مهرجان الشارقة القرائي للطفل

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين

استقبالنا لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتفاعلنا الثقافي والاجتماعي والإعلامي معه لا يقلان عنهما عند استقبال معرض الشارقة الدولي للكتاب.
مهرجان الشارقة القرائي للطفل عبر اثنتي عشرة دورة عمّق مفهوم ثقافة الطفل وآداب وفنون وإبداعات هذه الثقافة المستقبلية التي تتوجه بتخصص ومهنية إلى فئة مجتمعية مستقبلية أيضاً، فالطفل هو رأس مال المستقبل، ورأس مال الثقافة الإنسانية القادمة التي تقوم على التعايش وقبول ثقافات وأفكار الآخر على قاعدة المساواة والمحبة والتسامح بين الشعوب وثقافاتها وحضاراتها التاريخية العريقة.
مهرجان الشارقة القرائي للطفل يأتي أيضاً في سياق مشروع الشارقة الثقافي الإماراتي، والعربي، والعالمي، ومن ركائز هذا المشروع الأساسية عنصران لا يغيبان مطلقاً عن العقل القيادي والفكري والإداري لهذا المشروع، هما: الكتاب، والقراءة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يتوجه إلى الإنسان في ذرى نضجه واكتمال حواسه ومعارفه وثقافته، ويتوجه مهرجان الشارقة القرائي إلى الأطفال والفتيان والشباب الأوليّ عند هذه الفئة المجتمعية الواعدة بكل ما هو طيب وَخَيّر وجميل. لكن يمكن أن نضيف هنا، أن الكبار أيضاً لهم نصيب وجداني ومعرفي وثقافي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، فكل إنسان مهما بلغ من العمر ومهما تقدّم في السن يظل مشدوداً إلى طفولته وإلى صور ووقائع وحتى ألوان وأصوات تلك المرحلة الطفولية، وما كان لا يتوفر للآباء والأمّهات في طفولاتهم يتوفر لأبنائهم وأطفالهم في عصر الكتاب والقراءة الورقية والإلكترونية حيث الانفتاح على العالم من خلال الثقافة بكل روافدها المحلية والعالمية.
في مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الثانية عشرة التي تنطلق غداً في مركز «إكسبو» وتستمر حتى 19 الجاري بتنظيم فني وإداري من هيئة الشارقة للكتاب نلتقي بتجارب نشرية وثقافية وعربية وعالمية من 15 دولة بحضور 172 ناشراً لهم تاريخ متخصص في صناعة الكتاب في العالم. وتشهد أيام المهرجان إقامة 537 فعالية على أرض الواقع وعبر تقنيات الاتصال الإلكتروني المرئي والمسموع في إطار تدابير هيئة الشارقة للكتاب الاحترازية التي وقفنا تماماً على تنظيمها ونجاحها في الدورة الماضية من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
غداً يوم ثقافي إماراتي في الشارقة تتبعه أيام منتظمة بالفعاليات والجلسات الحوارية والنقاشية والعروض المسرحية، وفي الإطار أيضاً الدورة التاسعة من معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال، ومن المهم الإشارة إلى فعالية مهارات وتقنيات صناعة «الكوميكس»، أي القصة المصوّرة، والفن الياباني الخاص بها ويطلق عليه «المانجا» ويعود إلى مئات السنوات، ويقرّبه للكبار والصغار في المهرجان متخصصون من لبنان، وبولندا، والمجر، وإيطاليا، وأوكرانيا.
المهرجان ليس للطفل فقط، بل هو أيضاً فضاء ثقافي اجتماعي فني للعائلة كلّها حيث القراءة بيت ووطن وعالم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"