عادي
الانتعاش الاقتصادي يُحفز الطلب على المواهب ومراجعة استراتيجيات التوظيف

«ميرسر»: الشركات الإماراتية تتجه لزيادة الموظفين ورفع الرواتب

16:47 مساء
قراءة 4 دقائق
3.6 % زيادة في الرواتب
3.5 % زيادة رواتب قطاع التكنولوجيا
3.4 % زيادة رواتب قطاع الطاقة
4 % متوسط الزيادة في جميع الصناعات
جذب المواهب والكفاءات والحفاظ عليها يتطلب زيادة التركيز على سياسات العمل المرنة

دبي: «الخليج»
أظهر استطلاع «ميرسر» للأجور الكلية لعام 2021 حاجة الشركات لإعادة النظر في استراتيجيات التعويضات والمزايا لديها وتعديلها لجذب المواهب والخبرات والكفاءات والحفاظ عليها، خاصةً مع تزايد المواهب التنافسية نتيجة الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده البلاد عقب جائحة كوفيد -19.
ويُظهر الاستطلاع لعام 2021 أن مبادرات التوظيف آخذة في الارتفاع نتيجة الانتعاش الاقتصادي المبشر الذي تشهده الإمارات، حيث أبلغت الشركات عن نيتها في توظيف كوادر جديدة في مناصب مختلفة أكثر مما تم توظيفه العام 2020. وقد ساهم الانتعاش الاقتصادي في تغيير عقلية توظيف الكفاءات ودعمها، خاصةً مع توفر المزيد من الخيارات أمام الموظفين، مما دفع أصحاب العمل لإعادة التفكير في قدرات وإمكانات الموظفين واستراتيجيات التعويض لديها وطرق الحفاظ عليها للتخفيف من حدة التنافس على المواهب والكفاءات، لا سيما في مجموعات الكفاءات عالية الطلب والتي تضاعفت بدورها خلال فترة ما بعد وباء كورونا. ويعكس الارتفاع في كلٍ من الناتج المحلي الإجمالي والتضخم في دولة الإمارات معنويات السوق الإيجابية، وذلك بفضل التنفيذ السريع لبرنامج التطعيم ضد الفيروس في الدولة ومساهمة معرض إكسبو 2020 في تحريك السياحة من جديد.
مع زيادة حدة المنافسة على المواهب المختلفة، يشهد سوق العمل قيام أصحاب الشركات بإعادة وضع استراتيجيات التعويضات والمزايا الخاصة بها بحيث تجذب أفضل المواهب وتحافظ عليها. من ناحية أخرى، يُظهر استطلاع «ميرسر» للأجور الكلية زيادة تركيز الشركات على تطوير خطط الحوافز طويلة الأجل، خاصةً للمديرين التنفيذيين وذوي الخبرات العالية في المجالات المُتخصصة. وتُمثل الميزة الرئيسية التي يبحث عنها الموظفون في العمل المرن، والتي يزيد عليها الطلب مؤخراً على مستوى العالم.
وقال آندرو زين، مستشار ومسؤول المهن في ميرسر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «هنالك مؤشرات نمو اقتصادي عديدة وواضحة تنعكس في التوظيف المتزايد الذي نشهده هذا العام والتنبؤات الإيجابية للعام المقبل 2022. وتعمل الشركات على تركيز الأولوية لتعيين مجموعة الكفاءات التي ستدعم نمو أعمالها في المستقبل، إلا أن قطاع المواهب والكفاءات لا يزال في مرحلة التطور، مما يُسبب تنافساً كبيراً إلى حدٍ ما. ولجذب المواهب المتميزة والحفاظ عليها، يجب على أصحاب العمل والشركات مواكبة معدلات نمو الرواتب والفوائد على مستوى السوق. من جهةٍ أخرى، هناك تفاؤل كبير بالنظر لعام 2022 حيث تتوقع العديد من الشركات في الإمارات زيادة في الأجور بهدف جذب أفضل الكفاءات والاختصاصات والحفاظ عليها، لا سيما في مجالات العمل التنافسية».
أما بالنسبة لعام 2021، فيُشير استطلاع «ميرسر» للأجور الكلية الذي شمل 599 شركة في دولة الإمارات إلى زيادة في الرواتب الإجمالية بنسبة 3.6٪، وهي أقل بقليل من نسبة الزيادة في الرواتب الإجمالية لعام 2019 التي بلغت 4.5٪، بينما بلغت 3.8٪ في عام 2020. بالمقابل، جمّدت 14٪ من الشركات رواتبها في 2020، بينما هبطت الرواتب بنسبة 10٪ في العام2021. أما فيما يتعلق بالعام المقبل 2022، فنتوقع أن تقوم 5٪ فقط من الشركات بتجميد الرواتب.
تُظهر الدراسة أيضاً تأخر قطاع التكنولوجيا حيث زادت الرواتب بنسبة 3.5% فقط، بينما زادت بنسبة 3.4٪ فقط في قطاع الطاقة. وتشمل الصناعات التي تتوقع نمواً في الرواتب علوم الحياة والسلع الاستهلاكية بنسبة 4٪ نتيجة للأداء القوي لها خلال الوباء.
وبالنظر للعام 2022، نرى علاماتٍ واضحة على التفاؤل الاقتصادي من خلال المشاركين في استطلاع الأجور الكلية الذين يشيرون إلى زيادة سنوية في الرواتب تتماشى مع مستويات الزيادة في فترة ما قبل الوباء، مع توقع متوسط زيادة في جميع الصناعات بنسبة 4٪. وتشمل الصناعات التي ستتم مواءمتها مع النسبة المتوقعة في زيادة الرواتب لعام 2022 التكنولوجيا الفائقة وعلوم الحياة والسلع الاستهلاكية. بالمقابل، من المتوقع زيادة طفيفة في رواتب قطاع الطاقة بنسبة 3.8٪.
حول ذلك، قال تيد رفول، رئيس المنتجات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة ميرسر: «يُظهر استطلاع الأجور الكلية لهذا العام تفاؤلاً في توجهات التوظيف وزيادة الرواتب على الرغم من عدم وصولها لذات المستوى قبل الوباء. لذا، يجب أن تُركز الشركات حالياً على مواصلة تقديم نماذج عمل مرنة للموظفين من أجل الحفاظ على عرض عمل قوي ومغر».
اتجاهات التعويضات
داخل المنطقة، نشهد اهتماماً متزايداً بتطوير خطط حوافز طويلة الأجل تجذب كبار المديرين التنفيذيين وتحافظ عليهم. ويُعد المحرك الرئيسي لنمو خطط الحوافز طويلة الأمد ظهور أنظمة عمل ناجحة في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، والتي تتطلب كفاءات على مستوى عالٍ جداً. كما يُظهر استطلاع «ميرسر» للأجور الكلية أن 28٪ من الشركات في الإمارات تمتلك خطة الحوافز طويلة الأمد، والتي تزداد أهميتها لجذب الكفاءات في المناصب العليا.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"