلق، ولكن ألهمني ربي الصبر، وتعاملت مع الموقف بقوة، واعتبرته موقفاً عادياً وأنا أغلي بداخلي من الحزن، لأن فقدان 4 لاعبين أساسيين من مباراة الموسم والمصير يعتبر أمراً صادماً لكل إنسان، وقلت الحمدلله على كل حال وتعاملت مع الموقف كأن شيئاً لم يكن وحرصت على تقديم محاضرة المباراة قبل التدريبات وفوراً تعاملت مع اللاعبين البدلاء للأربعة المصابين كأنهم لاعبون أساسيون ولا يقلون خبرة وثقلاً في الملاعب عن الغائبين، وحرصت أيضاً ألا أذكر اسم أي واحد من الغائبين، وقبل ذلك كان لدينا لاعب وهو وليد اليماحي نريد أن نرفع عنه البطاقة الحمراء التي حصل عليها في مباراة الشارقة، ورغم كل ذلك البدلاء لم يكونوا أقل من الأساسيين وقدموا مباراة العمر وأشكر كل لاعبي الفريق على تحملنا وتحمل عصبيتنا، والحمد لله سارت الأمور على خير، ولو تكرر عليّ هذا الموقف 100 مرة لن أستطيع أن أتعامل معه بالحكمة والهدوء وكبت المشاعر الحزينة وإظهار مشاعر متفائلة وسعيدة، كما حدث في تلك اللحظة التي لا أنساها.

* كلمة أخيرة

- مررنا بموقف صعب للغاية، وأشكر الإدارة والجهازين الفني والإداري وكل اللاعبين، كما أشكر الجنود الذين كانوا خلف الكواليس مثل اللاعبين كزوة وعبدالله أحمد، فقد كانوا يقدمون عملاً كبيراً معنا وكانوا مثل الجرمن والظاهري لم تظهر منهم أي عصبية أو قلق وكانوا أقوياء، ولا أنسى وقفة ودعم أسرتي وأصدقائي وزوجتي «أم عمر» في أصعب الظروف وكانت تخفف عني الكثير وتدعو لنا بالتوفيق.

مواقف صعبة في مسيرة الفريق

قال أيمن الرمادي: «من أصعب المواقف التي مرت بالفريق، تلك الفترة التي حدثت بها مشكلات فنية في الفريق، ولم أكن طرفاً فيها، ولكن عندما قرر مساعد المدرب أن يقفز من المركب، ولم يكتف بذلك، بل ظل يمارس عملية التشويش على الفريق، وكلام كثير لا يتسع المجال لذكره، ولكن الإدارة أزاحت عني الغبن وأنصفتني بمعالجة الأمر بحكمة. 

ولهذا السبب قلت لكم في البداية إن عبدالله الظاهري إداري من طراز فريد، ولذلك وصفته بأنه يتعامل مع الظروف القاسية والصعبة مثل تعامل الجراح الماهر بالمشرط أثناء العمليات الجراحية المستعصية جداً، وكان ذلك في الجولة العاشرة، وليس لدينا سوى نقطتين اثنتين فقط، كسبناهما من تعادلين مع حتا وبني ياس».

وتابع: «الموقف الثاني لم يكن أقل صعوبة وخطورة على الفريق من سابقه، وهو عندما طلب نادي النصر علي الحوسني في الانتقالات الشتوية، وقدم للاعب عرضاً مغرياً، وتدخلت في الأمر، وبذلنا مجهوداً كبيراً مع الإدارة، وكنا على أعصابنا مع علي الحوسني لمدة أسبوعين، وأقنعته بالبقاء، ومهما قلت من عبارات شكر لهذا اللاعب الوفي والمخلص فلن أعطيه حقه، لأنه ضحى لأجل الفريق والمجموعة، رغم أننا في عالم الاحتراف، وكل إنسان يبحث عن الأفضل، ولكن علي الحوسني كان رجلاً بمعنى الكلمة، ويستحق التقدير والإشادة على موقفه النبيل تجاه الفريق.

ظهرت بشخصيتين مختلفتين

كشف أيمن الرمادي عن قلقه الشديد قبيل المباراة، وقال: «قبل المباراة بيوم كنت أنام وأستيقظ كل نصف ساعة، فكنت عندما أكون وحدي شخصية، وعندما أكون مع اللاعبين أظهر بشخصية أخرى مغايرة تماماً عن شخصية القلق والترقب والضغط، ووصلت لمرحلة أن «طار النوم من عيوني»، لأنني طوال مسيرتي التدريبية لم أهبط مع فريق وصعدت مع فرق مختلفة إلى دوري المحترفين 7 مرات، فكيف كنت سأتقبل أن أقود فريقاً وهو يهبط؟ فالأمر بالنسبة لي بحساباته وتقاطعاته كان معقداً وصعباً، والأهم منذ ذلك أنني وعدت قيادات النادي بأن عجمان لن يهبط وقلت ذلك عبر وسائل الإعلام وكلها كانت ضغوطاً ليست سهلة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"