عادي
وفر فرصاً لطرح أجندات ذات رؤى مستقبلية طموحة

الزيودي: «إكسبو» أسهم في تسريع التعافي من الجائحة

14:54 مساء
قراءة 6 دقائق

أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية أن دولة الإمارات تقوم على نهج التفاؤل والإيجابية والريادة والعمل للمستقبل، وشدد على الدور الكبير لإكسبو دبي بوصفه محركاً رئيسياً ساهم في تسريع عملية التعافي وتحقيق النمو في مختلف القطاعات الاقتصادية ما يؤسس لانطلاقة جديدة للدولة في ضوء مشاريع الخمسين الاستراتيجية وتطوير النموذج الاقتصادي الجديد لدولة الإمارات الهادف إلى تحقيق النمو المستدام.
وقال في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات «وام» إنه في ظل الإنجازات المتتالية التي حققتها دولة الإمارات خلال الفترة الماضية ننظر بتفاؤل كبير إلى أن الدولة وبفضل دعم وتوجيهات قيادتها الرشيدة نجحت في العبور الآمن إلى مرحلة ما بعد الجائحة وقطعت أشواطاً عديدة في مسارات النمو المستدام وهو ما ظهر من أداء التجارة الخارجية للدولة والاستثمار وريادة الأعمال والسياحة وغيرها.
وأضاف أنه منذ اللحظات الأولى لسعي دولة الإمارات للفوز بأحقية تنظيم إكسبو 2020 دبي ذلك الحدث العالمي الأبرز كانت الرؤية حول مرحلة «ما بعد إكسبو» واضحة ومحددة المعالم لمتخذي القرار ولحكومة دولة الإمارات بفضل الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة ونهج دولة الإمارات الدؤوب في استشراف المستقبل.

1
ثاني الزيودي

الإبقاء على مباني معرض إكسبو دبي وتحويلها لمدينة المستقبل

كما قال: لمسنا أهمية أجندة إكسبو التي تأسست في نسختها الإماراتية على الحوار والشراكة والتواصل بين العقول والثقافات وطرح قضايا تخاطب المستقبل، وهو ما سينعكس أثره الإيجابي على مكانة دولة الإمارات على الساحة العالمية، ولاسيما فيما يخص القضايا الاقتصادية والعمل من أجل التنمية والازدهار ومواجهة التحديات بجهود متضافرة وعمل جماعي وفكر مبتكر لتحويلها إلى فرص وحلول لمستقبل أفضل، فهذه الرسالة تجسد روح هذا الحدث الدولي الذي قدمت الإمارات نسخة متميزة منه بنجاح مبهر جذب أنظار العالم.
وأضاف أن ما شهده «إكسبو دبي» من حراك وزخم، على الرغم من التحديات والمتغيرات العالمية التي تزامنت معه، سينعكس على أثره في إطار الارتقاء بمكانة الدولة خلال المرحلة المقبلة في مناحٍ شتى في مختلف قطاعات التنمية، خاصة نظرة العالم للإمارات.. ولعل بوادر هذه النتائج لمسناها بالنتائج المتميزة التي حققها إكسبو دبي على صعيد عدد الزوار الإجمالي البالغ أكثر من 24 مليون زائر وهو رقم قياسي، وإذا ما أخذنا في الحسبان أن هذا الرقم تم تحقيقه على الرغم من استمرار بعض التحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 عالمياً فلا شك  أنه يصبح إنجازاً مضاعفاً ويعكس نجاحاً مبهراً لإكسبو بنسخته الإماراتية.
 مضاعفة عوائد القطاعات الحيوية مثل السياحة والشحن والطيران
ونوه إلى أن هذه النتائج انعكست إيجاباً أيضاً عبر المساهمة في حلول دولة الإمارات بالمركز الأول إقليمياً والمرتبة العاشرة عالمياً من حيث قوة التأثير وفق المؤشر العالمي للقوة الناعمة الصادر حديثاً لتعزز الدولة مكانتها واحدة من أكبر دول المنطقة والعالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.
وأشار الدكتور ثاني الزيودي إلى أن إكسبو 2020 وفر فرصاً لا تتكرر لجميع مؤسسات الدولة سواء في الحكومة أو شركات القطاع الخاص العاملة في الإمارات، وكذلك القطاعات الأكاديمية والتعاونية وغيرها، لطرح أجندات ذات رؤى مستقبلية طموحة للاستفادة من الزخم والحراك الهائل الذي أحدثه إكسبو الذي كان بمثابة بوتقة جمعت العالم على أرض الإمارات تم خلالها التأسيس لشراكات مستدامة ستصب في صالح تنشيط الحراك الاقتصادي والتجاري وزيادة القيمة المضافة للاقتصاد الوطني عبر مضاعفة عوائد مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية مثل خدمات السياحة والشحن والطيران، فضلاً عن التأسيس لنمو سريع في قطاعات الاقتصاد الجديد ما سيعزز خطط الدولة لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار وبالطبع هذه المخرجات سيتم تحويلها إلى خطط توسع ونمو طويلة المدى.
عقد قمة إنفستوبيا للاستثمار أحد مشاريع الخمسين الاستراتيجية

وقال: «كمثال لننظر إلى خطط الإبقاء على مباني معرض إكسبو دبي وتحويلها لمدينة المستقبل وغيرها من مبادرات تسهم في الاستفادة من منشآت المعرض العالمي وتسخير تلك القدرات لتكون محركاً لطرح تنموي جديد قائم على التقنيات الحديثة والمبادرات والحلول المطروحة مستمرة بخصوص توظيف هذا الصرح الحضاري والاستفادة من إرث إكسبو في مسيرة التنمية المستقبلية للدولة».
وذكر أن دولة الإمارات تتمتع بشبكة واسعة وقوية من الشراكات الاستراتيجية مع دول العالم كافة بما فيها الدول الكبرى والانفتاح على العالم مبدأ ثابت تبنته الدولة منذ تأسيس الاتحاد ولا شك أن إكسبو دبي وفر المنصة المثالية لترجمة هذه الرؤية إلى واقع عملي لتفتح مظلته المجال أمام إبرام العديد من الشراكات الجديدة وعقد مئات الاجتماعات والفعاليات واللجان الاقتصادية المشتركة ومنتديات الأعمال ولقاءات العمل على أعلى المستويات مع قادة ومسؤولي العالم وجرى ترجمة ذلك على أرض الواقع إلى اتفاقيات ومذكرات تفاهم تؤسس بالفعل لمرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية للدولة.
ونوه الزيودي في هذا الصدد إلى ما شهده إكسبو من عقد للدورة الأولى من قمة إنفستوبيا للاستثمار أحد مشاريع الخمسين الاستراتيجية التي جمعت شخصيات قيادية من أنحاء العالم في مجالات الاستثمار والتمويل والاقتصاد الجديد في إطار رؤية متكاملة لصياغة مستقبل الاستثمار والشراكات في قطاعات المستقبل برؤى وحلول جديدة وبهدف طموح يتمثل في جذب 550 مليار درهم استثمارات أجنبية مباشرة لدولة الإمارات خلال العقد المقبل في قطاعات الاقتصاد الجديد.. كما احتضن إكسبو 2020 دبي ملتقى الاستثمار السنوي 2022 بمشاركة وفود من 174 دولة لاستكشاف فرص الاستثمار عالمياً وفي أسواق دولة الإمارات بما يعزز مكانة الدولة باعتبارها إحدى أكثر الوجهات الاقتصادية حيوية في العالم.
 تعزيز خطط الدولة لبناء اقتصاد المستقبل على المعرفة والابتكار
وأوضح أنه من خلال الجهود المبذولة في إكسبو ومخاطبة قضايا تهم العالم ككل مثل التعليم والتغير المناخي والصحة والغذاء والانفتاح الحضاري والتعرف على أفضل المبتكرات الهادفة لخدمة البشرية تحولت دولة الإمارات لخلية عمل لا تهدأ ومقصدا لجميع الدول ومجتمعات الأعمال والأوساط المهتمة بالثقافة والبيئة والسياحة والتعليم والابتكار وغيرها للبحث عن شراكات من أجل المستقبل والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية وتبادل المعارف ونقل الخبرات في العديد من المجالات.
وقال الزيودي: إذا تحدثنا عن استفادة قطاع التجارة الخارجية من نجاح «إكسبو 2020 دبي» فهو نجاح لدولة الإمارات ككل وترسيخ لمكانتها وجهة مثلى لمزاولة التجارة والأعمال، إضافة إلى القدرة على زيادة الشراكات مع العالم الخارجي والانفتاح على الأسواق الدولية ولا شك في أن قدرة أي دولة على تعزيز ترابطها عالمياً ينعكس على تعزيز شراكاتها التجارية وقوتها وتأثيرها الإيجابي في خارطة التجارة العالمية وهذا ما وفره إكسبو بالدرجة الأولى حيث شهدنا تعرف العالم على قوة الإمارات على خارطة التجارة الدولية وسياساتها المحفزة والداعمة لتسهيل وتنمية التجارة ومناطقها الحرة الحيوية وبنيتها التحتية فائقة التطور فيما يخص تسهيل التجارة من موانئ ومطارات، وريادتها في مجالات النقل والطيران والشحن والخدمات اللوجستية، فضلاً عن رؤيتها المستقبلية الطموحة في ضوء مشاريع الخمسين، وهذا سيصب مباشرة في زيادة نمو قطاع التجارة الخارجية مستقبلاً ليكون أحد الثمار الإيجابية الكثيرة التي حققها إكسبو دبي.
وأضاف الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي أنه من المفيد أن نذكر في هذا السياق أن التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات حققت بالفعل قفزة مهمة في عام 2021 ، وكان لنتائج الربع الأخير من العام الماضي الذي تزامن من انطلاق إكسبو دبي مساهمة مهمة في هذه النتيجة الإيجابية حيث بلغ النمو في تبادلاتنا التجارية غير النفطية مع العالم 27% مقارنة بعام 2020 ، ووصل إجمالي تجارتنا غير النفطية مع العالم إلى 1.9 تريليون درهم وزادت صادراتنا الوطنية غير النفطية بنسبة 33% متجاوزة 354 مليار درهم لأول مرة في تاريخها.. كما شهدنا خلال إكسبو 2020 دبي نمواً مهماً في العديد من القطاعات الحيوية في الدولة من أبرزها العقارات والسياحة والفنادق وقطاع التجزئة وتجارة الأغذية والمشروبات في حين شهد قطاع الطيران المدني انتعاشاً كبيراً.
وقال في ختام حواره إن الأثر الإيجابي لـ«إكسبو 2020 دبي» نلمسه في الأداء الإيجابي الذي حققته القطاعات الاقتصادية في الدولة خلال تلك الفترة.
(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"