عادي

جامعة محمد بن زايد ترسي أسس منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي

إريك زينج: تأسيسها يعد تجربة فريدة من نوعها

02:11 صباحا
الصورة
جامعة محمد بن زايد
الصورة
الصورة

أكد البروفيسور إريك زينج، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أن الجامعة تجسد ثمرة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بشأن تأسيس مركز للتعلم والأبحاث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات، من شأنه المساهمة في إرساء دعائم اقتصاد المعرفة وضمان استدامته.

وقال إنه بفضل الدعم المستمر الذي تلقيناه من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن الحكومة، نجحنا في ترسيخ مكانتنا كمركز رائد للذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة في غضون فترة زمنية وجيزة، وهذا ما يتجلى بوضوح عبر أعمالنا البحثية المتقدمة والمتنامية.

وأوضح البروفيسور إريك زينج في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، أن مسألة تأسيس جامعة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات تعد تجربة فريدة من نوعها، فالجامعات التي تتخصص بموضوع أو مجال محدد قليلة على مستوى العالم، إذ إن تعريف الجامعة المشتق من اللغة اليونانية القديمة يعني «الكون»، ويشير إلى الشمولية والاتساع.

ولفت إلى أن موقع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر، أحد أبرز المراكز الإقليمية للابتكار التكنولوجي، يعد مفيداً للغاية لكونه يمدّ طلابنا بالقدرة على الاندماج بسرعة ضمن بيئة مزدهرة ومدفوعة بالابتكار.. وعلاوة على ذلك، تبدي أبوظبي التزاماً راسخاً بالاستثمار في التعليم، وتعتبر جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بمثابة شهادة واضحة على هذا الالتزام. ومن جهتنا، نحاول تقديم الخدمات والأفكار لإعداد الجيل القادم من القوى العاملة في الدولة.

إريك زينج

وقال زينج إنه بهدف استقطاب أفضل المهارات على مستوى المنطقة والعالم، نقدم للمتعلمين المحتملين عروضاً جذابة منها منح دراسية مدفوعة التكاليف بالكامل، وبدلات المعيشة، وغيرها من سبل الدعم المقدمة للطلاب ونسعى أيضاً إلى دعم قطاعات الابتكار والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، تماشياً مع طموحات أبوظبي في أن تصبح وجهة رائدة للمواهب التقنية والابتكار.

وأضاف: «نظراً للدور المحوري الذي تلعبه الشركات في تحقيق أهدافنا، أبرمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومعهد الابتكار التكنولوجي التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، شراكة تهدف إلى تأسيس إطار عمل تعاوني لتمكين البحوث الأساسية والتطبيقية المشتركة في العديد من المجالات الرئيسية للذكاء الاصطناعي.. ومن شأن تدريب أعداد متزايدة من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي أن يضمن لنا تزويد القطاع والمؤسسات العامة بالأفراد والمهارات والموارد اللازمة للتفوق في استخدامات الذكاء الاصطناعي. وعلاوة على ذلك، قمنا بتنظيم سلسلة من الندوات الإلكترونية بقيادة نخبة من الخبراء بهدف تعزيز المعارف الأكاديمية بين أفراد المجتمع. وقد شهدت سلسلة حوارات MBZUAI Research Talks وسلسلة MBZUAI AI Talks حضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب والمهندسين المحليين، وأشرف على تقديمها وإدارتها أعضاء في الهيئة التدريسية لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وغيرها من الجامعات الرائدة مثل جامعة «كارنيجي ميلون»، و«معهد ماكس بلانك»ن و«جامعة نيويورك أبوظبي»، على سبيل المثال لا الحصر.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الجائحة تسببت بتغيير المجالات التي تركز عليها بحوث جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي؟ وما هي تلك التغييرات؟ أجاب رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي قائلاً: «لا شك في أن جائحة «كوفيد-19» أكدت على الإمكانات الواسعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد سارع العلماء إلى توظيف قوة هذه التقنية المبتكرة لإجراء البحوث على اللقاحات ورصد انتشار العدوى وتتبع حالات المخالطة والكثير غير ذلك. وقد أثبتت جائحة «كوفيد-19» أيضاً أهمية البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية لأي تخصص علمي».

وأشار إلى قطاعات أخرى مهيأة لاستقبال أبحاث الذكاء الاصطناعي، ومنها قطاع الطاقة الذي يجسّد أحد القطاعات بالغة الأهمية في المنطقة. فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير نماذج تحتسب الضغط المثالي لاستخراج النفط، أو التنبؤ بموعد الصيانة الوقائية اللازمة.

وأوضح البروفيسور إريك زينج أنه نظراً للدور المحوري الذي تلعبه الشركات في تحقيق أهدافنا، أبرمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومعهد الابتكار التكنولوجي التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، شراكة تهدف إلى تأسيس إطار عمل تعاوني لتمكين البحوث الأساسية والتطبيقية المشتركة في العديد من المجالات.

وقال إن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تركز على إيجاد حلول استباقية للمشكلات، ويعني هذا إطلاق توجهات بحثية جديدة بدلاً من التقيد بالسائدة منها. فمثلاً، جاء اختراع أشباه الموصلات مدفوعاً بالابتكار الصرف، لا ثمرة لأبحاث طلبتها إحدى الشركات، وإضافة إلى ذلك، نسعى إلى تدريب الطلاب المناسبين، والأشخاص الفاعلين والمنتجين في مجال الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، ليطبقوا معارفهم في سبيل إحداث التأثير المطلوب، ونتطلع أيضاً إلى تحويل الجامعة إلى مركز للابتكار والشركات الناشئة.

ورداً على سؤال بشأن المواهب التي تجذبها الجامعة في الإمارات، قال رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: «تقدم جامعة ستانفورد نظيراً مثالياً لحالة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، فوادي السيليكون يدين بنشأته ونجاحاته لجامعة «ستانفورد» التي قامت بتأجير أرضها للجمهور وسمحت لأعضاء الهيئة التدريسية بتأسيس شركات ناشئة. ونتيجة لذلك، تأسست مجموعة من شركات تكنولوجيا المعلومات العملاقة مثل «هيوليت باكارد وديل» على يد طلاب وأعضاء في الهيئة التدريسية من الجامعة. وأضاف «نسعى لأن تصبح الجامعة موطناً جديداً للحياة الأكاديمية والعلمية. ومن المعروف أن الجامعات المتفوقة لا تكتسب سمعتها وشهرتها من التقنيات التي اخترعتها، بل عادة ما يذكرها الناس لكونها عاصمة فكرية، أو رمزاً فريداً لثقافة المنطقة وقوتها في مجال الابتكار. وحول تعيينه عضواً في مجلس برنامج الجينوم الإماراتي قال «أفخر بكوني جزءاً من هذه المبادرة بصفتي رئيساً لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. ويتولى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، رئاسة مجلس برنامج الجينوم الإماراتي، ويضطلع بمسؤولية تنظيم وتوجيه والإشراف على تنفيذ ودمج برنامج الجينوم الإماراتي ضمن قطاع الرعاية الصحية في جميع أنحاء الدولة».

(وام)