عادي
من أجل حمايتهم وتعليمهم

حقوق الأطفال.. أولويات أرض زايد

01:20 صباحا
قراءة 5 دقائق
الشيخ زايد دعم حقوق الطفل منذ بدايات تأسيس الدولة

إعداد: جيهان شعيب
جودة التعليم، سلامة الصحة، كفالة الحقوق، ركائز أساسية عملت إمارات الوعي والإنسانية والرحمة على توفيرها لمواطنيها كافة، على مدار سنوات حياتهم، وكان لصغار أرض الخير نصيب الأسد من الاهتمام، والرعاية، والعناية، والحنو، والرأفة؛ حيث حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على إيلاء الأطفال جلّ الاهتمام، بتوفير البيئة الملائمة، التي تضمن نشأتهم بصلاح حال، وقوامة سلوك، ورجاحة عقل، وثبات دين وقيم، واعتزاز بهوية وطنية، وتمسك بعادات وتقاليد أصيلة، لا تتغير، كونهم جيل المستقبل، والأمل الذي تتحقق به الطموحات، وتنهض به المقدرات، وتترجم على يده الأحلام إلى واقع مشرق.

تشريعياً تتعامل الدولة مع حقوق الأطفال وحمايتهم كمبدأ أساسي، واعتبرت أن الإساءة للأطفال جريمة لا تسقط بالتقادم، فجاء القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل والمعروف باسم قانون «وديمة»، لتأكيد حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك، وحماية الطفل من كل مظاهر الإهمال، والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني ونفسي، علاوة على منع القانون التدخين في أي من وسائل المواصلات العامة والخاصة، والأماكن المغلقة في حال وجود الطفل، ونصّ القانون على عقوبات على المخالفين.

ومن أقوال الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الداعمة للاهتمام بأطفال الدولة، ورفع شأنهم، ما قاله عام 1983: «موضوع رعاية الطفولة ضمن خطط التنمية الشاملة، وتجهيز الطاقات البشرية القادرة على النهوض بالمهمات الجسام التي تنتظر أمتنا، تعد من أهم موضوعات الساعة، وأعظمها أثراً على تطور حياة شعوبنا، ومستقبل أبنائنا وأحفادنا، فالتنمية وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، فهي وسيلة لضمان كرامة الإنسان، وتوفير متطلبات الحياة له من طعام، ومسكن، وتعليم، ورعاية صحية واجتماعية، وفرص عمل وإنتاج»، إلى جانب قوله حين زيارته مدارس رأس الخيمة في 7 مارس/آذار عام 1973 «إن دوركم الآن هو تحصيل العلم وسوف يأتي دوركم في الغد لمتابعة مسيرة الآباء والأجداد».

وانطلاقاً من قوله، طيب الله ثراه، «إن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم»، واصلت قيادة الدولة، مسيرة الاهتمام بأطفالها، ووضعتهم على رأس الأولويات، ومنحتهم جلّ الحقوق التي تضمن تنشئتهم بأفضل صورة، وأصلب تكوين، وظهرت جلياً للعيان الجهود المبذولة في هذا الصدد من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فضلاً عن متابعة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات.

الحماية والسلامة

وحرصت حكومة الدولة على حماية وتعزيز حقوق وسلامة الأطفال، وخصصت جهاتها المختلفة على مستوى الدولة، خطوطاً ساخنة لتلقي أية بلاغات عن حالات اعتداء، أو عنف، وتنمر ضد الأطفال، وغيرها، إضافة إلى العديد من المبادرات في هذا الجانب؛ حيث أنشأت وزارة الداخلية اللجنة العليا لحماية الطفل عام 2009، ومركز وزارة الداخلية لحماية الطفل عام 2011، ليتولى تطوير، وتنفيذ، وتقنين المبادرات والإجراءات، التي تهدف إلى توفير السلامة، والأمن، والحماية، لجميع الأطفال الذين يعيشون في الدولة، أو من يزورونها، وأيضاً أطلق مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل حملة التوعية «معاً لمنع إساءة معاملة الأطفال»، لرفع الوعي المجتمعي، وتثقيف الآباء، والمعلمين، والعاملين مع الأطفال، حول الأشكال المختلفة لإساءة معاملة الطفل، وسبل الحد منها؛ وذلك من خلال عقد الندوات، والدورات، وإطلاق الحملات الإعلامية.

وأطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة «وحدة حماية الطفل»، لتشمل طلبة المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، بهدف حماية الطفل من جميع أنواع الإساءة، والإهمال، والاستغلال التي يتعرض لها سواء في المدرسة أو المنزل، والحفاظ على سلامة الطلبة بدنياً، ونفسياً، وتعليمياً، كما وضعت الوزارة لائحة الانضباط السلوكي للمتعلمين في المجتمع المدرسي، التي تنص على عدد من المحاذير التي يتعين مراعاتها في عملية تقويم السلوك السلبي للمتعلم، وهي منع العقاب البدني بأنواعه وأشكاله، أو الحرمان من تناول الوجبات الغذائية، أو التكليف بأداء واجبات مدرسية إضافية على سبيل العقاب، أو استفزاز المتعلم أو السخرية منه، أو منع المتعلم من قضاء الحاجة، أو تخفيض الدرجات في المواد الدراسية، أو التهديد بذلك، أو الطرد من المدرسة أثناء اليوم الدراسي بقرار فردي، أو تقييد حرية المتعلم أو حجزه بالمدرسة، فضلاً عن توفير الوزارة وسائل نقل آمنة للطلبة، من خلال منظومة متكاملة.

ومن جهته، أصدر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في دولة الإمارات، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدول الخليج العربية ووزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، دليل الوالدين للحماية من التنمر، لتعريف أولياء الأمور على التنمر وأشكاله، وما إذا كان طفلهم يتعرض للتنمر، أو إذا كان يتنمر على طفل آخر، وطرق الحد من هذه الظاهرة.

وسارعت الدولة منذ بداية ظهور جائحة «كورونا»، إلى إقرار إجراءات عدة لحماية الأطفال من مخاطر الفيروس، بتطبيق نظام التعليم والعلاج عن بُعد، وتقديم برامج الرعاية الصحية من المنازل ومن المركبات، فيما كانت الدولة اعتمدت الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017 - 2021، وتهدف إلى تعزيز حق الأطفال والأمهات في رعاية شاملة، ضمن بيئة صحية مستدامة، وتعزيز حق الأطفال واليافعين في فرص تعلّم جيد النوعية، ينمي شخصياتهم وقدراتهم العقلية، والبدنية، ودعم المشاركة الفعّالة للأطفال واليافعين في جميع المجالات، وتخطيط السياسات، والبرامج، استناداً على أدلة ومعلومات دقيقة تكفل حقوق الطفل، فيما جاء اختيار دولة الإمارات لتكون أول دولة عربية تنضم إلى الشراكة العالمية ل«إنهاء العنف ضد الأطفال»، ليشكل اعترافاً جديداً بنجاح سياساتها الوطنية، الرامية إلى توفير أقصى درجات الحماية والرعاية للأطفال.

جائزة

وتجسيداً لاهتمام الدولة بفتح أبواب التميز والإبداع في مجال الأمومة والطفولة، وتكريم الشخصيات العالمية أصحاب الإنجازات المتميزة في خدمة قضايا وشؤون المرأة والطفل، أطلقت «أم الإمارات» عام 2016 جائزة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة، خلال فعاليات منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة الذي عقد في أبوظبي حينذاك، فيما تعمل الدولة على التخفيف من معاناة الأطفال المتضررين من الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية والعنف الجسدي؛ حيث من خلال حملة تعد الأكبر في العالم تمكنت من تقديم طعومات ضد شلل الأطفال لنحو 43 مليون طفل باكستاني.

وفي عام 2011 واصلت حملة العطاء لعلاج مليون طفل، ومسن، برامجها العلاجية، والجراحية، والوقائية، محلياً، ودولياً تحت إطار تطوعي، ومظلة إنسانية برعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"