عادي

لعبة «إن إف تي» تتيح للفلبينيين كسب الأموال

20:39 مساء
قراءة 3 دقائق
3

يجلس دومينيك لومابي أمام حاسوبه في مانيلا، ويلعب بإحدى ألعاب الفيديو، ليس للتسلية بل لجمع عملات مشفرة يدعم من خلالها عائلته التي أصبحت فقيرة جراء جائحة كوفيد-19.

وابتكرت شركة «سكاي مايفس»، ومقرها فيتنام، عام 2018 لعبة «Axie Infinity» التي أصبحت شائعة في البلدان النامية في الوقت الذي قضت فيه الجائحة على وظائف كثيرة وأجبرت عدداً كبيراً من الأشخاص على البقاء في بيوتهم.

وتستحوذ الفلبين على ما يقرب من 35 % من الحركة المرتبطة بهذه اللعبة، وتضم أغلبية اللاعبين النشطين البالغ عددهم 2,5 مليون شخص.

وبدأ دومينيك يلعب «Axie Infinity» في حزيران/يونيو الفائت بعدما خسر عمله في إحدى شركات الإعلانات.

ويشارك في اللعبة بمعارك بين الشخصيات الملوّنة المسماة «أكسيز»، ويربح ما يُعرف ب«سموث لوف بوشن» (SLP) يمكن استبدالها بأموال أو إعادة توظيفها في اللعبة.

ويتيح له اللعب لساعتين يومياً كسب بين ثمانية وعشرة آلاف بيزوس في الشهر، أي ما يعادل 155 إلى 194 دولاراً.

ويسمح له هذا المبلغ بدفع أقساط جامعة أخته، وشراء المستلزمات اليومية وتسديد الفواتير، إذ إنّ هذه النفقات لم يعد بإمكان شركة والده لأعمال الصيانة المتعثرة أن تغطيتها.

وتعتبر المستشارة في التكنولوجيا بالفليبين ليا كالون- باتلر أنّ الجائحة أتاحت ل«Axie Infinity»، «بيئة مثالية» لجذب اللاعبين.

وتقول «يمكنهم أن يلازموا المنزل بمأمن عن الفيروس ويلعبوا لعبة ظريفة بينما يكسبون المال».

«أكسيز» للإيجار

ينبغي على اللاعب في بداية اللعبة شراء على الأقل ثلاثة «أكسيز»، وهي رموز «إن إف تي» (رموز غير قابلة للاستبدال) يمكن شراؤها أو بيعها أو تأجيرها للاعبين آخرين.

ويستطيع اللاعبون الاهتمام ب«أكسيز» ليصنعوا منها شخصيات جديدة.

وفي الفترة التي بلغ فيها انتشار اللعبة ذروته العام الماضي، وصل سعر مجموعة من ال«أكسيز» إلى مئات الدولارات، ما يمثّل استثماراً بعيد المنال لعدد كبير من اللاعبين.

ولاحظت وكالة فرانس برس أنّ تكلفة أرخص «أكسيز» بلغت في 9 شباط/ فبراير 37 دولاراً، أي ما يعادل مبلغ 111 دولاراً كحد أدنى للبدء باللعب.

وأنشأ لاعبون يحوزون المبلغ اللازم لتكوين فرق مربحة «منحاً»، وهي أنظمة تقاسم تتيح اقتطاع نسب مئوية من أرباح اللاعبين.

بيوت من ورق

ومع الازدياد الكبير في عدد اللاعبين النشطين يومياً عام 2021، ارتفع بشكل ملحوظ سعر ال«أكسيز» وال«SLP»، الأمر الذي طرح تساؤلات حول استمرارية اللعبة.

وتستمد شركة «سكاي مايفس» إيراداتها بشكل أساسي من إنتاج ال«أكسيز» ورسوم السوق، مع مجموع إيرادات يبلغ 1,2 مليار دولار.

ويعتبر بعض المحللين أنّ نموذج العمل هذا غير قابل للاستمرار، ويشيرون إلى ضرورة وجود لاعبين جدد لمواصلة كسب الأموال.

ويرى جوناثان تبليتسكي من شركة Horizen Labs أنّ معظم الألعاب من هذا النوع تشبه «بيوتاً من ورق» تغذيها «الضجة الإعلامية والمضاربة».

ويقول ترونغ نغوين، وهو أحد مؤسسي «سكاي مايفس» والمدير الإداري فيها لوكالة فرانس برس إنّ Axie Infinity «ليست لعبة بمجموع صفري»، مؤكداً أنّ اللاعبين لا يحصلون فقط على «قيمة مالية».

وتسجل ال«SLP» منذ أشهر تقلبات كبيرة شبيهة بتلك التي تشهدها عملات مشفرة كثيرة أخرى.

ويشير موقع CoinGecko لتوفير البيانات إلى أنّ قيمة اللعبة عندما حُدّثت في العام الماضي ارتفعت من 3,5 سنتات في 26 نيسان/إبريل إلى 36,5 سنتاً في 2 أيار/ مايو، لتزداد قيمتها بنسبة 900 في المئة في أقل من أسبوع.

لكنّ القيمة انخفضت في نهاية الشهر الماضي إلى سنت واحد، ما أدّى إلى تراجع الإيرادات التي يتوقع اللاعبون تحقيقها.

وأدخلت «سكاي مايفس» تغييرات إلى اللعبة للحد من عدد الرموز التي يمكن للاعب إنتاجها، مشيرةً إلى مخاوف تتعلق بالتضخم. وتعافت العملة بشكل طفيف لتصل إلى نحو ثلاثة سنتات.

وأتى إعلان مصلحة الضرائب في البلاد العام الفائت ليزيد من حزن اللاعبين الفلبينيين، إذ أفادت بأنّ عليهم دفع ضرائب على الأرباح التي يحققونها في اللعبة.

وانخفضت أرباح دومينيك لومابي الشهرية إلى أكثر من النصف منذ أن بدأ اللعب، لكنّه لم يستسلم بل اشترى أخيراً فريقي «أكسيز» لصديقته ولأخته.

ويقول «طالما يمكنني كسب مئة أو ألف بيزوس شهرياً، اعتبر ذلك ربحاً».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"