عادي
بوتين يسعى لإعادة الإمبراطورية مجدداً

كيف أشعل الانفصاليون فتيل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا؟

17:28 مساء
قراءة دقيقتين

إعداد – محمد ثروت

في ظل الأجواء شديدة التوتر التي اشتعلت مؤخراً مع الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، وتحذيرات الغرب من غزو روسي وشيك، ظهر مصطلح الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا، وإقليمي «دونيتسك» و«لوهانسيك»، اللذين طالب مجلس النواب الروسي الرئيس، فلاديمير بوتين، بالاعتراف باستقلالهما عن أوكرانيا.

تعود الجذور القديمة للتوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى كون الأخيرة إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة، التي أصبحت دولة مستقلة بعد انهيار النظام السوفييتي، إضافة إلى كونها إحدى الجمهوريات التي اندلعت فيها «الثورات الملونة» التي أنهت وجود الأنظمة الموالية لموسكو في سدّة الحكم.

وكان عام 2014 فاصلاً في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، بعد قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ليبدأ فصل جديد من المواجهة بين روسيا وكييف.

وفي 14 مايو/ أيار 2014، أعلن إقليما «دونتسيك» و«لوهانسيك» استقلالهما عن أوكرانيا، حيث صوّت أغلبية سكان الإقليمين لمصلحة الانفصال، عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش.

وفي العام نفسه، ومع اندلاع القتال بين روسيا وأوكرانيا في إقليم دونباس الواقع شرقي الأخيرة، فرّ الآلاف من السكان الذين يتحدثون باللغة الروسية باتجاه «كورسيك»، التي تشهد حالياً حشوداً عسكرية روسية، وسط مخاوف من غزو واسع النطاق لأوكرانيا.

ومنذ 8 سنوات، تقوم روسيا بتقديم دعم عسكري كبير للانفصاليين الأوكرانيين الموالين لموسكو، من أجل فصل إقليمي «دونتسيك» و«لوهانسيك» تماماً عن سيطرة كييف، حيث لا يحظى الإقليمان باعتراف دولي، ولا تزال القوات الموالية لروسيا وأوكرانيا تتبادلان القتال فيهما.

ومن الأسباب التي دعت الكرملين إلى التصعيد ضد أوكرانيا، ما تراه روسيا أنه نشاط عسكري أوكراني بالقرب من «دونباس» شرقي أوكرانيا، وتعتبره تهديداً لموسكو، وينظر الغرب إلى ذلك بأنه يمكن أن يكون ذريعة لروسيا كي تشنّ الغزو.

وترى روسيا أن توسع حلف شمال الأطلسي، «الناتو»، في شرق أوروبا يمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وتحتج بشدة على إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الحلف، ما دفع كييف إلى التلميح مؤخراً بأنها يمكن أن تتراجع عن عضوية «الناتو» كي تتجنب الدخول في صراع عسكري أمام روسيا.

وفي سياق متصل، ترى صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أن الكثيرين في أوكرانيا لا يصدقون إمكانية قيام روسيا بغزو شامل لبلادهم، ولكنهم في الوقت نفسه يرون أن الرئيس الروسي بوتين، يسعى إلى إعادة الإمبراطورية الروسية مجدداً، وأن هذا لن يكون ممكناً من دون وجود كييف التي كانت «أم» المدن الروسية، وتمثل أهمية كبيرة للشعب الروسي.

وأشارت أيضاً إلى أن روسيا لا يمكنها ترك أوكرانيا في مسيرة النجاح، سياسياً أو اقتصادياً، لأن هذا يمكن أن يمثل خياراً للروس في تغيير النظام السياسي.

وقالت إن أوكرانيا تعرضت لأضرار كبيرة على الصعيد الاقتصادي نتيجة الحشود العسكرية الروسية، وأنه حتى في حالة عدم وقوع غزو، فإن المستثمرين الأجانب والسائحين يغادرون البلاد، وأوقفت شركة الطيران الهولندية «كي إل إم» رحلاتها، وسوف يتفاقم الوضع مع استمرار الأزمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"