عادي
الذكرى الـ 12 لرحيل أول وزير داخلية

مبارك بن محمد.. أربعة عقود مضيئة في مسيرة القيادة

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق

إعداد: يمامة بدوان
أربعة عقود من العطاء في مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، الذي انتقل إلى جوار ربه في الرابع والعشرين من فبراير/ شباط 2010، شهدت الكثير من المواقف المضيئة بالطيب والكرم والإحسان، بالتوازي مع صفات القيادة والانضباط والالتزام، وهي الخصال التي كانت حاضرة دوماً في شخصية جمعت بين روح القيادة ونقاء القلب وصفاء النفس. وأمضى حياته في خدمة شعبه ووطنه، وبذل خلالها كل ما يملك من طاقة في سبيل تحقيق الخير، تاركاً سجلّاً مشرّفاً من العمل الوطني، وأعمالاً مميزة تروي عنه فكره النيّر، وحنكته المشهودة، وشجاعته وإقدامه في جوانب عمله المختلفة.

لقد ظهرت في صغر الشيخ مبارك بن محمد، تفاصيل خاصة جعلته منذ صباه أحد الذين يشار لهم بالإشادة والثناء على رجاحة العقل، فكان كثيراً ما يحضر المجالس، ويستمع إلى نقاشات الرواد، وينهل من خبرتهم وتجاربهم التي صقلتهم بها الحياة، كما كان شغوفاً بالخير والعطاء، فضلاً عن الشخصية القيادية التي كانت هبة تمتع بها بين أقرانه، الذين عرفوه ناصحاً ومستشاراً وخيّراً بما امتلكه من صفات حسنة، وحرص على تطوير الذات والنفس، بتوظيف الحكمة التي تلقاها من الرعيل الأول مع الطاقة نحو الإنجاز والبذل وكتابة التاريخ.

كان المغفور له من القيادات النادرة تاريخياً، وقد ظل دائماً على مقربة من نبض الناس وتطلعاتهم، مدركاً بحسه القيادي المتوهج حساسية وأهمية اللحظات التاريخية الحاسمة، وواجبات الاختيارات في حياة الأمم، وكان صفاء النفس وطيبتها يشعان ابتسامة ما فارقت محيا «أبو أحمد»، على الرغم من الانطباع بتجهم كل من له شأن بالأمن والشرطة.

نسب الفقيد

والراحل، رحمه الله، هو الابن الثاني للشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، ويلتقي نسبه مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في الشيخ زايد الأول أو زايد الكبير، وهو خال صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث إن الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان، هي والدة صاحب السمو رئيس الدولة.

وله من الأبناء ثلاثة هم: المغفور له الشيخ أحمد، والشيخ نهيان، والشيخ حمدان.

وكان الراحل أحد أبرز الشخصيات التي واكبت تأسيس الدولة وتوحيدها، ولم يتوان طوال أكثر من أربعة عقود، عن بذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة الدولة، وكان دائماً إلى جانب مؤسسها الشيخ زايد.

محطات فارقة

شهدت الحياة العملية للراحل تدرجات كبيرة ومحطات فارقة، حيث بدأ حياته العملية في عام 1961 حينما عهد إليه برئاسة دائرة الشرطة والأمن العام في أبوظبي، وفي 18 سبتمبر 1966 تولى منصب رئيس دائرة الشرطة والأمن العام، ودائرة الجنسية والجوازات العامة.

وفي 21 ديسمبر 1968 رقّي إلى رتبة لواء. وفي 1 يوليو 1971 عين وزيراً للداخلية في إمارة أبوظبي، كما عين وزيراً للداخلية منذ قيام الاتحاد، وعهد إليه تولّي مسؤولية الشرطة في إمارة أبوظبي، وظل يشغل منصب وزير الداخلية في الإمارات حتى عام 1990، وكان له دور في المحادثات التي جرت بين حكام الإمارات تمهيداً لقيام الاتحاد.

وأصدر الكثير من القوانين والقرارات الوزارية المهمة، التي أسهمت في تنظيم أجهزة الشرطة والأمن العام وتطويرها في إمارة أبوظبي خاصة، وفي دولة الإمارات عامة، كنظام وزارة الداخلية في إمارة أبوظبي رقم (8)، وقانون الشرطة والأمن العام رقم (1) لعام 1972.

تطوير مهارات الشرطة

وعمل على تعيين رجال الشرطة المخلصين في مختلف أقسام الشرطة ومراكزها، وأجهزة وزارة الداخلية المختلفة، وقطفت ثمار جهوده العظيمة بتخريج عدد من الدفعات والدورات لرجال الشرطة والأمن العام الأكفاء في الدولة. كما أسهم في ابتعاث كثير من رجال الشرطة في دورات خارجية، لتطوير مهاراتهم وقدراتهم المهنية، وشكّل اللجنة العامة لشؤون الشرطة في أبوظبي، ونظم بعثات الأمن العربية للعمل في شرطة أبوظبي.

لقد تجلت براعة الشيخ مبارك بن محمد، في دوره الكبير في توحيد الشرطة، بحيث تكون لوزارة الداخلية سلطة الإشراف الكامل والمباشر على جميع الشؤون المتعلقة بالأمن والهجرة والإقامة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"