عادي
مسؤولون وخبراء لـ الخليج:

كوادر مهنية تبحث مجدداً عن موضع قدم بسوق العمل في الإمارات

21:04 مساء
قراءة 5 دقائق
دبي: حمدي سعد

يشهد سوق العمل في الإمارات منذ بداية عام 2022 تحسناً ملحوظاً،الأمر الذي دفع بالعديد من الخبرات والكوادر المهنية للعودة إلى الدولة مجدداً، للبحث عن فرصة عمل تتواءم مع التغيرات الكبيرة التي أحدثتها جائحة «كوفيد-19» في سوق الوظائف خلال 2020 و2021.

أكد مسؤولو شركات توظيف وخبراء ل «الخليج» أن حزم الدعم الاقتصادي العديدة التي قدمتها حكومة الإمارات خلال الجائحة واستضافة «إكسبو 2020 دبي» ونجاح برامج التطعيم والسيطرة على انتشار فيروس «كوفيد-19» عززت من جاذبية الإمارات للكوادر التي تتمتع بمؤهلات تمكنها من مواكبة التغيرات في سوق العمل.

الصورة
1

وأضافوا، أن سوق العمل في الإمارات تلقى كذلك تعديلات مهمة تتعلق بمنح الإقامات الطويلة للمستثمرين والمبدعين والطلاب والمخترعين والمبرمجين، فضلاً عن القوانين المتعلقة بتملك الشركات وغيرها من القوانين التي أسهمت في زيادة الطلب على توظيف أصحاب الكفاءات القادرة على العمل في ظل المعطيات الجديدة التي تتطلب قدرات رقمية وفنية تواكب توجهات الاقتصاد المعرفي، لاسيما المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي وتقنيات الاتصالات وغيرها.

تحول واضح

وقال علي مطر، رئيس شبكة «لينكدإن» في المنطقة وشمال إفريقيا وأسواق أوروبا الناشئة: مر سوق العمل بالكثير من المتغيرات على مدار العامين الماضيين نتيجة للجائحة التي أحدثت تحولاً واضحاً في سوق العمل الحالي من خلال تبني نمط العمل الهجين وتسريع التحول الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما سيؤثر بشكل كبير على توجهات الاستثمار في رأس المال البشري وطبيعة المهارات والكفاءات المطلوبة التي يحتاج إليها السوق في المستقبل.

وأضاف مطر، نرى أن مستقبل العديد من الوظائف مقبل على تحول شامل من النمط التقليدي إلى نماذج من العمل الهجين، إضافة إلى اشتمال بعض الوظائف على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتركيز على الوظائف الإبداعية متعددة المهارات.

وأوضح:سيصبح المتقدمون للوظائف بدورهم أكثر انتقائية في نوعية الشركات التي يودون العمل فيها، حيث تصبح المرونة والرواتب وثقافة الشركة عوامل أساسية بالنسبة إليهم. كما سنشهد قيام الشركات بتغيير سياساتها وميزاتها لتوظيف المواهب ذات الجودة العالية والحفاظ عليها.

الإمارات الأكثر جاذبية

وأكدت عُلا حداد، المديرة الإدارية للموارد البشرية في «بيت.كوم» أن سوق العمل في دولة الإمارات تحديداً شهد تحسناً ملحوظاً في الأشهر القليلة الأخيرة،نتيجة للتأثيرات الإيجابية التي أحدثتها استضافة الدولة للحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي» وأبرزها جذب الباحثين عن عمل ورواد الأعمال والمستثمرين وغيرهم من كافة أنحاء العالم.

وأضافت حداد، من المتوقع بأن تشهد عمليات التوظيف في الدولة تحسنًا ملموسًا خلال 2022، وتعد دولة الإمارات واحدة من أكثر البلدان جاذبية للعيش والعمل، فهي دائماً ما تصدر قوانين جديدة تدعم كل من المواطنين والمغتربين، إلى جانب حرصها على مواكبة أحدث التقنيات والتطورات التكنولوجية. الأمر الذي يجعلها وجهة جذابة لرواد الأعمال والمستثمرين من كافة أنحاء العالم، والذي بدوره ينعكس على اقتصاد الدولة وما يترتب عليه من زيادة في فرص العمل.

قطاع السفر والضيافة

من جانبها قالت لوسي دابو، الرئيسة التنفيذية لشركة «توجيذر»: شهدنا خلال 2020 و 2021 مغادرة بعض الكوادر والمواهب الإمارات، بسبب تبعات «كوفيد-19» ومع دخولنا عام 2022، لدينا أسباب أكثر للتفاؤل داخل الدولة،حيث بدأتْ بعض الصناعات في الانتعاش، بما في ذلك الطيران والضيافة ومن الأمثلة الحديثة على ذلك سوق دبي الحرة، والتي أكّدتْ إعادة توظيف العديد من موظفيها في ظل استمرار الزيادة في أرقام زوّار مطار دبي بالإضافة إلى ذلك، كانت صناعة الضيافة نشطة للغاية في التوظيف مع استمرار افتتاح المزيد من المطاعم الجديدة واستمرار زيادة أعداد السائحين إلى الإمارات.

وأضافت دابو، عن أهم المعايير التي يمكن لأصحاب العمل القيام بها لاستقطاب الكوادر الخبيرة والمواهب وآليات الاحتفاظ بها في الإمارات، نعلم أن الموظفين يتوقون إلى مزيد من التركيز على الثقافة في مكان العمل، لذلك يحتاج القادة إلى التصرف بناءً على هذه الرؤية وعندما تتوافق ثقافة مكان العمل بشكل صحيح مع القيم، والدوافع، والاحتياجات الشخصية، يمكن إطلاق كميات هائلة من الطاقة ما يسهم في دفع عجلة أداء الشركات.

وتشير نتائج دراسة«توجيذر» إلى الوعي المتزايد لدى الشركات حول أهمية الثقافة في نجاح الشركات، وأظهرت أنّ 9 من أصل 10 موظّفين (88%) في الإمارات يمكن أن يفكّروا بالتخلّي عن وظيفتهم بسبب سوء الثقافة التنظيمية وقال أكثر من 6 من أصل 10 مشاركين (61%) إن الثقافة التنظيمية مهمة جداً بالنسبة لهم.

وعلى الرغم من ذلك، أكثر من ثلث المشاركين (34%) قالوا إنّ شركاتهم لا تنجح بتطبيق ثقافة بيئة العمل، بينما يرى 29% من المشاركين في الاستبيان أنّ أولويّة قادة الأعمال يجب أن تكون تقديم صورة واضحة عن رؤية الشركة وهدفها وقيمها.

عمار كاكا: 50% من الموظفين بحاجة إلى إعادة تشكيل مهاراتهم

1

قال البروفيسور عمار كاكا، رئيس جامعة «هيريوت وات دبى»: إن سوق العمل في الإمارات استطاع أن يتعافى تدريجياً ويعود إلى سابق عهده لما قبل الجائحة، التي أسهمت في فقد بعض الشركات لموظفين وكفاءات مهنية ذات خبرة طويلة،ما أحدث فجوة في سوق العمل.

وأضاف، أن سوق العمل ومتطلباته يتغير بشكل جذري بسبب الثورة التكنولوجية وأصبحت الوظائف التي تعتمد على نظام المعلومات والذكاء الاصطناعي هي الأكثر شيوعاً في أغلب القطاعات ومع هذا التغيير فإن 50% من الموظفين سيحتاجون إلى إعادة تقييم وإعادة تشكيل مهاراتهم ومعارفهم والاعتماد على التقنيات بشكل كامل لمواكبة هذا التغييرات والتصدي لتحديات سوق العمل والقدرة على إنجاز مهامهم الوظيفية بكفاءة عالية. وأوضح، أصبح سوق العمل يعتمد على الرقمنة بشكل كبير، لذا سيسيطر قطاع التكنولوجيا على الطلب هذا العام،بينما من المتوقع حدوث زيادة حادة في التوظيف في تخصصات: الرعاية الصحية والأدوية والموارد البشرية والمبيعات والبيع بالتجزئة والتمويل والنفط والغاز، ومع مواصلة اعتماد الأتمتة والذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، تظهر أنواع جديدة من الوظائف في مجالات متعددة، لا سيما الطاقة البديلة والاقتصاد الدائري.

وتشير توقعات الوظائف خلال 2022 و حتى 2023 في الإمارات إلى نمو إيجابي مع تعافي الاقتصاد بقوة و تطبيق سياسة العمل المرن، النموذج الأكثر شيوعاً حاليا كما تشير بعض الدراسات إلى أن 46% من المهنيين في الإمارات الذين يبحثون عن وظيفة هذا العام قد زادت ثقتهم في اقتصاد الدولة، في القطاعات الخاصة غير النفطية وبالأخص قطاعات السياحة والتجزئة.

وقال رئيس جامعة«هيريوت وات دبى»: أشار تقرير«ميرسير» إلى أن أصحاب العمل في الإمارات من المقرر أن يبحثوا عن موظفين و كوادر أكثر خلال عام 2022، فيما تتصدر تخصصات: الهندسة وإدارة الأعمال والعلوم الطبية وتقنيات المعلومات والبيانات والبرمجة والروبوتات قائمة أكثر التخصصات المطلوبة في الدولة، بالإضافة إلى وظائف البيانات الكبيرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء والأمن السيبرانى والتسويق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"