عادي
واشنطن تدافع عن تحذيراتها.. وتباين مع ألمانيا حول «نورد ستريم 2»

أوكرانيا تتوقع قمة رباعية أوروبية روسية لخفض التصعيد

01:14 صباحا
قراءة 3 دقائق

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، أنه يتوقع عقد قمة قريباً مع قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا، بعدما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كييف، في وقت تستمر فيه الجهود الدبلوماسية وسط تباين في المواقف بين المعسكر الغربي، لاسيما بين الموقفين الفرنسي والألماني، خصوصاً حول خط أنابيب نورد ستريم 2 للغاز. وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي، «نتوقع في المستقبل القريب.. أن يكون بإمكاننا عقد المحادثات المقبلة بين قادة صيغة النورماندي الرباعية»، في إشارة إلى المفاوضات الرامية لوضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا.

وأكد ماكرون بدوره أن مستشارين للرئاسة الفرنسية والأوكرانية والروسية وللمستشار الألماني سيجتمعون غداً الخميس في برلين، بعد لقاء أول جمعهم أواخر يناير في باريس.

وأعرب زيلينكسي عن أمله في أن «تقرّبنا (هذه المفاوضات) من عقد قمة بصيغة نورماندي».

وتابع متوجّهاً لماكرون، الذي زار كييف قادماً من موسكو في إطار المساعي الدبلوماسية الرامية لنزع فتيل الأزمة، «أشكر قدومكم لدعمنا، دعم أوكرانيا».

صيغة نورماندي

من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي على الحاجة إلى خفض التصعيد بصورة جلية، مشيراً إلى أن الحوار سيظل قائماً من أجل تحقيق ذلك. وأكد ماكرون العمل على تطبيق اتفاق مينسك في إطار صيغة نورماندي من خلال الحوار، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الأوروبيين يدعمون أوكرانيا في مساعيها للحفاظ على سيادتها.

وأجرى ماكرون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فيما تلعب دور الوسيط إلى جانب ألمانيا في النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو، محادثات استمرت خمس ساعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول الاثنين، مؤكداً أنه حصل منه، على تأكيد «بعدم حصول تدهور أو تصعيد» في الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.

تحذيرات «تهويلية»

في الأثناء، دافعت الولايات المتحدة عن صدقية التحذيرات التي وجّهتها بشأن خطر تعرّض أوكرانيا لغزو روسي، مؤكّدة أنّ مواقفها حيال هذه الأزمة ليست «تهويلية» حتى وإن أبقت الكثير من معطياتها الاستخبارية المتعلّقة بهذه المسألة طيّ الكتمان.

وشدّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على أنّ ما تدلي به بلاده «ليس تهويلاً، إنّها بكل بساطة حقائق»، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الأول.

بايدن وشولتس

وبموازاة ذلك، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس في واشنطن إلى إبراز تناغم مواقف بلديهما في ملف أوكرانيا، على الرغم من عدم توصّلهما إلى توافق تام بشأن مصير خط أنابيب نورد ستريم 2.

وتعهّد الرئيس الأمريكي «وضع حدّ» لخط أنابيب نورد ستريم 2 الذي بُني لاستجرار الغاز الروسي إلى أوروبا عبر ألمانيا، في حال غزت روسيا أوكرانيا.

لكن بايدن لم يوضح كيفية وقف عمل هذه البنى التحتية المبنية تحت بحر البلطيق والتي تربط مباشرة روسيا بألمانيا.

ولدى سؤاله عن الأمر خلال المؤتمر الصحفي المشترك، لم يشأ المستشار الألماني إعطاء إجابة صريحة. وشدد شولتس على أن برلين وواشنطن «متّفقتان تماماً» على العقوبات الواجب فرضها على روسيا إذا غزت أوكرانيا، لكنّه آثر عدم التطرّق إلى خط أنابيب نورد ستريم 2.

إلا أنه أعرب عن قناعته بعدم وجوب وضع كل التدابير الانتقامية الممكنة رأساً على الطاولة.

ويتجسّد التعاون في مجال الطاقة بين روسيا وألمانيا في خط أنابيب «نورد ستريم 2» المثير للجدل، الذي يصل بين البلدين عبر بحر البلطيق، ويفترض أن يضاعف إمدادات الغاز الطبيعي الزهيدة من روسيا إلى ألمانيا.

ويتضح من الموقفين الأمريكي والألماني أن هناك تباينا في التعامل مع الأزمة، فبينما تميل واشنطن إلى لغة التهديد والوعيد ترغب العواصم الأوروبية في التهدئة، وهو ما تبينه مساعي ماكرون.

بوتين: الحل «ممكن»

ووجه الرئيس الروسي، أمس الأول، تحذيراً للدول الأوروبية من انجرارها في حرب مع روسيا في حال انضمام أوكرانيا لحلف «الناتو»، وفي حال حاولت هي استعادة السيطرة على القرم بالطرق العسكرية. وأكد بوتين أن الحديث عن انتهاك روسيا لوحدة أراضي أوكرانيا «غير صحيح»؛ لأن انضمام القرم إلى روسيا تم بعد إسقاط السلطة في أوكرانيا بالقوة، وكانت روسيا مضطرة لحماية سكان القرم بعد «الانقلاب» في أوكرانيا.

وأعاد بوتين إلى الأذهان أن أوكرانيا قد حاولت مرتين حسم النزاع في دونباس بطرق عسكرية، قائلاً إن الرئيس ماكرون قدم بعض الأفكار للخطوات المشتركة في مجال الأمن، التي اعتبرها «ممكنة».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"