عادي

زعزعة استقرار الإنترنت

21:18 مساء
الصورة
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

تحاول استخدام بطاقتك الائتمانية، لكنها لا تعمل! في الواقع بطاقات الائتمان لأي شخص حول العالم لا تعمل حالياً. حسناً، تحاول الانتقال إلى بعض المواقع الإخبارية لمعرفة السبب ولا يمكنك الوصول إلى أي منها أيضاً. الشيء ذاته يحدث مع كل المتصفحين. هناك حالة من الذعر تسود الأسواق، والناس بدأوا يُفرغون ماكينات الصرف الآلي من النقد.
انتهى المشهد الدرامي، دعونا نعود إلى الواقع. ولكن هل يمكن أن يكون هذا «الانهيار» الكارثي لشبكة الإنترنت احتمالاً قائماً أكثر مما يُدركه معظم الناس؟ يُسلط مشروع أطلس الإنترنت في جامعة كاليفورنيا الضوء على المخاطر طويلة المدى لشبكة لإنترنت، ويقيس مؤشرات نقاط الضعف والاختناقات التي تهدد استقرارها.
وعلى سبيل المثال تُشكل الكابلات المادية تحت سطح الماء ما نسبته 95 % من نقاط الوصول إلى الصوت والبيانات عبر الإنترنت، وهو أمر يعتبر بحد ذاته أكبر نقطة ضعف تهدد الشبكة العنكبوتية، وتجعلها عرضة لهجمات قطع هذه الكابلات.
وهناك تهديد آخر يتمثل في شبكات توصيل المحتوى، والتي تستخدمها مواقع الويب لجعل محتواها متاحاً بسهولة لأعداد كبيرة من مستخدمي الإنترنت. فقد أدى الخطأ الذي تسببت به مؤخراً، شركة الحوسبة السحابية «فاستلي» إلى قطع الوصول لفترة وجيزة عن مواقع مثل «أمازون»، و«سي إن إن»، و«باي بال»، و«رديت»، و«نيويورك تايمز»، وغيرها من المواقع المهمة بشكل مستغرب.
فمن خلال قياس ما سبق، نستطيع تحديد نقاط الضعف في الإنترنت العالمية، ومنها نبني نظريات تساعدنا على فهم أجزائها المعرضة لخطر التعطيل، ومن ستؤثر عليه هذه الاضطرابات، ومدى شدتها، والتنبؤ بالحلول والأفكار التي ستجعل الإنترنت أكثر مرونة.
في الوقت الحالي تواجه الشبكة مخاطر مزدوجة. فمن ناحية، هناك خطر «الدمج» الكامل ضمن كيان واحد، وهو أن القوة المسيطرة على الإنترنت حالياً، تتركز في معظمها بين أيدي عدد قليل من المنظمات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. وعلى الجانب الآخر، هناك خطر «التجزئة»، الذي من خلاله تتحدى دول مثل الصين وورسيا الوضع الراهن، وتهدد بزعزعة استقرار شبكة الإنترنت على مستوى العالم.
في هذه البيئة يمثل بناء إنترنت مستقر وعابر للحدود الوطنية، للأجيال القادمة، تحدياً كبيراً. ومثلما تراقب البنوك المركزية مقاييس التضخم والتوظيف بدقة. وفي حين أنه لا يوجد مسار واحد أفضل من الراهن للإنترنت، يمكن للمؤشرات أن تساعد صانعي السياسات، والمنظمات غير الحكومية، والشركات، إضافة إلى النشطاء وغيرهم على فهم ما إذا كانت تدخلاتهم لها وقع مستقبلي في آذان المعنيين. فلمن تصبح شبكة الإنترنت أكثر موثوقية؟ ولمن تصبح أكثر استقراراً؟ هذا هو نمط الأسئلة الحرجة التي يجيب عنها نحو 3.4 مليار شخص متصلون اليوم. فأي نوع من الإنترنت سيرثون؟
«ذا كونفرزيشن»