عادي

أوكرانيا تطلب دعماً أمريكياً في مواجهة روسيا بعد حرب أفغانستان

18:05 مساء
قراءة 3 دقائق
أمريكا أوكرانيا

نيويورك - أ ف ب
يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يطلب من جو بايدن الأربعاء دعم الولايات المتحدة الثابت لعملية تحديث الجيش في بلده، وسط قلق إزاء تزايد الضغط الروسي بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
ودُعي زيلينسكي إلى واشنطن بعد قرار بايدن رفع معظم العقوبات المتعلقة بخط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا، ويلتف على أوكرانيا، ما أثار خيبة أمل لدى كييف.
وزار الرئيس الأوكراني "البنتاجون" مقر وزارة الدفاع الأمريكية الثلاثاء بعد ساعات على مغادرة آخر جندي أمريكي من أفغانستان، وإخلاء الساحة لـ"طالبان" بعد حرب دامت عشرين عاماً وكانت الأطول في التاريخ الأمريكي.
واعتبر مسؤولون روس هذه الخطوة "درساً لأوكرانيا التي راهنت على الغرب" خلال الحرب المستمرة منذ سبع سنوات ضد الانفصاليين الموالين لموسكو. لكن بايدن شدد على أن الانسحاب جاء لتركيز الاهتمام على تحد أكبر للولايات المتحدة متمثل في الصين وروسيا.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لزيلينسكي التزام الولايات المتحدة دعوة روسيا إلى "التوقف عن إطالة أمد الصراع" في شرق أوكرانيا ومغادرة شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وقال أوستن: "سنواصل الوقوف إلى جانبكم في مواجهة هذا العدوان الروسي"، وأكد أن الولايات المتحدة ضخت 2,5 مليار دولار في منظومة الدفاع الأوكرانية منذ 2014، معلناً تخصيص ستين مليون دولار أخرى لأوكرانيا تشمل مدها بصواريخ "جافلين" المحمولة المضادة للدروع.
وسُلط الضوء على مسألة المساعدات في المشهد السياسي الأمريكي عام 2019، عندما جمّد الرئيس آنذاك دونالد ترامب المساعدات العسكرية بينما كان يمارس الضغط على زيلينسكي، وهو ممثل كوميدي تحول إلى السياسة، لفتح تحقيق يطال بايدن.
خطر وشيك
قادت دول غرب أوروبا المساعي المعارضة لانضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، خشية أن تثير مثل هذه الخطوة استفزاز روسيا.
وقال زيلينسكي في ساعة متأخرة الثلاثاء إنه ينظر أكثر إلى الحاجات العاجلة لأوكرانيا، ومن ضمنها قواتها على البحر الأسود في وقت قضى أكثر من 13 ألف شخص بسبب النزاع.
وقال زيلينسكي: "ليس لدينا الوقت للتفكير بشأن الاستراتيجية. علينا توفير أكبر حماية ممكنة لمنع تعزيزات" من جانب روسيا.
وأضاف أن "أوكرانيا بحاجة لأسطول حديث، ولهذا نحن بحاجة لشركاء"، مؤكداً: "أرغب في مناقشة هذا مع الرئيس بايدن".
وحشدت روسيا في وقت سابق هذا العام قرابة 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا وفي القرم، ما أثار مخاوف من غزو مع بدء ولاية بايدن.
وانسحبت القوات الروسية في نيسان/أبريل. لكن العديد من المعدات لا تزال هناك، وعبر زيلينسكي عن القلق من أيلول/سبتمبر "خطير" في وقت تجري روسيا مناورات عسكرية مع بيلاروسيا، التي تدور حكومتها في فلك موسكو.
سلاح أوكرانيا "سوفييتي"
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا، التي لا تزال تعتمد على المعدات السوفياتية المتقادمة، تريد أن تكون شريكاً أكبر للولايات المتحدة في الإنتاج، وأن تتعاون عن كثب حول الأمن المعلوماتي ومنع نشر المعلومات المضللة عن قصد، وأكد: "لا نطلب هدايا. نحتاج إلى فرص لأخصائيينا".
كما تعهد تعزيز الجهود لمكافحة الفساد، وهي المسألة التي تثير قلق بايدن الذي كثيراً ما أشار إلى الفساد سبباً لوقف الدعم للحكومة الأفغانية السابقة.
وكتبت مديرة "مركز أوروبا الجديدة" في كييف أليونا غيتمانتشوك، في مدونة لمركز "المجلس الأطلسي" (اتلانتيك كاونسل) ومقره واشنطن، أن أوكرانيا أقل اعتماداً بكثير على الدعم الغربي مقارنة بالحكومة السابقة في أفغانستان.
وأضافت: "مع ذلك، فإن طبيعة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان دقت ناقوس الخطر في أنحاء أوكرانيا، وكانت بمثابة جرس إنذار لأي شخص ما زال يعتقد أنه يمكن الاعتماد على استمرار الدعم الغربي إلى ما لا نهاية".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"