عادي

دلافين المياه العذبة تعود إلى نهر السند

22:51 مساء
قراءة دقيقتين

تعود دلافين المياه العذبة بأعداد كبيرة إلى نهر السند الباكستاني بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الصيادون أنفسهم الذين كادوا يتسببون بانقراضها في مطلع القرن.

ودلافين السند هذه التي يمكن التعرف عليها من خلال منابرها الطويلة والضيقة، كانت تعيش على كامل امتداد هذا النهر الذي ينبع من جبال الهيمالايا ويصب في بحر العرب. ولا تزال تتركز في جزء صغير جداً من النهر يبلغ طوله 180 كيلومتراً في إقليم السند الجنوبي. كان مألوفاً أن تخرج الدلافين من المياه الموحلة لنهر السند لتتنشق الهواء. لكن معظم القرويين على الضفتين كانوا يجهلون أن هذه الحوتيات كانت على وشك الانقراض.

وروى عبد الجبار الذي تخلى عن مهنته في صيد الأسماك للمساعدة في إنقاذ هذه الحيوانات من خلال تنفيذ دوريات على أطراف قناة دادو على دراجة نارية.. «كان علينا أن نوضح أنه نوع فريد، غير موجود إلا في نهر السند وليس في أي مكان آخر».

وأدت إقامة نحو 20 سداً على نهر السند منذ نهاية القرن التاسع عشر بهدف ري السهول الزراعية في وسط البلاد إلى تجزئة موطن الدلافين التي باتت في الصيف أي خلال موسم الجفاف عاجزة عن العودة إلى مناطق من النهر تلائمها أكثر. وكذلك عانت الدلافين الصيد غير المنظم الذي يتسبب بنفاد إمداداتها الغذائية، وتَلَوث النهر الناجم الذي تصب فيه مياه الصرف الصحي المتأتية من المدن الآخذة في التوسع، والمواد الكيميائية التي ترميها المصانع المحيطة.

وأُدرِج دلفين السند ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وكان عدد الدلافين التي لا تزال حية فيه 1200 في مطلع القرن الحادي والعشرين، أي نصف ما كان عليه في أربعينات القرن العشرين.

في محاولة لوقف هذا التدهور، أطلقت الجهات الباكستانية المعنية بحماية الحياة البرية حملة توعية في مناطق الصيد المحلية. وشملت هذه الحملة تقديم إرشادات في شأن سبل استخدام شباك الصيد بطريقة لا تؤذي الدلافين، وتحذيرات من مخاطر الصيد بالسم، وهي تقنية تقوم على الاستعانة بمواد كيميائية لقتل الأسماك الصغيرة بغية استخدامها علفاً للدواجن. وكذلك وفّر فرع الصندوق العالمي للطبيعة في باكستان قروضاً تقدر قيمتها بنحو مليون روبية (نحو 6250 دولاراً) لتشجيع الصيادين على التوجه إلى مهن أخرى.

وأطلِق بمساعدة السلطات المحلية برنامج لمراقبة الدلافين يضم نحو مئة متطوع وعدداً قليلاً من الموظفين، وخُصص له خط ساخن لتمكين السكان من الإبلاغ عن أي دلافين تواجه صعوبات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"