عادي
تشاؤم حيال زيارة المستشار الألماني إلى موسكو

روسيـا غير مبالية بالعقـوبـات الغربيـة

00:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
2
فالنتينا كونستالينوفسكا (79 سنة) تسمتع مع اخرين الى شرح من مدرب بالقوات الخاصة على استعمال السلاح في مدينة آزوف(أ.ب)
الغواصة الروسية "روستوف-أون- دون" ترفع العلم السوفيتي وهي تعبر مضيق البسفور في طريقها الى البحر الاسود(أ.ف.ب)

أظهرت روسيا لا مبالاة واضحة بالتحذيرات والتهديدات الغربية، غداة فشل الجهود الدبلوماسية المبذولة لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية في تخفيف التوتر على الحدود بين البلدين، وفيما أكد البيت الأبيض أن روسيا ستواجه «كلفة باهظة وفورية» إذا غزت جارتها، أشار الإليزيه الفرنسي إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم يسمع من موسكو شيئاً حول الغزو، بينما لا يزال في جعبة الجهد الدبلوماسي سهم أخير سيطلقه المستشار الالماني أولاف شولتس خلال زيارته غداً إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.

أكد سفير روسيا لدى السويد فيكتور تاتارنتسيف أن موسكو «لا تبالي» بخطر التعرّض لعقوبات غربية في حال غزت أوكرانيا. وقال تاتارنتسيف لصحيفة «أفتونبلاديت» السويدية في مقابلة نشرتها على موقعها «لا نبالي إطلاقاً بعقوباتهم». وأضاف الدبلوماسي المخضرم الذي يتحدث السويدية بطلاقة وتولى المنصب في البلد الاسكندنافي أربع مرّات «خضعنا في الأساس للعديد من العقوبات وكان لذلك أثر إيجابي على اقتصادنا وزراعتنا». وتابع «بات اكتفاؤنا الذاتي أكبر وتمكّنا من زيادة صادراتنا. لا أجبان إيطالية أو سويسرية لدينا، لكننا تعلّمنا صناعة أجبان روسية بنفس الجودة باستخدام وصفات إيطالية وسويسرية».

وأضاف «العقوبات الجديدة ليست بالأمر الإيجابي لكنها ليست بالسوء الذي يتحدث عنه الغرب».

واتّهم الغرب بعدم فهم العقلية الروسية. وقال «كلما ضغط الغرب أكثر على روسيا، سيكون الرد الروسي أقوى».

وشدد تاتارنتسيف على أن موسكو تحاول تجنّب الحرب. وقال «هذه رغبة قيادتنا السياسية الأكثر صدقاً. آخر ما يريده الناس في روسيا هو الحرب».

المسار الدبلوماسي قائم رغم التهديد

قالت الولايات المتحدة إن المسار الدبلوماسي لا يزال مفتوحاً لإنهاء الأزمة مع موسكو بشأن أوكرانيا. وأدلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتلك التصريحات بعد محادثات أجراها مساء السبت مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي. وقال بلينكن، بعد اجتماعاته في أرخبيل هاواي الأمريكي بالمحيط الهادي «مسار الدبلوماسية لا يزال مفتوحاً. الطريق أمام موسكو لإظهار أنها تريد متابعة هذا المسار بسيط. يجب عليها خفض التصعيد لا التصعيد».

وفي محادثة هاتفية استمرت لمدة ساعة مساء أول أمس السبت، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي بوتين بأن الغرب سيرد بشكل حاسم على أي غزو لأوكرانيا، مضيفاً أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى معاناة واسعة النطاق وستعزل موسكو. ووفق البيت الأبيض، قال بايدن لنظيره الروسي خلال المحادثة «إذا قامت روسيا بغزو إضافي لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا سترد بشكل حاسم وتفرض كلفة باهظة وفورية على روسيا».كما شدد بايدن على أنه «فيما تبقى الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى الدبلوماسية... نحن مستعدون في الوقت نفسه لسيناريوهات أخرى».

ولم يذكر أي من الجانبين بعد المكالمة أن الأمر أسفر عن أي انفراجة. وقال مسؤول أمريكي للصحفيين إن المكالمة كانت «مهنية وغنية»، لكنها لم تؤد إلى «تغيير أساسي في الدينامية التي نشهدها منذ أسابيع عدة».

بوتين لم يشر إلى أي هجوم

وكان الرئيس الفرنسي ماكرون كرر لبوتين خلال مكالمة هاتفية السبت أيضا «عزم» الدول الغربية «على الرد» إذا نفذت موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا. وأوردت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيواصل جهوده الدبلوماسية لتجنب التصعيد عبر الاتصال بالرئيس الأمريكي بايدن والمستشار الألماني شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال مستشارو الرئيس الفرنسي «نشعر بأن بوتين لا يزال عند القواعد نفسها (في ضوء) عدائيته الواضحة واعتبار أنه ليس الطرف الذي بادر إلى التصعيد»، بل الغربيون الذين دنوا من الحدود الروسية. وأضافوا أن «هدفه هو تحقيق مكسب يقضي بحياد أوكرانيا. هو يعلم أن ذلك غير مقبول (بالنسبة إلى الغربيين) وأن مناوراته العسكرية تنطوي على خطر تصعيد إضافي»، معتبرين «أنه لا يزال في وضع استفزازي، مع الحرص في الوقت نفسه على إبقاء كل خياراته مفتوحة».

وأوضح الإليزيه أن الاتصال السبت بين ماكرون وأولاف شولتس «سمح بتأكيد التطابق المثالي بين الموقفين الفرنسي والألماني»، فيما جدد الرئيس الفرنسي التأكيد لنظيره الاوكراني «دعمه لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها».

قال مسؤول بالإليزيه إن الرئيس الروسي لم يقل شيئا خلال الاتصال الهاتفي مع ماكرون يشير إلى أنه يستعد لغزو أوكرانيا. وقال المسؤول للصحفيين «لا نرى ما يشير في تصريحات الرئيس بوتين إلى أنه سيمضي قدماً في الهجوم». وأضاف «رغم ذلك نحن متيقظون ومتأهبون جداً تجاه الموقف (العسكري) الروسي من أجل تجنب الأسوأ».

لا توقع لنتائج ملموسة

قال مصدر بالحكومة الألمانية، أمس الأحد، إن ألمانيا لا تتوقع نتائج ملموسة من اجتماع المستشار أولاف شولتس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها تأمل في التعرف عن كثب إلى ما يأمل في تحقيقه من التعزيزات العسكرية على حدود أوكرانيا.

وقال المصدر إن شولتس سيوضح لبوتين أن الشركاء الغربيين متحدون في موقفهم بأن أي عدوان من شأنه أن يؤدي إلى فرض «عقوبات مؤلمة وكبيرة» على روسيا. وأضاف «سيؤكد أيضا أننا لسنا مستعدين للحوار فحسب بل نصر على وقف التصعيد وسحب الحشود العسكرية التي لا يمكن تفسيرها إلا على أنها تهديد».

ومن المقرر أن يسافر شولتس إلى موسكو غداً الثلاثاء للقاء بوتين، وذلك في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لروسيا، في إطار سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية التي تهدف للحيلولة دون شن هجوم روسي جديد على أوكرانيا.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"