عادي

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً.. وواشنطن تدين وتدعو إلى الحوار

19:26 مساء
الصورة

سيؤول- أ.ف.ب

أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً على ما يبدو باتجاه البحر، الأربعاء، حسبما أعلنت كوريا الجنوبية واليابان، في أول تجربة صاروخية تجريها بيونج يانج في العام الجديد، في حين دانت الولايات المتحدة عملية الإطلاق وحضّت على الحوار.

ومنذ تولي كيم جونغ أون السلطة قبل عقد، حقق البرنامج العسكري لكوريا الشمالية تقدماً كبيراً رغم العقوبات الدولية المفروضة على بيونج يانج.

وتأتي التجربة الصاروخية الأولى هذا العام للدولة المزودة بالسلاح النووي، في أعقاب عام شهد سلسلة اختبارات شملت أسلحة «من نوع جديد» رغم الصعوبات الاقتصادية والجائحة.

وقال الجيش الكوري الجنوبي: إن كوريا الشمالية أطلقت ما يُفترض أنه صاروخ باليستي باتجاه البحر قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة قرابة الساعة 08:10 الأربعاء (23:10 ت.غ الثلاثاء)، من مقاطعة جاغنغ المحاذية للصين.

وعبر مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي عقب اجتماع طارئ عن «القلق إزاء عملية الإطلاق»، حسبما جاء في بيان لمكتب الرئيس.

من جهته، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنها «على الأرجح تجربة إطلاق صاروخ باليستي». وأضاف في تصريحات لصحفيين: من المؤسف حقاً أن تواصل كوريا الشمالية إطلاق الصواريخ منذ العام الماضي. وأكد كيشيدا أن الحكومة اليابانية بصدد تحليل التفاصيل، ومنها عدد الصواريخ التي قد تكون أطلقت.

وقال كبير المتحدثين الحكوميين هيروكازو ماتسونو للصحفيين: لم ترد تقارير حتى الآن عن تعرض الطائرات والسفن اليابانية لأضرار. وأضاف: نواصل إجراء التحليلات لكن إذا سار المقذوف في مدار عادي، يتوقع أن يكون قد عبر قرابة 500 كلم وسقط خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

وجاءت التجربة في أعقاب خطاب للزعيم الكوري الشمالي الأسبوع الماضي، تعهد فيه بمواصلة بناء القدرات العسكرية لبلاده.

وقالت جين لي الباحثة في معهد «ودرو ويلسون» الدولي ومقره واشنطن: أتوقع أن تستمر كوريا الشمالية في تطوير ترسانتها بطريقة تسمح لها بتحسين موقعها الاستراتيجي خلال فترة تغيرات سياسية في المنطقة.

وفي 2021 أعلنت كوريا الشمالية أنّها أجرت سلسلة اختبارات صاروخية ناجحة شملت إطلاق صاروخ باليستي «من نوع جديد» من غواصة، وصاروخ كروز بعيد المدى، وصاروخ فرط صوتي من قطار.

محادثات متوقفة

ومحادثات الملف النووي بين كوريا الشمالية والولايات المتّحدة متوقفة منذ انهيار قمة عقدت في هانوي في 2019 بين كيم والرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب. وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مراراً، استعدادها للقاء مسؤولين كوريين شماليين في أي مكان وزمان ومن دون شروط مسبقة، وذلك في إطار الجهود الرامية لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي. غير أن بيونج يانج رفضت الدعوة حتى الآن، متهمة واشنطن بانتهاج «سياسات عدائية».

وفي نهاية اجتماع رئيسي لحزب «العمال» الحاكم الأسبوع الماضي، لم يأت كيم على ذكر الولايات المتحدة إطلاقاً.

وبدلاً من إطلاق المواقف السياسية بشأن الدبلوماسية التي كانت ترصد أي مؤشرات بشأنها في كل خطابات كيم بمناسبة العام الجديد في السنوات الماضية، ركز الزعيم الكوري الشمالي في خطاب طويل على الأمن الغذائي والتنمية.

وقال: إن بيونج يانج ستواصل تعزيز قدراتها العسكرية مع الأخذ بالاعتبار «البيئة العسكرية لشبه الجزيرة الكورية» والوضع الدولي المتغير.

ورأى الباحث في المعهد الكوري لأبحاث الأمن القومي شين بيوم-شول: إن بيونج يانج بصدد توجيه رسالة للولايات المتحدة مفادها بأنها لن تتغير، وأن على واشنطن بالتالي التنازل.

وتعاني كوريا الشمالية عقوبات دولية شديدة على خلفية برنامجيها النووي والباليستي. وتفاقمت الصعوبات الاقتصادية في هذه الدولة الفقيرة، على إثر فرضها إغلاقاً صارماً لمنع تفشي جائحة «كوفيد-19».

غير أن الوضع الاقتصادي المتدهور خلال الوباء لم ينل من تلك البرامج، وواصلت كوريا الشمالية مساعيها لتطوير الأسلحة، حسبما جاء في تقرير للأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول. ويتصاعد القلق إزاء أزمة مواد غذائية شاملة في كوريا الشمالية. وحذر خبير في الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان في أكتوبر من أن الأشخاص الأكثر ضعفاً يواجهون «خطر المجاعة».

واشنطن تدعو إلى الحوار

ودانت الولايات المتحدة عملية إطلاق كوريا الشمالية لما يشتبه بأنه صاروخ باليستي وحضّت بيونج يانج على الحوار.

وقال ناطق باسم الخارجية الأمريكية: تنتهك عملية الإطلاق هذه عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي وتمثّل تهديداً لجيران كوريا الشمالية والمجتمع الدولي، مضيفاً: ما زلنا ملتزمين بالنهج الدبلوماسي حيال كوريا الشمالية وندعوها إلى الانخراط في الحوار. وشدد المصدر على التزام واشنطن«الصلب» بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.

ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن محادثات أمنية دورية عبر الإنترنت، الخميس، مع نظيريهما اليابانيين.

وسينضم إليهما سفير واشنطن الجديد لدى طوكيو رام إمانويل، رئيس بلدية شيكاغو سابقاً الذي صادق مجلس الشيوخ على تعيينه.

وقالت إدارة الرئيس جو بايدن مراراً، إنها منفتحة على عقد محادثات مع كوريا الشمالية.