الشارقة.. منارة الثقافة والمعرفة

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين

شهد العام الجاري الذي يقترب من نهايته، هذه الأيام، إنجازات ثقافية ومعرفية كبيرة في إمارة الشارقة، التي واصلت خطواتها بثبات لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بالاستثمار المعرفي في بناء الإنسان، كي يكون مواطناً صالحاً ومتفاعلاً إيجابياً مع تقدم مجتمعه ونهضة وطنه الذي احتفل منذ أيام قليلة بعامه الخمسين.
في بيت الحكمة؛ الصرح الذي يجمع بين الحياة الثقافية والتفاعل الاجتماعي، مجسداً لقب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، اختتمنا عامنا الأول بافتتاح معرض «فصول من الفن الإسلامي» الذي يضم 98 كتاباً ضمن مجموعة أكبر تحتوي على 12 ألف كتاب نادر في الفن، والجغرافيا والتاريخ والآثار، والعمارة الإسلامية، تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإهدائها إلى العالم بأسره، لينهل منها كل محب للمعرفة.
المعرض يمثل حصيلة عمل د. ريتشارد وإليزابيث إيتنغهاوزن، اللذين يعدان من أهم الخبراء والباحثين في الفن الإسلامي على مستوى العالم، وكانت هذه الكتب  التي يعود تاريخ بعضها إلى 200 سنة، ومنها ما لا توجد منه سوى نسخة واحدة معروفة  تشكل المكتبة الشخصية للباحثين المشهورين إيتنغهاوزن، والتي بادر صاحب السمو إلى اقتنائها، انطلاقاً من حبه للكتب وحرصه على المعرفة ورغبته في إتاحتها للباحثين والمهتمين.
من خلال هذا المعرض، نجسد رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، تجاه المعرفة ورعايتها وحفظها، ونقلها للأجيال الجديدة، ليظل حفظ ذاكرتها جزءاً أصيلاً من مشروع إمارة الشارقة التي تواصل استكمال مسيرة الثقافة والنهوض بالإنتاج الإبداعي والمعرفي العربي، وتحرص في الوقت ذاته، على إتاحة ما تمتلكه مؤسساتها ومكتباتها ومتاحفها من كنوز ونفائس للعالم بأسره، حتى لغير القادرين على الوصول إليها.
لذلك بادر بيت الحكمة إلى رقمنة كتب المعرض ال98، كبداية لعملية تحويل المجموعة الكاملة التي تتكون من 12 ألف كتاب، إلى نسخ رقمية تتاح قراءتها وطباعتها والبحث فيها، للباحثين والمتخصصين والمهتمين حول العالم، وذلك بجهود فريق مبدع من مختلف الجنسيات والخبرات بادر إلى القيام بهذه المهمة، تعزيزاً لمساهمة إمارة الشارقة في نشر الثقافة والعلم.
قبل نحو 1200 عام، أنشأ العباسيون بيت الحكمة في بغداد، لحفظ الكتب والمخطوطات التي امتلأ بها قصر الخليفة هارون الرشيد، وأصبح هذا المعلم نموذجاً للحوار بين الحضارات، واليوم نستلهم في بيت الحكمة في الشارقة، هذا الأثر، ولكننا نتجاوز المكان والزمان بفضل التكنولوجيا، من خلال إتاحة مقتنياتنا لكل راغب في المعرفة ومحب للاطلاع، كي تظل الشارقة دوماً منارة تضيء العالم ثقافة ومعرفة وعلماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مديرة بيت الحكمة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"