عادي
حمد بوعميم مدير عام غرف دبي لـ"الخليج":

«إكسبو 2020» رسخ مكانة دبي مركزاً لاجتماع العقول الاقتصادية

00:15 صباحا
قراءة 7 دقائق
حمد-بوعميم

حوار: ملحم الزبيدي
أكد حمد مبارك بوعميم، مدير عام «غرف دبي» أن «إكسبو 2020 دبي» يشكل منصة مثالية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن دول أمريكا اللاتينية تعتبر من الأسواق التي توفر قيمة مضافة للمستثمرين في دبي؛ حيث تشكل كذلك الإمارة بوابة للشركات اللاتينية إلى أسواق المنطقة.

ولفت بوعميم إلى أن تجارة دبي غير النفطية مع الدول اللاتينية بلغت حوالي 218 مليار درهم خلال العقد الماضي (2011-2020) بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 4.4% خلال هذه الفترة. ويقام المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية الذي تنظمه «غرفة تجارة دبي» بالتعاون مع «إكسبو 2020 دبي»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بين 23 و24 مارس/آذار، ويسلط الضوء على فرص الأعمال الجديدة في المشهد التجاري العالمي.

وأضاف بوعميم، في حديث خاص مع «الخليج»، أن المنتدى سيُسهم في تقليص الفجوة بين أسواق المنطقة وأمريكا اللاتينية، عبر جمع المستثمرين وصناع القرار من الجانبين على منصة الحدث، وتحفيز الحوار والنقاشات المشتركة حول أبرز التحديات والفرص، الأمر الذي سيرسخ مكانة دبي كوجهة لاجتماع العقول الاقتصادية العالمية. وفيما يلي نص الحوار:

* ما أبرز إنجازات «غرف دبي» التي تحققت خلال العام 2021، وخاصة في «إكسبو 2020 دبي»؟

- ساهمت «غرفة تجارة دبي» بشكل فعّال في دفع عجلة التنمية، وتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي، والتغلب على تداعيات جائحة «كوفيد-19»، وذلك من خلال تقديم العديد من المبادرات والفعاليات وورش العمل للشركات الصغيرة والمتوسطة، كما قدمت الغرفة سلسلة من الدراسات البحثية التي وفرت دعماً معلوماتياً استراتيجياً، وساهمت في رفع جاهزية مجتمع الأعمال المحلي، وشكلت حافزاً للشراكات العالمية للاستثمار، وعززت من آفاق التعاون التجاري والاستثماري بين الإمارات ودول العالم.

وتفخر الغرفة في كونها جزءاً من قصة نجاح تاريخية عنوانها «إكسبو 2020 دبي»؛ حيث قدّم المعرض البيئة المناسبة والبنية التحتية لتمكين «غرف تجارة دبي» من إقامة مؤتمرات ومنتديات عالمية ساهمت في خلق حوار استراتيجي بين كبار الشخصيات وصناع القرار الاقتصادي. وساهمت فعاليات «غرفة تجارة دبي» المختلفة في وضع أسس لمستقبل المشهد التجاري العالمي، وعملت على تحسين بيئة الأعمال في دبي من خلال التركيز على تحفيز الشركات متعددة الجنسيات على بناء اتفاقيات تجارية واقتصادية مع الأسواق الإماراتية.

مبادرات نوعية

وأطلقت «غرفة تجارة دبي» سلسلة من المبادرات النوعية التي تهدف إلى تعزيز وعي قطاع الأعمال ومواكبة المتغيرات في بيئة الأعمال. وتحت مظلة مبادرة «منصة ملتقى الأعمال»، أطلقت الغرفة سلسلة فيديوهات «الطريق إلى إكسبو 2020» التي تُسهم في تجسيد الحيوية والمرونة التي يتمتع بها مجتمع الأعمال في إمارة دبي، بالإضافة إلى الفرص غير المسبوقة التي يوفرها «إكسبو 2020 دبي». حيث تتيح هذه السلسلة من الفيديوهات الفرصة لقادة قطاعات الأعمال وصناع القرار المميزين مشاركة أفكارهم حول الفوائد الجمة للمعرض الذي يوفر بيئة خصبة للازدهار الاقتصادي في المنطقة والعالم.

وبالشراكة مع «إكسبو 2020 دبي»، احتضنت «غرفة تجارة دبي» منتديات اقتصادية عالمية عديدة عززت من مكانة دبي كعاصمة عالمية للمال والأعمال ساهمت في بناء جسور من التعاون الاستراتيجي بين أقطاب العالم. حيث نظمت الغرفة الدورة السادسة للمنتدى العالمي الإفريقي للأعمال والدورة الأولى لمنتدى الأعمال العالمي لدول الآسيان، كما ستنظم الغرفة بالشراكة مع «إكسبو 2020 دبي» الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية خلال الفترة بين 23 و24 مارس/آذار المقبل. إضافة إلى ذلك، استضافت دبي المؤتمر الثاني عشر لغرف التجارة العالمية الذي جمع رؤساء غرف العالم وأصحاب القرار الاقتصادي تحت قبة واحدة، بهدف رسم تصورات اقتصادية، وإيجاد حلول مستدامة لدعم وتعزيز دور التجارة العالمية.

تداعيات «كورونا»

* في ظل انتشار الجائحة على المستوى العالمي، كيف تفوقتم على تداعياتها السلبية باتجاه المحافظة على علاقات التعاون مع الأسواق في شتى الدول؟

- ساهم الفهم المبكر لأهمية التحول الرقمي وبناء بيئة رقمية متكاملة في إمارة دبي في التكيف بشكل متسارع مع تداعيات جائحة «كوفيد-19»؛ حيث ساهمت المبادرات العديدة التي أطلقتها الغرفة بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية في رفع الميزة التنافسية للإمارة في مجال الرقمنة. وقد ساهمت هذه الإجراءات في دعم استمرارية الأعمال في تقديم خدماتها إلكترونياً، إضافةً إلى تعزيز ثقة المستثمرين ورواد الأعمال في الاستثمار في دبي، باعتبارها عاصمة عالمية للمال والأعمال.

على المستوى المحلي، واصلت «غرفة دبي» خلال فترة الجائحة العمل على تنظيم منتديات وفعاليات افتراضية تهدف إلى تعزيز التعاون مع مختلف الشركاء في كافة دول العالم. وقد نظمت أكثر من 100 ندوة وورشة إلكترونية افتراضية سنوياً غطت جميع القطاعات والمجالات المختلفة من نشاطات الغرفة. كما عقدت المكاتب الخارجية للغرفة المنتشرة حول العالم أكثر من 2000 اجتماع افتراضي مع رجال أعمال مهتمين بالاستثمار في دبي؛ حيث جرى تعريفهم بالمزايا التي توفرها الإمارة، والحزم التحفيزية التي أطلقتها للتخفيف على الأعمال، ومساعدتهم على النمو.

إن ضمان استمرارية الأعمال وتنافسيتها كان الأولوية بالنسبة لنا، وقد ساعدت بنيتنا التحتية الرقمية المتطورة التي استثمرنا بها على مدار السنوات الماضية في تسهيل مهمتنا، ودعم الأعمال وضمان مصالحها خلال الفترة الماضية.

الفرص الاستثمارية

* ما الأهداف التي تتطلعون إليها على هامش تنظيم النسخة الرابعة من المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية؟

- تركز النسخة الرابعة للمنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية على تعزيز التعاون بين أسواق الإمارات ودول أمريكا اللاتينية ودول حوض الكاريبي، وخصوصاً التحول الرقمي الذي أفرزته الجائحة، مع التركيز على منظومات الشركات الناشئة، والإدماج الاقتصادي الدولي، والإصلاحات المالية، وتطوير البنى التحتية، والتنويع الاقتصادي والأمن الغذائي.

تهدف «غرفة تجارة دبي» إلى تسليط الضوء على إيجاد فرص استثمارية في القطاعات الرقمية والخدمات اللوجستية والطاقات المتجددة، إضافةً إلى البحث في أساليب وطرق جديدة لتبنيها من أجل إصلاح اقتصادات دول أمريكا اللاتينية والكاريبي؛ لتصبح أكثر مرونة واستعداداً للنمو، بالإضافة إلى دراسة الوسائل التي يمكن أن يستفيد من خلالها شركاء الأعمال من مجموعة الفرص الاستثمارية بين الأسواق الإماراتية ودول أمريكا اللاتينية.

ويهدف المنتدى إلى إيجاد حلول مستدامة للبنية التحتية الرقمية، واستقطاب شركات التكنولوجيا من دول أمريكا اللاتينية للعمل في الإمارة، من خلال توظيف الإمكانات، وتعزيز البيئة الاستثمارية المتميزة التي توفرها دبي.

كما يهدف المنتدى في دورته الحالية إلى توحيد الجهود الرامية إلى تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي، والارتقاء بالشراكات الاقتصادية بين دبي وأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي في مجالات الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي والبنية التحتية التكنولوجية والرعاية الصحية والتعليم.

الشريك التجاري الأول

* بالأرقام، كيف تقيّمون التبادل التجاري مع دول أمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي خلال العام الماضي؟، وما الأهداف التي تتطلعون إليها في 2022؟

- أظهرت الدراسات التي قدمتها «غرفة تجارة دبي» تعاوناً تجارياً وثيقاً بين الأسواق الإماراتية ودول أمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي. حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دبي ودول أمريكا اللاتينية 13.5 مليار درهم في النصف الأول من العام 2021، حيث تعتبر البرازيل الشريك التجاري الأول لدبي بين الدول اللاتينية.

وقد بلغت تجارة دبي غير النفطية مع دول أمريكا اللاتينية حوالي 218 مليار درهم خلال العقد الماضي (2011-2020) بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 4.4% خلال هذه الفترة.

وكشفت دراساتنا عن وجود فرص استثمارية غير مستغلة تبشر بمزيد من التعاون التجاري والاستثماري. وأكدت الدراسات أن واردات الدولة من الأغذية والمنتجات الزراعية من الأسواق اللاتينية بلغت 1.9 مليار دولار في العام 2020، أي ما يشكل 12% من إجمالي واردات الدولة من الأغذية من الأسواق العالمية في العام 2020، والتي بلغت 15.9 مليار دولار. كما أشارت الدراسات إلى وجود إمكانات تصدير كبيرة غير مستغلة للمنتجات الغذائية اللاتينية إلى الدولة، تقدر سنوياً بحوالي 800 مليون دولار.

الاقتصاد الرقمي

* عززت الجائحة نمو الاقتصاد الرقمي وظهور جيل جديد من شركات التكنولوجيا المالية، ما الأهداف التي تتطلعون إليها في هذا المجال في الفترة المقبلة؟

- كعاصمة عالمية للمال والأعمال وكمركز ثقل تجاري في المنطقة، تعمل دبي بكل إمكاناتها على تعزيز مناخها الاستثماري الملائم لاحتضان الشركات الناشئة العاملة في مجال الاقتصاد الرقمي من شتى أنحاء العالم، عبر رفد رواد الأعمال وأصحاب الشركات بالقدرات المهمة، وتهيئة بيئة خصبة لنمو وازدهار أعمالهم. وتشكل استراتيجية «غرفة دبي» للاقتصاد الرقمي نقطة انطلاق نحو بيئة أعمال رقمية عالمية؛ حيث ستركز على تطوير الدعم للشركات الرقمية، واستقطاب الشركات الرقمية العالمية، وذلك تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتعزيز مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد الرقمي.

وتهدف الاستراتيجية الجديدة إلى توطيد مكانة دبي كوجهة للاستثمارات الأجنبية الرقمية وأصحاب المهارات التقنية؛ حيث تستهدف الاستراتيجية استقطاب حوالي 300 شركة ناشئة رقمية في غضون عامين، وتطوير مقترح متكامل حول تحسينات وتحديثات في المنظومة التشريعية الداعمة للاقتصاد الرقمي، وتنظيم مؤتمر عالمي حول الاقتصاد الرقمي الجديد، بالإضافة إلى دعم التحول الرقمي للشركات الوطنية، وتعزيز بيئة الأعمال الرقمية لاستقطاب الشركات الرقمية العالمية.

كما تهدف استراتيجية «غرف دبي» للاقتصاد الرقمي إلى تعزيز ودعم المنظومة الاقتصادية لإمارة دبي، وإحداث نقلة نوعية لتنافسية الإمارة في مجال الاقتصاد الرقمي، وتقديم نموذج اقتصادي عالمي يحتذى به قائم على أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة، وذلك من خلال خريطة طريق متكاملة تقوم على ركائز، أبرزها تكريس الجهود لمضاعفة عدد الشركات الرقمية التي تحتضنها إمارة دبي في غضون السنوات القادمة، وتعزيز مكانة الإمارة كبيئة حاضنة وداعمة للشركات الرقمية حول العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"